اخبار اسلامية
أخر الأخبار

إقامة صلاة الجمعة بإمامة الشيخ جعفر الربيعي في جامع الرحمن

أقيمت صلاة الجمعة المباركة بإمامة الشيخ جعفر الربيعي دام توفيقه، في بغداد / المنصور / جامع الرحمن.

 

خطبة الجمعة الاولى

عنوانها : مكتسبات شهر رمضان.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد:11].

المقدمة:
التغيير حاجة ماسة في حياتنا ونقصد بالتغيير الإيجابي منه لان هذا ما رسمه الباري تبارك وتعالى للإنسان المؤمن، فلابد من مغادرة الدائرة التي كنا بها ونسقط الحالة السابقة التي قد تكون صنماً يحول دون الوصول الى تبارك وتعالى.

السؤال: هل يمكن ان نتغير نحو الأفضل؟

سيرة البشر منذ اليوم الأول الى الخليقة الى يومنا تقول بإمكان ذلك بل البشرية ما حظيت بالشريعة الخاتمة الا بعد ان طوت مراحل التكامل المختلفة وحصلت على حالة الاستحقاق.
والانسان امام سلوكياته المختلفة ومحاولة خلق حالة جديدة امام ثلاثة خيارات:

1-اما ان يستبدل ويستعاض منه بسلوك مشابه له، أي شبيه بالسلوك المهجور وهو قبيح عند العقلاء وتحصيل للحاصل لماذا هجرنا هذا الموروث إذا اتينا بالبديل المماثل، وعن الامام علي عليه السلام: ” إذا اتى عليّ يوم لا ازداد فيه علما يقربني الى الله تعالى فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم”. لا خير في العيش الا لرجلين: رجل يزداد في كل يوم خيرا، ورجل يتدارك سيئته بالتوبة.

2-بان نأتي بالأسوء من السلوك الأول (والعياذ بالله) وهذا أكثر قبحاً وشناعة من سابقه، الإمام علي (عليه السلام): (من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون، ومن لم يرى الزيادة في دينه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة).

3-ان نأتي بالأفضل وهذا هو الخيار المطلوب في الروايات، الإمام الصادق (عليه السلام) -لبعض تلامذته -: أي شيء تعلمت مني؟ قال له: يا مولاي ثمان مسائل، قال له (عليه السلام): قصها علي لأعرفها، قال: الاولى رأيت كل محبوب يفارق عند الموت حبيبه، فصرفت همتي إلى ما لا يفارقني بل يؤنسني في وحدتي وهو فعل الخير، فقال: أحسنت والله. الثانية قال: رأيت قوما يفخرون بالحسب وآخرين بالمال والولد وإذا ذلك لا فخر، ورأيت الفخر العظيم في قوله تعالى: * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) * فاجتهدت أن أكون عنده كريما، قال: أحسنت والله. الثالثة قال: رأيت لهو الناس وطربهم، وسمعت قوله تعالى: * (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) * فاجتهدت في صرف الهوى عن نفسي حتى استقرت على طاعة الله تعالى، قال: أحسنت والله. الرابعة قال: رأيت كل من وجد شيئا يكرم عنده اجتهد في حفظه، وسمعت قوله سبحانه يقول: * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم) * فأحببت المضاعفة، ولم أر أحفظ مما يكون عنده، فكلما وجدت شيئا يكرم عندي وجهت به إليه ليكون لي ذخرا إلى وقت حاجتي إليه، قال: أحسنت والله. الخامسة قال: رأيت حسد الناس بعضهم للبعض في الرزق، وسمعت قوله تعالى: * (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون) * فما حسدت أحدا ولا أسفت على ما فاتني، قال: أحسنت والله.
السادسة قال: رأيت عداوة بعضهم لبعض في دار الدنيا والحزازات التي في صدورهم، وسمعت قول الله تعالى: * (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) * فاشتغلت بعداوة الشيطان عن عداوة غيره، قال: أحسنت والله. السابعة
قال: رأيت كدح الناس واجتهادهم في طلب الرزق، وسمعت قوله تعالى: *
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما اريد منهم من رزق وما اريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) * فعلمت أن وعده وقوله صدق، فسكنت إلى وعده، ورضيت بقوله، واشتغلت بما له علي عما لي عنده، قال: أحسنت والله. الثامنة قال: رأيت قوما يتكلون على صحة أبدانهم، وقوما على كثرة أموالهم، وقوما على خلق مثلهم، وسمعت قوله تعالى: * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه) * فاتكلت على الله وزال اتكالي على غيره، فقال له: والله إن التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وسائر الكتب ترجع إلى هذه الثمان المسائل.

التغير في شهر رمضان:

هذا هو شهر رمضان قد على شارف على النهاية الكثير توفق لهذه العبادة المباركة لكن ما هي ثمرات هذا التغيير وإذا وجد تغيير كيف نحافظ عليه؟

النبي صلى الله عليه واله أشار الى عنصر مهم وروح هذا الشهر الشريف حيث قال: (ان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر) من اهم مكتسبات شهر رمضان هم الحصول على المغفرة الإلهية لذلك نجد المعصومين عليهم السلام أكدوا على هذا العطاء والمكسب الكبير، (“أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة)، (قال أمير المؤمنين عليه السّلام: فقمت فقلت: يا رسول الله! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عزَّ وجلَّ).
لذلك:
نجد الدعاء الذي يستحب تكراره في مثل هذه الليالي الأخيرة، (اعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ أنْ يَنْقِضيَ عَنّي شَهْرُ رَمَضانَ اَوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَتي هذِهِ وَلَكَ قِبَلي ذَنْبٌ اَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُني عَلَيْهِ).
نتيجة هذا العطاء:
(أيُّها الناس! إنَّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتّحة، فسلوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم، و أبواب النيران مغلّقة فسلوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم، و الشيّاطين مغلولة فسلوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم).
1-قال تعالى (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) ال عمران.
2-قال تعالى (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) الحجر.
ميراث الصوم
في حديث المعراج: قال صلى الله علية واله وسلم: “يا ربّ وما ميراث الصوم؟ قال: الصوم يورث الحكمة، والحكمة تورث المعرفة، والمعرفة تورث اليقين، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح، بعسر أم بيسر”.
فاليقين أسمى ما يبلغه الصائم، بل أسمى ما يمكن أن يناله الإنسان بالعبادات.
المحافظة على هذا التغيير:
وقد جاء ورد في الحديث عن عليّ (عليه السلام): “المداومةَ المداومة، فإنَّ الله لم يجعل لعمل المؤمنين غاية إلاّ الموت”.
وجاء في الحديث: “العملَ العملَ، ثم النّهايةَ النّهايةَ، والاستقامةَ الاستقامة”.
وفي الحديث عن الإمام الباقر (عليه السلام): “ما من شيء أحبّ إلى الله عزَّ وجلّ مِنْ عمل يداوَم عليه وإن قلّ”.
المحافظة على مكتسبات هذا الشهر الشريف: من قيام الليل، تلاوة القران، زيارة المعصومين عليهم السلام، قضاء الصلوات الفائتة، صلة الارحام، الاهتمام بالفقه بالمسائل الابتلائية، تهذيب النفس واصلاحها ، المداومة على هذه الاعمال وان لم تكن بمستوى الشهر الشريف.

خطبة الجمعة الثانية

عنوان خطبة الجمعة : الامام المهدي عجل الله فرجه

بسم الله الرحمن الرحيم

(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ).

المقدمة:

الآية المباركة دلَّت على أن المضطر إذا دعا ربه استحق الإجابة، ولكن البحث يقع: ما هو المقصود بالمضطر في الآية المباركة؟ فهنا عندنا رأيان:
الرأي الأول: ما ذكره السيد الطباطبائي عليه الرحمة في كتاب الميزان أن المضطر هو الإنسان المنقطع إلى الله، ما معنى هذا الكلام؟ هناك آيتان في القرآن تفسر إحداهما الأخرى ..
الآية الأولى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ظاهر هذه الآية أن الدعاء الحقيقي يستلزم الإجابة، إذا صدر الدعاء الحقيقي من الإنسان ضمن الإجابة، لكن هذه الآية لم تفسر لنا ما هو الدعاء الحقيقي الذي إذا صدر ضمن الإنسان الإجابة ..
جاءت لنا آية أخرى تفسر معنى الدعاء الحقيقي وهي قوله تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) يعني الدعاء الحقيقي المستلزم للإجابة هو دعاء المضطر، المضطر إذا دعا فدعاؤه حقيقي يستلزم الإجابة، لماذا؟ لأن المضطر هو الذي يوقن بفشل جميع الأسباب المادية ، فالإنسان مثلاً إذا أصابه مرض خطير وأيقن أن جميع الأسباب المادية فشلت في علاجه أو أصابه خطر وأيقن أن جميع الأسباب المادية فاشلة في تخليصه ونجاته من الخطر، هنا هذا الإنسان ينقطع إلى الله لأنه يدرك أن لا سبيل أمامه إلا الله فيلجأ إلى ربه ، هذا يسمى مضطر ، الإنسان الذي ينقطع إلى الله ليقينه أن جميع الأسباب المادية فاشلة وعقيمة في تخليصه من شدته ومن بلائه ينقطع إلى ربه، يسمى هذا مضطر وهو الذي يضمن الإستجابة (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) إذن المراد بالمضطر عند السيد الطباطبائي هو الإنسان الذي ينقطع إلى ربه في حالات شدة البلاء وشدة الخطر هذا إنسان مضطر ..

الرأي الثاني: أن المراد بالمضطر في الآية: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) المراد بالمضطر الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لوجهين:
الوجه الأول: معتبرة محمد بن مسلم عن الباقر عليه السلام، وعندنا رواية عقبة بن صالح عن الصادق عليه السلام، وموجودة عندنا هذه الروايات في تفسير القمي وفي البحار في غيرها ..
عن الباقر عليه السلام، سألته عن تفسير هذه الآية: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) قال: (إنها نزلت والله في قائم آل محمد، هو الله المضطر، إذا خرج صلى خلف المقام وتضرع إلى ربه فأجاب الله دعاءه فلا تُرد له راية أبدًا وكشف عنه السوء وجعله خليفة له)، إذًا الرواية تقول بهذا التفسير ..

الوجه الثاني: في الآية قرينة على أن المراد بالمضطر هو الإمام، لماذا؟ لأن الآية في ذيلها قالت: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) لاحظ هذا التعبير (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) القرآن فيه تعبيران:
تعبير (خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ) وتعبير (خليفة الأرض) فرقٌ بين خليفة في الأرض وخليفة الأرض، ما هو الفرق بينهما؟ عندما نقول (الإنسان خليفة في الأرض) كل إنسان بمقدوره القيام بهذا الدور، دور الخلافة في الأرض، كل إنسان يستثمر الأرض يستثمر الطبيعة طبقًا لقوانين السماء، هذا الإنسان خليفة في الأرض لأنه استثمر الأرض على ضوء قوانين السماء، هذا يعتبر خليفة في الأرض ..
أما (خليفة الأرض) أعظم من هذا، خليفة الأرض الذي يسيطر على الأرض كلها هذا يسمى خليفة الأرض وليس خليفة في الأرض، خليفة الأرض هو الذي تخضع له الأرض كلها بتمامها، الأرض بكنوزها ومعادنها وبركاتها تخضع له، هذا يسمى خليفة الأرض ليس فقط خليفة في الأرض، والقرآن استخدم التعبيرين ..
القرآن عندما خاطب آدم قال : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)، عندما خاطب النبي داوود عليه السلام : (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ) ولكن عندما جاء يخاطب أمة النبي محمد لم يقل : (خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ) قال : (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) ولم يقل : (خلفاء في الأرض) ، إذن أمة النبي وُعدت من قِبل الله عز وجل بخلافة الأرض كلها وليس خلافة في الأرض ، الخلافة في الأرض قام بها داوود وآدم وغيره ، أمة النبي وُعدت بشيء أكبر من هذا وُعدت بخلافة الأرض ، أن تكون لها الأرض كلها ببركاتها ومعادنها وكنوزها ..
إذن هذا الوعد وهو أن تكون أمة النبي خليفة الأرض، هذا الوعد متى يتحقق؟ إنما يتحقق في يوم الظهور، إلى الآن لم يتحقق لأمة النبي هذا الوعد، للآن لم تصبح أمة النبي خليفة الأرض مازالت خليفة في الأرض كسائر الأنبياء، خلافة الأرض إلى الآن لم تتحقق، إذن ذيل الآية قرينة على أن المراد بالمضطر ليس هو كل إنسان يضطر وكل إنسان ينقطع فهو مضطر إلى الله (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) ..
كيف تتحقق الخلافة:
قال تعالى (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) الحج.
ان عملية التمكين الإلهي هي عملية مشروطة تحتاج الى توفر مجموعة من المقدمات متى ما تحققت يحصل التمكين الاولي (نستطيع ان نسميه) وهذه المقدمات تكشف عنها الآية المباركة, قوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
وما يعينهم على ذلك ويحجزهم عن أن يكونوا كمن سبقهم أمور ثلاثة هي:
أ) ارتباطهم الوثيق بالله تعالى، والتي عبرت عنها الآية الشريفة بإقامة الصلاة.
ب) إشاعة روح التكافل الإجتماعي بين أبناء المجتمع، وهو ما عبرّت عنه الآية الشريفة بإيتاء الزكاة .. فالزكاة تمثل الأطروحة الاقتصادية الاسلامية في قبال الاطاريح الاخرى .. فالحضارات العالمية الثلاثة اليوم لكل منها نظرية اقتصادية ..
ج) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي يمثل الجهاز الرقابي على حركة الفرد والمجتمع، قيادة وشعبا …. فهذه الفريضة تمثل الاطروحة الاسلامية للرقابة الاجتماعية التي يتحقق بها الأمن الداخلي .. في قبال ما يطرحه الآخرون من دعوات للانفلات وعدم التقيد بالقيود الاخلاقية والاجتماعية تحت عناوين حقوق الانسان والحريات الشخصية وغيرها من الدعاوى .. مما أوجد أرضية خصبة للانفلات الأمني ..
ومن صورها الاهتمام يمنع كل المنكرات ومحاربتها ومن اجلى صورها الدفاع عن القدس لانها بضمير العالم الانساني والاسلامي وبضمير النجف الاشرف كما قال سماحة المرجع اليعقوبي وارتباط النجف بالقضية الفلسطينية من عدة جهات:
1-الارتباط الديني فالقدس اولى القبلتين والمسجد الاقصى احد المساجد الاربعة المعظمة عند المسلمين وهو منتهى إسراء النبي (ص) ومحل عروجه.
2-ارتباط الاخوة الإسلامية فان المسلم أخو المسلم, وأن المسلمين كالبنيان المرصوص.
3-الإنسانية فأن مأساة الشعب الفلسطيني قل نظيرها في التاريخ وما جرى ويجري وصمة عار في جبين الغرب ادعياء الديمقاراطية وحقوق الإنسان وحجة على حكام الدولة العربية والتي طبعت مع اسرائيل.

هذه المقدمات إذا لم تتحقق تحصل حالة خطيرة وهي استبدال هؤلاء المجتمع وتبديل التمكين الاولي بإشاعة الخوف والذعر وانعدام الامن، قال تعالى (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ).

التمكين الإلهي حصل للأمام الحسين عليه السلام وهذا التمكين لعله هو أحد احتمالات الفتح الذي كان يقصده الامام الحسين عليه السلام حين قال: من التحق بنا استشهد، ومن تخلّف عنا لم يبلغ الفتح.

فعندما نزور الامام الحسين (عليه السلام): نؤكد على أسس التمكين (اشهد أنك اقمت الصلاة واتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى