أكد وزير الكهرباء، زياد علي فاضل، اليوم الاثنين، أن إنتاج الطاقة وصل إلى 27.400 ميغاواط، وفيما أوضح أن الأحمال زادت بالصيف الحالي بنسبة 20%، كشف أنه تم إشراك القطاع الخاص، في حملة فك الاختناقات.
وقال وزير الكهرباء، في كلمته خلال إطلاق الأعمال التنفيذية بمشروع توسعة محطة الحيدرية الكهربائية-النجف الأشرف، وتابعتها “خليك ويانة”، إن “نقف هنا، على أرض طالما احتضنت عظماء الأمة، لنضع حجر الأساس لمشروعين حيويين، سيضيئان مستقبل مدينتنا المقدسة ووطننا الحبيب”.
وأضاف: “لقد تسلمنا وزارة الكهرباء في ظروف بالغة الصعوبة، وكان الإنتاج بحدود 19 ألف ميغاواط، وبفضل تطبيق مفردات المنهاج الحكومي وما تضمنته من خطط رصينة، نجحنا في أقل من عامين من رفع الإنتاج إلى 27,400 ألف ميغاواط، أي بزيادة تقدر بـ 40% عن الإنتاج السابق، قبل استلام حكومتنا سدة المسؤولية”.
وتابع فاضل: “عملنا على أكثر من محور لتنظيم قطاعات الكهرباء الثلاث الإنتاج والنقل والتوزيع، ولأول مرة يتم إبرام عقود صيانة طويلة الأمد مع الشركات العالمية المصنعة لمحطاتنا، لضمان إعطاء نتائج سليمة، كما أطلقنا خططاً متوازية في قطاعي النقل والتوزيع”.
وأشار، إلى أنه “رغم هذه القفزة النوعية في الإنتاج، واجهنا في صيف هذا العام تحديات في قطاع التوزيع، إذ زادت الأحمال بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي، مما ولد ضغطاً هائلاً على الشبكة مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة، لكن بتوجيهات فورية من رئيس مجلس الوزراء، استطعنا أن نعالج المشاكل التي طرأت، بإطلاق حملة عاجلة وواسعة لفك الاختناقات”.
وأكمل وزير الكهرباء، أنه “تم إشراك القطاع الخاص إلى جانب الجهد الحكومي، في معالجة اختناقات الشبكة، وهي مستمرة في مناطق كثيرة، من بغداد ومحافظاتنا العزيزة”، لافتاً إلى أن “حكومتنا تبحث عن الابتكار والوسائل المتطورة، حيث شجعت على إدخال تقنية الدورات المركبة، ذات الجدوى الاقتصادية المميزة، وبالفعل تم إبرام عقود مع شركات عالمية مختلفة، لتوفير 4000 ميغا واط على مستوى محافظات البلاد”.
وواصل: “اليوم، في هذه البقعة المباركة من أرض النجف الأشرف، نضع حجر الأساس لمشروعي الدورة المركبة في محطة النجف الغازية، بطاقة 132ميغا واط، وبفترة إنجاز أربعة وعشرين، وكذلك وضع حجر الأساس لمشروع توسعة محطة كهرباء الحيدرية، بإضافة دورة مركبة بطاقة 363 ميغاواط، ومدة إنجاز قدرها ثمانية وعشرين شهراً”.
ونوه فاضل، إلى أن “مشاريع الدورة المركبة تمثل نقلة نوعية في مجال تطوير قطاع الكهرباء، حيث تضيف قدرة كهربائية جديدة إلى شبكتنا الوطنية، دون الحاجة إلى وقود إضافي، كونها تستثمر عوادم الغاز المحترق محولة إياها إلى طاقة كهربائية، تدعم احتياجات مواطنينا، وتعزز قدرات قطاعنا الصناعي”.
وبيّن، أنه “من أبرز مزايا هذه التقنية مساهمتها الفعالة في حماية البيئة، إذ تعمل على تقليل انبعاثات الغازات الضارة، مما يجعلها خياراً مثالياً يتماشى مع معايير الاستدامة البيئية، كما أنها تتميز بكفاءة تشغيلية عالية، حيث تقلل من فترات الصيانة للوحدات الإنتاجية مقارنة بالدورات البسيطة، مما يضمن استمرارية أفضل في تزويد الطاقة”.
وأردف وزير الكهرباء، قائلاً: “أما على الصعيد الاقتصادي، تقدم هذه المشاريع فوائد كثيرة لخزينة الدولة، على سبيل المثال فإن توليد 4000 ميغاواط على الدورات البسيطة كان يستهلك بحدود مليون متر مكعب من الغاز المستورد في اليوم الواحد، بمــا يعادل نحو عشرة ملايين دولار يومياً، أي نحو ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار سنوياً، وهـو مورد مالي يمكن توجيهه نحو مشـاريع التنمية الوطنية”.
ومضى، يقول: “رؤيتنا المستقبلية تتجاوز هذه الإنجازات، حيث نتطلع إلى الاستفادة القصوى من الغاز العراقي المنتج محلياً في محافظات البصرة وميسان وواسط، والأنبار وديالى”، مشيراً إلى أن “هذا التوجه الاستراتيجي، سيمكننا من تقليل اعتمادنا على الغاز المستورد تدريجياً، مما يعزز أمن الطاقة في بلدنا”.
وصرح فاضل، أنه “مما يدعو للفخر، أن حكومتنا الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، قد سجلت إنجازاً تاريخياً بكونها أول حكومة تنفذ مشروع الدورة المركبة على أرض الواقع، حيث تجاوزنا فيها مرحلة التخطيط النظري إلــى مرحلة التنفيذ العملي، مع تخصيص الموارد المالية اللازمة، لضمان نجاح هذه المشاريع الحيوية”.
وذكر، أن “وزارة الكهرباء لم تكتف بالوعود، بل حولتها إلى واقع ملموس، ونجحت سواعد رجال الكهرباء في الإيفاء بالتزامات وزارتهم، عبـر إنجاز الربط الكهربائي مع كلا من الأردن وتركيا، ونتطلع إلى إكمال الربط مع دول الخليج بحلول العام القادم، لتكتمل حلقة تواصله مع منظومة الطاقة الإقليمية”.
واختتم وزير الكهرباء، قائلاً: إن “التحديات كثيرة ، ولكن عزيمتنا أقوى وإرادتنا أصلب، وانطلاقاً من قول الإمام علي (ع): (قيمة كل امرئ ما يحسنه)، فإننا نعاهد شعبنا وحكومتنا أن نبذل قصارى جهدنا، لتحديث بنيتنا الكهربائية في ظرف قياسي، ونبني عراقاً يليق بتاريخه العريق وشعبه العظيم”.