أخبارمنوعات
أخر الأخبار

أسرار جديدة يكشف عنها الجانب البعيد للقمر

كشفت عينات مهمة “تشانغ آه-6” الصينية، بعد رحلة استثنائية إلى الجانب البعيد من القمر، عن حقائق جديدة قد تغير فهمنا لنشأة القمر وتطوره.

وأظهر تحليل الصخور القمرية التي عادت بها المركبة إلى الأرض مفاجأة علمية كبيرة، تتمثل في أن الجانب البعيد من القمر أكثر جفافا بشكل ملحوظ من جانبه القريب المرئي لنا.

وهذا الاكتشاف المهم يعزز نظرية “الاصطدام العملاق” التي تقول إن القمر تشكل من حطام ناتج عن تصادم كوكب أولي بحجم المريخ مع الأرض قبل نحو 4.5 مليار سنة. فالنماذج الحاسوبية لهذا السيناريو كانت تتوقع بالفعل مثل هذا التباين في توزيع الماء بين جانبي القمر.

وتقول الدراسة التي قادها البروفيسور هو سن من الأكاديمية الصينية للعلوم إن الصخور البركانية من حوض “أيتكين” بالقطب الجنوبي، أحد أكبر الفوهات الصدمية في النظام الشمسي، تحتوي على كمية ماء أقل بكثير مما هو موجود في عينات الجانب القريب التي جلبها رواد فضاء برنامج “أبولو”، حيث سجلت العينات الجديدة محتوى مائي يتراوح بين 1 و1.5 ميكروغرام لكل غرام من الصخر، مقارنة بـ200 ميكروغرام في بعض عينات الجانب القريب.

ولفهم هذه الظاهرة، استخدم العلماء عنصر الثوريوم كمؤشر غير مباشر لوجود الماء، حيث يتصرفان بشكل متشابه أثناء العمليات البركانية.

والجانب القريب للقمر، الغني بالمناطق البركانية القديمة، يظهر تركيزات أعلى من الثوريوم، بينما يقل وجوده في الجانب البعيد الأقل نشاطا بركانيا.

لكن حوض “أيتكين” يشكل استثناء مثيرا. فبعد الاصطدام الهائل الذي شكل هذه الفوهة العملاقة، ارتفعت الصهارة من أعماق الوشاح القمري إلى السطح، حاملة معها آثارا تكشف عن تركيب الوشاح الداخلي. ويشير انخفاض محتوى الماء في هذه الصهارة إلى أن الوشاح الأساسي في الجانب البعيد أكثر جفافا بالفعل

ويضيف هذا الاكتشاف لغزا جديدا إلى سلسلة الألغاز حول الاختلافات بين جانبي القمر، والتي تشمل أيضا التباين في التضاريس، وتوزيع البراكين القديمة، وأنواع الصخور.

ويرجح بعض العلماء أن هذا التباين في الماء قد يكون نتيجة للاصطدام العملاق نفسه، بينما يقترح آخرون أن الطبقات الأعمق من الوشاح القمري قد تكون أكثر جفافا بشكل طبيعي من الطبقات العليا الأحدث.

ومع استمرار تحليل عينات “تشانغ آه-6” الفريدة، يتوقع العلماء المزيد من المفاجآت التي قد تعيد كتابة فصول من قصة القمر، هذا الجرم السماوي القريب منا والذي ما زال يخفي الكثير من الأسرار تحت سطحه المليء بالفوهات الصدمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى