أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بمسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى (ع) في خانقين/منطقة علي مراد، بإمامة الشيخ حسين المندلاوي، وحضور جمع مبارك من المؤمنين.
وقال الشيخ المندلاوي، خلال الخطبة الأولى وكانت بعنوان (مشروع الإصلاح هو مشروع الأنبياء)، وتابعتها “النعيم نيوز”:
قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ صدق الله العلي العظيم (سورة الحديد: 25)
وقال الإمام الحسين عليه السلام:
((أيّها الناس، إنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) قالَ: مَن رأى منكُم سُلطاناً جائِراً مُستحلاً لحرم الله، ناكثاً بعَهدِه، مُخالِفاً لسنّةِ رسولِ الله، يَعملُ في عبادِه بالإثمِ والعدوانِ، فلم يغِرْ (وفي رواية فلم يُغيّر ما) عليهِ بقولٍ ولا بفعلٍ، كان حَقّاً على الله أن يُدخِله مَدخلَه… وقد عَلمتُم أنَّ هؤلاء القومَ قد لَزِموا طاعةَ الشيطانِ وتَولَوا عن طاعةِ الرحمنِ، وأظهرُوا الفسادَ وعطلّوا الحدودَ واستأثَروا بالفيء، وأحَلّوا حرامَ اللَّهِ وحَرَّموا حلالَهُ، وإنّي أحقُّ بهذا الأمر)).
المقدمة: كان الأنبياء يهدفون في مهامّهم الإلهيّة إلى أمور عديدة أشار القرآن الكريم والأحاديث الشريفة إليها، غير أنّه يمكن تلخيص جميع تلك الأهداف و جمعها في هدفين رئيسين هما:
الهَدف الأول: لَفْتُ نَظَر البشرية إلي قيمة الحياة الروحيّة و أهميتها، وهدايتهم و ارشادهم إلى الأمور التي توجب تكميل النفس، والتقرّب إلى الله، و ضمان السعادة الأخروية، إلى جانب بيان عوامل سقوط النفس وشقائها في عالم الآخرة، و التحذير منها.
وفي هذا الصعيد وتحقيقاً لهذا الغاية كان الأنبياء يهتُّمون بعدّة أمور هامّة هي:
أولاً: معرفة الله الخالق، والإِيمان به، وتَوحيده، وإثبات صفات الكمال لتلك الذات المقدسة، وتنزيهها عن صفات النقص، و العيب, وهذه الدعوةُ هي الأساس في دعوة الأنبياء و الرسل جميعاً.
ثانياً: إلفات النَظَر إلى مسألة المعاد، وحياة ما بعد الموت، والإِيمان بها، وبالجنة ونِعَمِها، وجهنم و عذابها .. ولقد كان الأنبياء يؤكدون على إثبات العالم الأخروي وعقوبات يوم الجزاء تأكيداً بالغاً، وهو أمرٌ تحدثت عنه آيات كثيرة.
ثالثاً: الإيمان بالنُبوّة، وبارتباط الأنبياء و الرسل باللهِ تعالى عبر الوحي، وتصديق الأنبياء السابقين من دون تفريق.
رابعاً: ترغيبُ الناس في مكارم الأخلاق وفضائلها، وتحذيرهم من ذمائم الأخلاق ورذائلها, فتزكيةَ النفوس وتهذيبها يمكن اعتبارها أحدَ الأَهْداف الكبرى للأنبياء, قال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤْمِنينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءايتهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتبَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِين ٍ﴾ آل عمران: 164. وقال رَسولُ الله صلّي اللهُ عليه و آله: عَلَيْكُمْ بِمَكارمِ الأَخْلاقِ فَإنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَنيِ) , وعنه صلَّى الله عليه وآله 🙁 إِنّما بُعِثْتُ لِاُتّممِ مكارمَ الأخْلاق) .
خامساً: ترغيبُ الناس في عبادة اللهِ الواحد و التسليم لأوامره سبحانه, إلى درجة أن العبادة هي هدفُ الخلق، قال تعالى في القرآن الكريم: (وَ لَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ). (سورة النحل ـ 36), وقال تعالى: (وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ اْلإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ).
الهدف الثاني: هو الإصلاح من خلال إقامة القسط بين الناس.
لقد اعتنى الأنبياء بإصلاح أمور الناس الاجتماعية والاقتصادية كذلك عنايةً كاملةً، فدعوا الناس إلى اكتساب العلم والمعرفة، والاستفادة من المصادر الطبيعيّة، والعمل والسعي، وكانوا يَرغَّبون في رِعاية العَدل، والحقّ، ويُحذِرّون من الظُلم والعدوان حفاظاً علي سلامة المجتمعِ وأمنِه.
ولقد حاربُوا الظلم والحيفَ، وَدافعوا عن المحرومين والمستضعَفين، وبمطالعة أحكام الإِسلام وقوانينه يتضح ـ بجلاء ـ أنّ الأنبياء كانوا يهتّمون بإصلاح أمور الناس الدنيوية وأوضاعهم الاجتماعية، اهتماماً كاملاً, والآيةُ التي افتتحنا بها الخطبة خيرُ دليلٍ على ذلك, قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ (سورة الحديد: 25).
والنقطة المهمة والجوهرية التي عمل عليها الأنبياء لتحقيق تلك الأهداف الربانية هي: أنهم قاموا برفع الموانع والقيود التي قيدت تلك المجتمعات ومنعتهم من تحقيقها, يقول سماحة الشيخ المرجع حفظه الله عن معنى قوله تعالى: ﴿ ويَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ (سورة الأعراف: 157): (…أنه صلى الله عليه وآله وسلَّم حررهم من كل القيود والأغلال العقائدية (كالشرك والكفر والإلحاد والوثنية), والفكرية (كالجهل والغفلة والتخلف والخرافة) والنفسية (كالحقد والكراهية والغرور والأنانية والتعصب) والاجتماعية (الطبقية والتمييز والاستكبار والاستضعاف والاستعباد والفقر والظلم والحرمان والموروثات والتقاليد البالية التي تكون حجر عثرة في طريق الإصلاح), فكانت هذه الأغلال تصيب بصيرة الإنسان بالغشاوة وتضرب على عقله بالقيود فيعمى عن رؤية الحق وتُكبّل إرادة الناس وتعيق حركة الإصلاح.
وبهذا الترتيب نستطيع تلخيص أهداف بعثة الأنبياء ومن يقتفي أثرهم في عنوان جامع وهو الإصلاح, إصلاح البنية (الثقافية، والأخلاقية، والسياسية، والاجتماعية) حتى يتحقق القسط والعدل, وأن تحقيق هذا الهدف لا يمكن أن يقع من طرف الأنبياء فقط، وإنما للناس الدور الكبير في تحقيقه؛ لأن الآية الكريمة لم تقلْ ليقوم الرسلُ بالقسطِ، بل قالت: ﴿ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ , وحديث النبي(ص) الذي نقله عنه الامام الحسين(ع) الذي وجهه للناس قال: (من رأى سلطانا جائراً) ثم قال: ( فلم يُغيّر ما عليه بقول ولا فعل كان حقاً على الله أن يدخله مدخله).
فالمسؤولية على عاتق الناس, فإذن الإصلاح وإقامة القسط في حياة الناس تحتاج إلى ثلاثة أمور أساسية:
الأمر الأول: (مشروع للإصلاح) وهو الإسلام وما جاء به من شريعة خاتِمة نعتقد أنها قادرةٌ على الاستجابة لكل متطلبات حياة الإنسان بمختلف المستويات.
الأمر الثاني: (قائد للإصلاح) رباني يطبق مشروعه الإصلاحي ومنه الشريعة في حياة الناس، ومن هنا نعتقد بأنه لابد من وجود امام معصوم حتى يقيم العدل على البشرية كلها، وإلا فالتغيير والإصلاح يكون نسبيا إذا قام به غير المعصوم.
والنقطة الثالثة: ( قابلية الناس لتطبيق مشروع الإصلاح) وهو أن ثقافة الناس لابد أن تصل إلى درجة تستطيع فيها أن تقوم بالدور الرباني لتقوم بمسؤوليتها في إقامة العدل والإصلاح في الحياة, وبعبارة أخرى أن يمتلك الجمهور ثقافة الإصلاح وأن يتفاعل مع مشروع الإصلاح, فأيّ قيادة تريد الإصلاح ينبغي أن تفكر في إنتاج الثقافة الداعمة لتوجهات الإصلاح، لأنه لا يمكن أن يحصل الإصلاح في بيئة ثقافية متخلفة, إذن لا بد من تشجيع ثقافة الانفتاح، والوعي بمتطلبات الزمن، وإتاحة الفرصة لحرية الرأي والتعبير عن الرأي، على المستوى السياسي والديني والاجتماعي, وكذلك تفاعل جمهور الأمة واستجابتهم لبرامج الإصلاح والتغيير، وهذا هو الذي يحقق نهضة الإصلاح، أما الاكتفاء باجترار الشعارات، وتمنيات التغيير، دون رفع مستوى الفاعلية والإنتاج، والالتفاف حول القيادات المخلصة، والبرامج الصالحة، فانه لن يغيّر من واقع الأمة شيئاً.
والشاهد على ما نقول أن (مشروع الإصلاح) وهو الإسلام في زمن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وفي زمن الأئمة الأحد عشر أيضاً، كان موجوداً و (المصلح) والقائد الرباني كان موجوداً، ولكن بدلاً من أن يستعين الناس بالقائد الرباني لتطبيق المنهج الحق الذي يحقق لهم العدل في حياتهم، فقد قتلوا هؤلاء القادة الربانيين وأقصوهم عن الحكم و إدارة شأن الناس.
إن الإمام علي (عليه السلام) حين تسلم الخلافة بدأ في تطبيق مشروعه الإصلاحي، رغم علمه بالعوائق الضخمة والعراقيل الهائلة التي ستواجهه، كما قال في تبريره لامتناعه عن قبول الخلافة: (دَعُونِي والْتَمِسُوا غَيْرِي، فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وأَلْوَانٌ، لا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ، ولا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُول،ُ وإِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ، والْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ واعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ ولَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وعَتْبِ الْعَاتِبِ) .
ونجد هنا توفر أهم عنصر لعملية الإصلاح، وهو المبادرة والتصدي من قبل صاحب المشروع الحق، فكثيرون قد يحملون شعارات الإصلاح، ويطرحونها نظرياً، وهناك الغالبية من الناس يتطلعون إلى الإصلاح لتغيير أوضاعهم إلى الأفضل، لكن الانطلاق لن يكون إلا بالمبادرة والتصدي، والقيادات الدينية والسياسية ذات النفوذ والتأثير الكبيرين هي من تتحمل هذه المسؤولية بالدرجة الأولى، وهي الأقدر على تحقيقها، بما تمتلك من أزمّة الأمور، ومواقع التأثير والنفوذ.
إن أي عملية إصلاح تستلزم تضحيات وخسائر، وتواجهها صعوبات وعوائق، لكن تصدي القيادات يجعل المهمة أقل صعوبة وأقرب للنجاح.
أما لو تركت الأمور لتفاقمت النقمة والغضب في نفوس الناس، فقد تنفجر الأوضاع، وتخرج عن السيطرة، ويتصدى غير الكفوءين والمخلصين، ويجد أعداء الأمة فرصتهم للإفساد والتخريب.
أما عملية التغيير والإصلاح العالمي المرتقبة التي يقودها الامام المهدي (عج) فالعنصران الأول والثاني موجودان فيها, فلم يبق إلا العنصر الثالث، ولذا فإن بعض الأعلام من أهل المعرفة يقولون: إن الإمام الحجة (عليه السلام) لا ينبغي لنا أن نقول عنه إنه المنتظَر (بالفتح)، بل لابد أن نقول هو المنتظِر (بالكسر)، لأنه ينتظرنا نحن كي نتأهل حتى يقودنا، ولكن هذه البشرية من يؤهلها، من يوصلها إلى درجة من النضج والقابلية لتستطيع اداء دورها المطلوب؟!
دور عاشوراء في صناعة الأمة:
ومن هنا يمكن القول إن ثورة الحسين عليه السلام والفهم الحقيقي لها هو المتكفل لصناعة الأمة التي تنهض مع الامام المهدي (عجل الله فرجه) في تحقيق مشروعه الإصلاحي العالمي.
فما هي مواصفات الامة التي نهضت مع الامام الحسين (عليه السلام), والتي لا بد من توفرها فيمن يريد أن يكون مشاركاً في المشروع العالمي الكبير الذي يحقق القسط والعدل في الأرض.
الصفة الأولى: نفاذ البصيرة: قال الاِمام الصادق (عليه السلام) واصفاً أبا الفضل عليه السلام: ((كان عمّي العبّاس بن علي نافذ البصيرة)).
لقد عانى النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة عليهم السلام من فقدان البصيرة لدى أكثر الناس (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (يوسف/103) وابتلي أمير المؤمنين (عليه السلام) بحرب أناس يحوطون بالجمل ويتبركون بما يخرج منه ويشمونه ويقولون ما أطيب ريح روث جمل أمّنا أم المؤمنين، وابتلي (عليه السلام) بقتال أناس في صفين لا يفرقّون بين الناقة والجمل ويصدّقون كل شيء يقال لهم وان علياً لا يصلي، ومثل هؤلاء الأقوام من فاقدي البصيرة موجودون في كل زمان ومكان يُبتلى بهم القادة المصلحون ويكونون عقبة كؤوداً في طريقهم.
الصفة الثانية: التسليم: قال الامام الصادق (عليه السلام) في زيارة ابي الفضل (عليه السلام): (اشهد لك بالتسليم).
التسليم وهي قمة الصفات، فالتسليم مثلا أعظم درجة ينالها البشر في مدارج الايمان، حيث نتلو في القرآن الكريم ان النبــي إبراهيم ـ عليه السلام ـ سأل ربه في أواخر أيام حياته أن يجعله الله وابنه إسماعيل من المسلمين، حيث قال:﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾, وسبب التسليم الذي يصل اليه الانسان المؤمن هو بسبب نفاذ البصيرة والوعي الكامل للأحداث والظروف المحيطة بالقائد لذلك نجد الندرة في التسليم للمعصومين عليهم السلام.
الصفة الثالثة: توطين النفس على لقاء الله
من الصفات التي تحتاجها الأمة الممهدة لدولة العدل المطلق والتي تحصل عليها من أيام الحسين (عليه السلام) ومن ثورة العشق الكربلائي هو توطين النفس على لقاء الله تبارك وتعالى، قال مولى الموحدين (عليه السلام) في وصف المتقين: (وَلَوْ لَا الْأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وَخَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ).
قال الإمام الحسين (عليه السلام): (فمن كان باذلاً فينا مُهجته مُوطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحلٌ مُصبّحا إن شاء الله).
نسأل الله تعالى أن يرزقنا نفاذ البصيرة والتسليم لأوامره سبحانه وأن نوطِّن أنفسنا على لقائه”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز