كتب بشير خزعل: من أهم القوانين التي تشغل فكر المواطن العراقي والبغدادي على وجه الخصوص هو قانون الإسكان، فالعاصمة بغداد أصبحت توازي مدناً عالمية كبرى في أسعار العقارات التي وصلت إلى أرقام قياسية غير مسبوقة، لكن هذا القانون مازال يواجه خلافات في بعض فقراته المتعلقة بشمول إقليم كردستان.
صندوق الإسكان يهدف إلى توفير دعم إسكان شامل للعراقيين، من خلال رفع سقف المبالغ المخصصة لبناء أو شراء الوحدات السكنية وإزالة بعض القيود مع زيادة أعداد المواطنين المستفيدين من الصندوق، قانونا العاصمة وصندوق الإسكان، يعتبران من القوانين ذات الأولوية في الدورة الحالية للبرلمان، لكن وجود عقبة تتعلق بفتح فرع لصندوق الإسكان في إقليم كردستان حالت دون إقرار القانون، فالإقليم مفصول إدارياً ومالياً عن الحكومة المركزية.
تعديل قانون الإسكان بما يلائم وضع المحافظات والعاصمة، من الضروري أن لا يرتبط بعقد ومشاكل غير واقعية أخرى، المشكلة الحقيقة في مجال السكن هي في قلب العاصمة وأطرافها وباقي المحافظات الجنوبية، إذاً لا بد أن تكون الحلول بالتدرج للأكثر استحقاقاً، في وقت تعاني منه آلاف العوائل العراقية من أزمة سكن مكلفة مادياً، ولذلك لا بد من الخروج بقانون رصين يخدم المواطن لتكون له قدرة الشراء أو بناء وحدة سكنية، بادرة ممتازة في حلحلة أزمة السكن بالتدرج، لكن أن تبقى قروض الإسكان لا تقي من جوع أو عطش كما يقال، فهي مجرد حلول وقتية لا جدوى منها في حل أزمة بل تفشي أخرى تتمثل بمديونة المواطن للدولة من دون القدرة على التسديد، خصوصاً وأن أغلب مشاريع الاستثمار السكنية لم تعد تجدي نفعاً بالنسبة للمواطن محدود الدخل، بسبب غلاء الأسعار التي تباع فيها الشقق أو البيوت التي تقوم ببنائها الشركات الاستثمارية.
يمكن لقانون الإسكان الجديد أن يتضمن فقرات تتيح التعامل مع كل مدينة أو محافظة مع ما يتناسب مع حجم وكثافة السكان فيها، وليس بالضرورة أن يكون قانوناً عاماً يسري على الجميع، وليس بالضرورة أن تكون الأفضلية لفئة محددة، بل من الضروري أن يشمل جميع العراقيين، لأننا نبحث عن حل أزمة تتعلق بمشكلة تعاني منها الدولة وليس محافظة أو مدينة ما.
دور المشرع القانوني لمثل هكذا قضايا يجب أن يقتصر على متخصصين وفنيين وإداريين بدرجات علمية وعملية متقدمة جداً، لدراسة فحوى قانون صندوق الإسكان، ليكون قانوناً متكاملاً في جوانبه الفنية والإدارية بما يخدم الموطن في التخلص من أزمة اسمها السكن يعاني منها ملايين العراقيين منذ عقود من الزمن.