مقالات

الخط الصدري و الحركية الدينية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين
الخط الصدري والحركية الدينية

عُرف الخط الصدري وعلى مدى يربو على النصف قرن، بالتوجه الديني الحركي، الذي يحمل في طياته فكرة قيادة الدين للحياة.

والمواقف التاريخية الكبيرة للسيدين الشهيدين الصدرين (قدس الله سرهما) ليست ببعيدة عن زماننا هذا، وهي تشهد بصدق، بكل ما كان يتمتع به هذان الرمزان الإسلاميان، من الإيمان بإمكانية قيادة الدين لحياة الإنسان، بل كانا يُنظّران لإنحصار إمكانية ذلك بالإسلام، وعدم قدرة بقية الأديان المختومة بديننا الإسلامي، على تغطية الجوانب الضرورية في حياة الإنسان، مع ضخامة التحديات التي تواجهها البشرية، سواء الاقتصادية منها، أو السياسية، أو الأخلاقية، أو غيرها.

لقد ترك لنا صاحب الذكرى الممزوجة بين الألم والفخر، السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) تراثا فكريا في مختلف حقول المعرفة، كان له الدور البارز في انتشار الفكر الإسلامي، على الساحة الإسلامية، وبغض النظر عن كتاباته المتينة في الفقه والأصول، أسرد هنا أهم كتاباته الحركية.

فقد كتب في الفلسفة كتاب فلسفتنا، و الذي هو دراسة موضوعية في معترك الصراع الفكري القائم بين مختلف التيارات الفلسفية، وخاصة الفلسفة الإسلامية والمادية والديالكتيكية الماركسية.

وكتب في الاقتصاد كتاب اقتصادنا، ليضع بين أيدينا دراسة موضوعية مقارنة، تناول فيها بالبحث والنقد المذاهب الاقتصادية للماركسية والرأسمالية والإسلام، في أسسها الفكرية وتفاصيلها.

ومن كتاباته أيضا كتاب الأسس المنطقية للاستقراء، وهو دراسة جديدة للاستقراء، تستهدف اكتشاف الأساس المنطقي المشترك للعلوم الطبيعية وللإيمان بالله تبارك وتعالى.

كما كتب كتاب المدرسة الإسلامية، والذي يمثل محاولة جادة لتقديم الفكر الإسلامي في مستوى مدرسي ضمن حلقات متسلسلة صدر منها:
أ ـ الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية.
ب ـ ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟

وكتب كتاب البنك اللاربوي في الإسلام، كأطروحة للتعويض عن الربا، ودراسة لنشاطات البنوك على ضوء الفقه الإسلامي.

وكتب أيضا بحثا فلسفيا مقارنا بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة، ألفه قبيل استشهاده ولم يكمله، تحدث فيه حول تحليل الذهن البشري، وإن كان هذا الكتاب مع الاسف مفقودا ولا يُعرف مصيره.

كما كتب كتاب المدرسة القرآنية، والذي يحتوي مجموعة المحاضرات التي ألقاها في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم.

ومن كتاباته المهمة كتاب الإسلام يقود الحياة، ألف منه ست حلقات، وهي:
1 ـ لمحة تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في إيران.
2 ـ صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
3 ـ خطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
4 ـ خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء.
5 ـ منابع القدرة في الدولة الإسلامية.
6 ـ الأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي.

ونحن إذ نستذكر اليوم هذه الشخصية الفذة، نحذر كل المؤمنين بهذا الخط الحركي، من إهمال جوانبه المشرقة، والاكتفاء بالتفرج أمام التمييع والتضييع المتعمد من هنا وهناك لهذا التراث الفكري الضخم، وندعوهم إلى الإستمرار على هذا النهج الإسلامي الأصيل، نهج الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين صلوات الله تعالى عليهم اجمعين، والعمل بجد واجتهاد من أجل ابرازه للعالم أجمع، وضخ روح الحركية الإسلامية في عقول ونفوس أبناء الإسلام، ودعوتهم لأن يكونوا ممن يجسد هذا الخط المتين، فكريا وعمليا، لنكون أوفياء لهذا التراث الأصيل وصاحبه الشهيد، ومن المساهمين في التمهيد لدولة العدل العالمية، بقيادة أمل الشعوب مولانا الحجة المهدي المنتظر عج.

عباس الناصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى