أعلنت وزارة الصحة، اليوم الخميس، تقريرها الخاص بواقع الانتحار في العراق.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، سيف البدر، في تصريح للوكالة الرسمية وتابعتها “خليك ويانة”. إن “الانتحار ظاهرة عالمية تتسبب في وفاة 800 ألف شخص سنوياً وبمعدل شخص كل 40 ثانية، ويمثل رابع أسباب الوفاة عالمياً للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 – 29 عاماً حسب تقارير منظمة الصحة العالمية”.
وأضاف البدر، أن “معدلات الانتحار التقديرية في إقليم الشرق الأوسط تعتبر بشكل عام أقل من الأقاليم الأخرى لمنظمة الصحة العالمية، وقد يكون السبب في ذلك شيوع المعتقدات الدينية والتقاليد الاجتماعية والثقافية التي تؤثر بشكل ما في السلوكيات الانتحارية”، مستدركاً بالقول: “ومع ذلك، فهناك أدلة على ارتفاع حالات الانتحار في إقليم الشرق الأوسط نسبياً خصوصاً في فئتي الشباب ما بين 15- 29 سنة، وكبار السن الذين تخطوا عامهم الستين”.
وأشار إلى، أنه “من خلال الاطلاع على الإحصائيات الرسمية الخاصة بأعداد الوفيات الناجمة عن الانتحار الصادرة من مجلس القضاء الأعلى العراقي (بوصفه الجهة المسؤولة والمخولة بإصدار البيانات والأرقام الإحصائية في العراق – ماعدا إقليم كردستان) في الفترة من العام 2017 إلى 2022، نراها كالآتي:
-178 حالة انتحار في العام 2017.
– 306 حالات انتحار في العام 2018.
– 316 حالة انتحار في العام 2019.
– 233 حالة انتحار في العام 2020”.
وذكر البدر، أن “الإحصائيات الرسمية أشرت وجود زيادة واضحة في العام 2021 نتيجة ظهور جائحة كورونا، حيث سجلت 364 حالة انتحار و511 حالة انتحار في العام 2022″، لافتاً إلى أنه “تمت من خلال دراسة ومقارنة الأرقام الإحصائية، ملاحظة زيادة في عدد الحالات ما بين عامي 2017 و 2022″.
ونوه، بأن ” الإحصائيات الرسمية أوضحت بأن أكثر الطرق المستخدمة في حالات السلوك الانتحاري هي الشنق والحرق واستخدام الأعيرة النارية إضافة إلى طرق أخرى، كما أشرت الأسباب المؤدية للانتحار بواقع كونها تعود لأسباب نفسية بنسبة 45-50 بالمئة، إضافة إلى أسباب اجتماعية وأسرية واقتصادية، هذا إلى جانب الأسباب المتعلقة بتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية المختلفة”.
وتابع، “كما أشرت الإحصائية الرسمية الصادرة من قبل وزارة الصحة العراقية باعتبارها الجهة المسؤولة عن إصدار البيانات الخاصة بمحاولات الانتحار التي لم تفضِ إلى وفاة، إلى وجود 1028 محاولة انتحار في العام 2022 أغلبيتها من الإناث”.
وأوضح، أن “الإحصائية أشارت إلى أن الفئة العمرية تحت 18 سنة كانت تمثل نسبة 20%، وكانت أسباب محاولات الانتحار تعود لأسباب نفسية بنسبة 43%، وأسباب عائلية بنسبة 35%، أما الاقتصادية بنسبة 15%، وأسباب أخرى بنسبة 8%”.
وأشار، إلى أنه “على الرغم من الإحصائيات الموضحة أعلاه والتي تفيد بأن هنالك زيادة واضحة في معدل حالات السلوك الانتحاري، فإن معدل الانتحار في العراق لا يزال أقل من المعدلات العالمية مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك ضعفاً واضحاً في التسجيل والإبلاغ عن هذه الحالات، وقد يعود ذلك إلى عوامل مرتبطة بأعراف المجتمع الثقافية والدينية، والوصمة الاجتماعية تجاه الانتحار، والصحة النفسية وضعف الأنظمة الخاصة بمراقبة وتقييم الواقع الحالي المتعلق بالانتحار في العراق”.
وختم بالقول، “بالتالي، استناداً إلى ما ورد أعلاه، وبحسب ما ذكر في الدراسة الوطنية عن الانتحار المعدة من قبل وزارة الصحة في عام 2018، تجلت الحاجة إلى إنشاء وتفعيل نظام وطني شامل متعدد المراقبة ومتابعة ودراسة حالات السلوكيات الانتحارية وهي واحدة من أهم الأهداف التي تتبناها الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار في العراق”.