اسم افلاطون يعني (عريض المنكبين/ ضخم الجثة)، وهو فيلسوف إغريقي من دولة مدينة أثينا، ومن أبرز تلامذة سقراط والمتأثرين به فكراً واسلوباً.
أخذ افلاطون عن سقراط فكرة (الفضيلة هي المعرفة والمعرفة هي الفضيلة) ونقده للنظام الديمقراطي وأسسه ومبادئه، واعتقاده بعدم تساوي البشر، وتفضيله حكم الفيلسوف المطلق/ سلطة الحاكم المستبد المستنير، وتابعه في اسلوبه التشكيكي الساخر واستنباطه للأفكار عن طريق الحوار.
تأثرت أفكاره بحياة أستاذه سقراط وموته المأساوي وما عاصره من أحداث حروب البيلوبونيز بين إسبرطة وأثينا، والتي انتهت بهزيمة هذه الاخيرة، وتحرك الارستقراطية الاثنية لإقامة نظام جديد خضعت أثينا في ظله لحكم 30 طاغية، كان منهم أقرباء لأفلاطون، حاولوا إزالة جذور نظامها الديمقراطي السابق وآثاره، وعندما فشلوا في ذلك لجؤوا إلى العنف والقسوة في التعامل مع مواطنيهم، الذين عاشوا في هذه المرحلة عهداً من التطرف والعنف الارستقراطي، لم يختلف كثيراً عن عهد التطرف والعنف الديمقراطي الذي سبقه، فلا الديمقراطية سلكت سبيلاً سوياً، ولا الارستقراطية فعلت ذلك، ولأن أفلاطون عاش العهدين وأدرك سلبياتهما، فقد نقم عليهما وإن كانت لنقمته أسباب مختلفة بالنسبة لكل نظام منهما.
رحل افلاطون عن اثينا بعد موت سقراط متوجها إلى (سرقوسا/ سرقسطة)في عهد طاغيتها (ديونيسيوس)، الذي تخوف لاحقا من افكار افلاطون فتخلص منه ببيعه في سوق الرقيق كما يباع العبيد، لولا أن انقذه احدهم بأن اشتراه وأعتقه.
ثم عاد إلى اثينا وأنشأ مدرسة في مكان يحمل اسم أحد الأبطال اليونانيين (أكاديمس)، فعُرفت مدرسته باسم (اكاديمي أو الاكاديمية)، وكان يُعلم التلاميذ في مدرسته دون اجور. تفرغ افلاطون في هذه المرحلة للتفكير والتأليف والتعليم، ولم يغادر اثينا بعد ذلك إلا مرتين قصيرتين حاول فيهما، دون نجاح، أن يعثر على فرصة جديدة لتطبيق الأفكار التي آمن بها ودعا إليها، وكانت تلك الرحلتان إلى (سرقوسا/ سرقسطة) ايضا، ولكن هذه المرة بدعوة من (ديونيسيوس الابن) الذي تولى حكمها بعد والده، واعتقد في نفسه الرغبة في والقدرة على تطبيق افكار افلاطون السياسية وبناء دولة المدينة المثالية لكنه لم يحتمل تلك الافكار طويلا فحاول البطش بأفلاطون الذي سارع في العودة إلى اثينا، ثم كرر (ديونيسيوس الابن) بعد سنوات دعوته لأفلاطون مرة اخرى، ولم تكن النتائج بأفضل منها في المرة الاولى، فكان ذلك آخر عهد افلاطون بالسياسة في آفاقها العملية التطبيقية.
كتب افلاطون العديد من المؤلفات التي اتخذت صورة المحاورات وغلب على القسم الاكبر منها الطابع السياسي ومن اشهرها (الجمهورية، السياسي وتسمى احيانا رجل الدولة، القوانين) وهي تعبر عن مراحل حياة افلاطون الزمنية والفكرية المتعاقبة، وتجسد التطور الحاصل فيها من كتاب مرحلة الشباب (الجمهورية) إلى كتاب الرجولة والنضج (السياسي/ رجل الدولة) فكتاب الشيخوخة والحكمة (القوانين).
ونستمد منها ومن اعمال افلاطون الاخرى معرفتنا بأفكاره وطبيعة إجابته عن الأسئلة المتعلقة بالظاهرة السياسية، وهي أفكار وإجابات كان محورها دائماً فكرة استاذه سقراط (الفضيلة هي المعرفة والمعرفة هي الفضيلة) التي آمن بها افلاطون ايضا وتبناها، وجعل منها الأساس الذي بنى عليه افكاره في النطاقين الفلسفي والسياسي حتى لم يعد بالامكان الفصل بين هذين الفيلسوفين على المستوى الفكري لانطلاقهما من هذه الفكرة واستنادهما اليها من جهة، ولأن افلاطون من جهة ثانية وضع مؤلفاته في صورة محاورات كان سقراط المحاور والمتحدث الاول فيها.
اخيراً نتوقف عند حاجة العراق لأن تكون المعرفة فيه هي الفضيلة والفضيلة فيه هي المعرفة، وهذا عنوان صفحة من صفحات منجد الساسة في فهم السياسة.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز