كتب حسين علي الحمداني: تفتقر المدينة العراقية للجمالية المطلوبة، وتسود حالات تشوه كبيرة في أغلبها، وهذه الملاحظة يدركها أي زائر لأية مدينة في العراق منذ بوابتها الأولى، التي عادة ما تكون الغلاف الخارجي الذي يمنح كل مدينة هويتها.
حتى العاصمة بغداد ظلت تتسم بهذه الحالة رغم حملات الإعمار الكبيرة لمداخلها، والتي قطعت أشواطاً كبيرة في الإنجاز، وقد تكون مداخل جميلة لمدينة ما زالت تبحث عن جمال شوارعها وتنظيم أسواقها.
غابت الكثير من المساحات الخضراء في المدن العراقية، وتحولت هذه المساحات لساحات لوقوف السيارات أو مولات تسوق، أو يفترشها الباعة في الصباح ويغادرونها في المساء.
في المدن العراقية الكبيرة منها والصغيرة، هنالك محلات بلا حدود مساحتها تمتد للرصيف وجزء من الشارع، ولا يجد المارة مكاناً لهم سواء على الأرصفة المخصصة لهم أصلاً أو في الشوارع المخصصة للمركبات.
عملية تنظيم المدن العراقية مسؤولية الجميع وليست الدوائر البلدية فقط، في الكثير من دول العالم يسمح بوقوف السيارات على جانبي الشارع، بعد دفع ضريبة وقوف لمدة معينة مما يزيد دخل الدوائر البلدية، في كل دول العالم حدود المحال التجارية معروفة ولا يمكن التجاوز على الأرصفة.
حتى طبيعة المحال محددة داخل المدن ليس هنالك محل نجارة أو حدادة أو سمكري سيارات، بينما لدينا هذه الورش داخل الأزقة، وتمارس عملها المزعج دون اكتراث بالبيئة والصحة، وإزعاج المواطن والتأثير على الطاقة الكهربائية المخصصة لهذا الزقاق أو تلك المحلة، والسبب في ذلك أن الكثير من الدوائر المعنية لم تأخذ دورها المطلوب، وتركت الأمر وكأنه لا يعنيها رغم أنه من صميم واجباتها الرقابة والمحاسبة.
لدينا أجهزة رقابة كثيرة، سواء في الصحة أو البلديات أو الكهرباء أو غيرها من الدوائر الأخرى، وهنالك تعاون كبير من المواطن معها، وعليها أن تستثمر الوقت من أجل أن تستعيد المدن العراقية رونقها وجماليتها.