مقالات
أخر الأخبار

الإحصاء والتعدادات السكانيَّة

كتب د. عادل أحمد: قبل البدء بعرض العلاقة بين الإحصاء والتعدادات السكانية، لا بد من التطرق إلى عرض بعض المفاهيم السكانية ومنها مثل الديموغرافيا (Demographic)، التحليل الديموغرافي، إن المعنى الدقيق للديموغرافيا يكمن في الاهتمام بعلم السكان، وتعريفها يتركز في دراسة الحجم والتوزيع والتركيب والتغير.

 

إن المقصود بالحجم هو عدد السكان في مجموعة سكانية معينة، أما التوزيع فإنه يتعلق بترتيب السكان في مكان معين وزمن معين، وأما التركيب فيكمن في تصنيف السكان، حسب النوع الاجتماعي (ذكر، أنثى) وكذلك حسب الفئات العمرية، بينما المقصود بالتغير السكاني، فيعني الزيادة أو النقصان في مجموعات السكان الحاصل من جراء ما يسمى سكانياً بالزيادة الطبيعية (المواليد، الوفيات، وأنواع الهجرة).

أما بخصوص التحليل الديموغرافي، فهو أحد مجالات الديموغرافيا بجانب الدراسات السكانية التي تمثل المجال الآخر لها. والتحليل الديموغرافي يهتم بدراسة عناصر الاختلافات والتغيرات السكانية، بينما الدراسات السكانية، فإنها تهتم بالتغيرات السكانية والعلاقات بين التغيرات السكانية، والتغيرات الأخرى مثل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيولوجية والجغرافية، وغيرها.

وبعد هذا العرض، يتم التطرق إلى الإحصاء والتعدادات السكانية. من المعلوم إحصائياً أن الاهتمام بالأعداد فقط لا يكفي، فلا بد من اجراء التدقيق والتحليل للبيانات للوصول إلى النتائج الدقيقة حول الظاهرة المدروسة. لذلك فإن جمع البيانات والمعلومات، ودقتها التي تمثل المرحلة الأساسية والأولى في علم الإحصاء، وتعتبر هذه المرحلة من الموضوعات المهمة التي تتعلق بالمواطن نفسه، طالما ينشد التقدم والازدهار والرقي المطلوبة، وهذا لا يتحقق إلا بعد إعطاء العدد أو المعلومة الدقيقة والصحيحة المطلوبة منه.

فضلاً عن ذلك، فإن رقي الأمم وما وصلت إليه من تقدم وازدهار هو في الحقيقة موضوع مرتبط بتوفر البيانات والمعلومات الدقيقة والصحيحة، حول ظاهرة من الظواهر المختلفة والمتعلقة بحياة تلك الأمم التي تصب بالنهاية بالفائدة، التي يستفاد منها مثلاً المخطط الاقتصادي، حين يخطط للاقتصاد الوطني، الذي يستخدم البحث العلمي ومنهجه كأسلوب مفيد ومهم، من أجل التطوير والازدهار والتحسين المستمر لذلك البلد.

ومن الجدير بالذكر، أنه توجد في الإحصاء مصادر مختلفة للحصول على البيانات والمعلومات حول ظاهرة ما، ومن هذه المصادر هي المصادر الأولية والمصادر الثانوية. أما في الإحصاء السكاني، فإنه توجد مصادر مختلفة تتعلق أولاً بالمعلومات الديموغرافيا، التي يمكن الحصول عليها من العد السكاني البسيط أو التعداد العام للسكان والمساكن، وهدفه الحصول على أعداد السكان والخصائص الديموغرافيا والاجتماعية، وكذلك البيانات المتعلقة بالمساكن. أما النوع الآخر من مصادر البيانات السكانية فهي الإحصاءات الحيوية التي تتعلق بمعدلات المواليد، الوفيات، الزواج والطلاق التي يمكن الحصول عليها من أنظمة السجلات المتوفرة في بلد ما.

ومن المعلوم إحصائياً أن التعدادات مثل التعداد العام للسكان والمساكن أو تعداد المنشات الاقتصادية أو الزراعية وغيرها لها دور مهم وبارز، ليس فقط في معرفة عدد السكان أو الناتج المحلي الأجمالي أو الإنتاج الحيواني والنباتي وغيرها، وإنما لها فائدة كبيرة في إعداد الأطر (Frames)، التي يعتمد عليها في اختيار العينة لتنفيذ مسح إحصائي معين مثل مسح العمالة والبطالة، أو المسح الاقتصادي (مسح الناتج المحلي الإجمالي، مسح نفقات ودخل الأسرة)، أو مسح متعدد الأهداف أو مسح الإنتاج الحيواني والنباتي، وغيرها على شرط أن يتم تطوير وتحديث تلك الأطر، خلال فترات زمنية معينة، وذلك لضمان تمثيل هذه الأطر للمجتمعات الإحصائية المدروسة.

وهذه العينة تحتاج إلى طرق علمية، لاختيارها وفق تصميم عينة وحجم عينة مناسبين. ويستحسن أن تكون مؤشرات (خواص) العينة المختارة ممثلة لخواص (معلمات: Parameters) المجتمع الإحصائي قيد الدراسة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى