مقالات
أخر الأخبار

أطفال غزة يتساقطون أمام أنظار العالم

كتبت وفاء حميد: عاشوا أطفالاً، في أرضهم، يلعبون برمل شواطئها، يصنعون الكرات القماشية، يلهون ويلعبون بأبسط الأدوات التي يمتلكونها، رغم صغر سنهم، يظهر منهم الشعراء والخطباء وأحياناً المخترعين، كصناعة غسالة ملابس من دراجة بسيطة، هم ليسوا من الأثرياء أو أبناء السادة، إنهم فقط أطفال بكل بساطة….

 

لم يعيشوا كباقي أطفال العالم، مذ أبصرت أعينهم النور، عاشوا أرضاً مسلوبة، يلاحقهم الدمار، وأزيز الرصاص يصدح في آذانهم، هو الطفل الفلسطيني الذي عاش تحت نير هذا الاحتلال، لم يهنأ كباقي الأطفال في حياة مستقرة، مليئة بالهدوء وممارسة الحياة الطبيعية، فقد مرت /76/ سنة من الاحتلال، عاشها أطفال فلسطين بأسوأ الحالات يرون الجنود المدججين بالأسلحة مع مركباتهم المجنزرة، واقتحاماتهم الدائمة لحييهم وبلدتهم وفي قعر ديارهم، يرتعدون خوفاً ويذرفون دمعاً، يختبؤون في أحضان أهلهم علهم يجدون أمناً، رغم أن هذه الأحضان فقدت الأمن، لكنهم يحاولون أن يظهروا القوة أمامهم، منهم من لم يكبر ومن كبر وأصبح بعمر الآباء والأجداد، لم يعودوا يحكون حكايا يروونها للأطفال، فماضيهم يشبه حاضرهم، بل أشد قسوة…

ومازالت الأحداث أمامهم، يعيشونها بأقسى المشاهد والمعاناة، حرب حقد، جاءت أكثر فتكاً من أي وقت مضى عاشه شعب مسالم، باتت حرب غزة حرب نار على جميع الجهات، أطفال يخيم عليهم القصف في كل مكان، وقناصات تستهدفهم ورصاصات تخرق أجسادهم، ونيران تنهش عظامهم وتذيب جلودهم، مع إنهاء لكل مقومات الحياة، إما عيش على رماد خيام محروقة، أو ركام بيوت مدمرة، وإنقطاع لحلم طفل يريد الحياة، أن يحيى كباقي أطفال العالم، يلهو يلعب يضحك يلبس ثياباً جديدة، يشتري مايشتهي، كل هذا انتهى في هذا القطاع الباسل الصامد، أطفال جياع تحولوا إلى هياكل قتلهم الجوع والمرض، قتلهتم أيد نظرت إليهم وهم يموتون ببطء ولم تمد لهم يد العون، إنما نظرت إليهم نظرة نكرة، وأعانت قاتلها بكل الوسائل للإجهاز عليهم…

هذا مايجري في أرض الرباط، وفي ذكرى يوم هذا الطفل الذي لم يشهد إلا وابلاً من النيران والرشاشات والصواريخ، فلم يعد هناك في غزة أطفال تكبر، وتحكي للجيل القادم أن ماترونه الآن عشناه منذ عرفنا الحياة، فلا سامع يسمع صوت مناج، ولا فارس يركب صهوة الخيل ويشد جيشه الجرار، لنجدة هؤلاء الأطفال والنساء والشيوخ، ويفك عنهم الحصار، أصبح العجز داء ينتقل بين العرب، والنظر إلى هذه المشاهد التي تمزق القلوب، مشاهد عادية من طبيعة حياتهم اليومية، فسلام عليكم يا أهل غزة الصمود إن نسيكم العالم فالله معكم لن ينساكم …..

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى