كتب نوزاد حسن: هذا العنوان محور ولتعذرني روح غوغول لأنه تحدث في أحد كتبه مخاطباً روسيا هكذا: إلى أين تطيرين يا روسيا، وقد شبهها بعربة تجرها خيول قوية تلتمع صدورها، وهي تطوي المسافات، في حين تنظر الأمم إلى هذه العربة باستغراب.
وأنا أتابع أيام سوريا الساخنة جداً، والمباغتة للجميع فكرت بأن سوريا هي الآن تنطلق بسرعة على مرأى من الأمم كلها، وقد سقط النظام فيها بعد تجربة حكم طويل تمتد نصف قرن، وها هي المعارضة تبدأ في قيادة سوريا مجدداً.
بدا العالم منشغلاً بأحداث سوريا، دول الجوار تخرج ببيان يؤكد على وحدة الأراضي السورية، وضرورة إشراك جميع الطوائف، وبناء سوريا من جديد.
الممثل الأممي غير بيدرسون، زار دمشق، والولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية تراقب الوضع السوري، وما ستكشف عنه الأيام القادمة من أحداث.
سوريا تطير بسرعة لم يكن أحد يتوقعها، وسيكون قوى الثورة الجديدة في امتحان صعب إن لم تتفق وتتفاهم في رسم سياسة متزنة لبناء سوريا.
أتذكر حديثاً لقنصل ياباني كان يعمل في بغداد أجرت إحدى الفضائيات حواراً معه، وكان أحد أهم الأسئلة التي طرحت عليه هو ما هي نصيحته للعراقيين كي يبنوا بلدهم التي دمرته حروب النظام السابق العبثية، ببساطة الياباني وثقته قال: لا بد أن تعملوا بجد ونكران ذات لبناء بلدك، في اليابان تعرضنا لتجربة قاسية لكن نكران الذات جعلنا نتجاوز محنة دمار اليابان، وعليكم أن تقوموا بالفعل نفسه.
ستكون نصيحة هذا القنصل مهمة في حالة الوضع السوري أيضاً، لكن في السياسة قد يكون نكران الذات يعني الهزيمة في أحد معانيها غير المقبولة، وفي بلد تعرضت طوائفه لظلم طويل، سيعرف الجميع حقيقة واضحة هي شعور الطوائف بأنها تريد إثبات تضحياتها، ومدى الظلم الذي تعرضت له، لكن لا أحد يستطيع القول إن فرضية الأخوة الأعداء ستكون موجودة في سوريا، وإن كان الكثيرون لا يستبعدون حجم التحدي الذي يواجهه ذلك الشعب، الذي أتعبته عقوبات اقتصادية وحرب طويلة.
يتمنى السوريون أن يعيدوا بناء بلدهم، وهناك طوابير من المهاجرين يتأهبون للعودة، وآمال كبيرة في عبور أيام التحدي الصعبة، وقد تكون الخطوة الأولى التي تطمح إليها الحكومة الانتقالية، هي رفع العقوبات التي ستكون بمثابة إشارة للبدء من جديد.