كتب / السفير الدكتور جواد الهنداوي…بدا النهج الأمريكي في العراق يماثلُ النهج الإسرائيلي في سوريّة . احتلال امريكي في سوريّة ،و تواجد لقواعد أمريكية منتشرة في مناطق العراق ،تحافظ على المصالح الأمريكية و الاسرائيلية وحُرّة في نشاطاتها ،وتحت غطاء مكشوف ما تحته وهو ” محاربة الإرهاب ” .
اغتيالات تنفذها مسيّرات أمريكية في العراق ،و اغتيالات تنفذها مسيرات وطائرات اسرائيلية في سوريّة : الفرق بين النهجيّن هو أن الاعتداءات الأمريكية في العراق تمّرُ بعنوان الصداقة و التحالف ،والاعتداءات الاسرائيلية في سوريّة تُنّفذ تحت عنوان العداوة ، وكيان محتل في حالة حرب مع دولة ذات سيادة .
في العراق جريمة الاغتيال التي نفذّتها القوات الأمريكية في العراق ،يوم ٢٠٢٤/٢/٧، و انطلاقاً من قواعدها العسكرية في العراق تعتبر ،بحق ،ليس فقط انتهاكاً لسيادة العراق ،وانما ايضاً خرقاً لكافة اتفاقيات التعاون والتفاهم بين الولايات المتحدة الأمريكية و العراق . ويعدّها الشعب العراقي استخفاف بارادته و مشاعره الوطنية و الإنسانية ، وخاصة تأتي في ظرف والكيان الصهيونى المحتل يمارس ،وبالتعاون مع الادارة الأمريكية ، ابشع جرائم القتل و الابادة والتجويع في ابناء غزّة ،شعبٌ مُحتلْ ومحاصر ومُضطهد ويُباد بأفتك الأسلحة الأمريكية و بارادة عنصرية صهيونية .
الادارة الأمريكية ،في جريمتها هذه ، تبّنتْ سلوك شركة أمنيّة او جماعة أرهابية مُكّلفة بتنفيذ عملية اغتيال ، متجاوزة لكل الاعتبارات السياسية التي تربطها مع العراق الصديق ،و غير آخذه بالحسبان الظرف الاستثنائي الراهن الذي تمّرُ به المنطقة ،ويمّرُ به العراق .الادارة الأمريكية تدرك جيداً ،ومن خلال تجاربها السابقة في افغانستان وفي العراق ،بعدم جدوى منطق القوة والعنف وسياسة الاحتلال ،و أنَّ عملياتها العسكرية في اليمن وفي العراق لن توقف ارادة الشعوب في دعم الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال الصهيوني ،و أنَّ عمليات المقاومة في اليمن و في العراق لن تتوقف ما دامت اسرائيل ،وبدعم أمريكي ،تمارس أعمال القتل و الابادة في غزّة .
الادارة الامريكية تشّنُ حرباً ثانية في المنطقة ،ميدانها اليمن و العراق و سوريّة ،وهذا ما يتناقض تماماً مع ما تقوله وتدعيه بعدم رغبتها في توسيع الحرب في المنطقة ،وهي تكذبُ في ادعاءاتها بالسعي من اجل أمن و استقرار المنطقة ، وتمارس ، مثل الكيان الصهيونى المحتل ،الخداع والتضليل في مناوراتها و وساطاتها السياسيّة .
الاعتداءات الأمريكية المتواصلة والمتتالية إنذار خطر ودليل نوايا عدوانيّة تضمرها الادارة الأمريكية ،وخاصة تجاه العراق ، وكأنَّ الادارة الأمريكية تروم التصعيد و إشعال المنطقة ،فتلجأ إلى استفزاز فصائل المقاومة في العراق ،لانها تعلم بأنَّ المقاومة ستّردْ ولن تقف مكتوفة الأيدي .ترتكبُ الادارة الامريكية خطأ استراتيجي فادح بلجوئها إلى منطق القوة و الاغتيالات في العراق ،فهي تعلم ام لا تعلم ،بانها ( واقصد الادارة الأمريكية ) تعجّل في خروجها من العراق ، وستتلقى رّدْ فعلٍ أمضى و أقسى مما تعرّض له برمج المراقبة الأمريكي في الأردن او في المثلث الحدودي العراقي الأردني السوري . هل مقتل عدد من الجنود الامريكين في القواعد الأمريكية المنتشرة في العراق وفي سورية يناسب الرئيس بايدن وهو مقبل على انتخابات ؟