أخبارمقالات
أخر الأخبار

العراق يقود معركة الدبلوماسيًّة دعماً للأشقاء

كتب سلام مكي: منذ اللحظة الأولى، لشن الكيان “الإسرائيلي” الغاصب عدوانه الغاشم على الشعب اللبناني والفلسطيني، استنفرت الحكومة العراقية، جهودها وإمكانياتها المتاحة لدعم الشعبين الشقيقين، في المجالات كافة.

إذ كان الجانب الإنساني واللوجستي العنوان الأبرز والأهم، عندما قررت الحكومة فتح حساب مصرفي خاص بدعم الأشقاء، وقد شهد هذا الحساب منذ اللحظات الأولى لإنشائه تبرع عدد من المسؤولين برواتبهم ووضعها فيه، وفي مقدمتهم السيد رئيس مجلس الوزراء، ووزراء آخرون، كانوا قد تبرعوا براتب شهر كامل، دعماً للشعب اللبناني، في محاولة للتخفيف عن معاناتهم اليومية، جراء القصف والحصار المفروض من قبل الكيان الغاصب.

ولم يقف حجم الدعم عند هذا الحد، بل قادت الحكومة العراقية، ابتداءً برئيس مجلس الوزراء، وليس انتهاءً بوزراء ومسؤولين، جهوداً حثيثة لزيادة الضغط الدولي على الكيان لوقف حربه، وفضح ممارساته بحق اللبنانيين والفلسطينيين، ولعل مواقع التواصل الاجتماعي، قد نقلت الكثير من الآراء والتعليقات التي طرحها مدونون لبنانيون، تساءلوا فيها عن السبب الحقيقي وراء تخلي الدول العربية عن دعم لبنان، عدا العراق، الذي وقف منذ اللحظة الأولى إلى جانب أشقائه هناك.

أما في الميدان، وإضافة للمساعدات العينية والنقدية التي لازالت الحكومة مستمرة بتقديمها، ثمة جهد مهم وكبير، لا يقل أهمية عن جهود مفاصل الحكومة الباقية، وهي جهود وزارة الهجرة والمهجرين، والتي تقودها الوزيرة، في استقبال النازحين والمهجرين اللبنانيين بشكل شخصي، وتوفير المأوى اللازم لهم، وتقديم كل ما يمكن تقديمه من لوازم ومستلزمات ضرورية لتوفير أبسط مقومات العيش الكريم، ولتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم، جراء العدوان الغاشم والهمجي الصهيوني، كما أن الدور الشعبي الذي تمثل بوقوف المواطنين مع إخوانهم وبشكل رائع وكبير، من خلال تقديم جميع أشكال الدعم لهم، من توفير أماكن للسكن مع المستلزمات الأخرى.

لكن يبقى الدور الأهم والأبرز للدبلوماسية العراقية، والتي قرر السيد رئيس مجلس الوزراء أن يقودها بنفسه، كدلالة على مدى اهتمام الحكومة، وعنايتها الكبيرة بهذا الملف الحيوي والمهم، وهو إن دل، إنما يدل على الدور المحوري والمهم الذي يلعبه العراق، في السعي للمساهمة بحل قضايا أشقائه بعيداً عن سياسة المحاور والتكتلات الإقليمية، فالعراق، ينطلق من أرضية وطنية رصينة، تمثل شعباً وحضارة بأكملها، بعيداً عن التأثيرات والسياسات التي تقودها الدول الأخرى، فالعراق، أصبح يمثل محوراً بحد ذاته، ومساراً مستقلاً، عن باقي المسارات، تمثل الإنسانية والأخوة العنوان الأبرز له.

ولعل المتغيرات التي تشهدها المنطقة، ومنها المواقف التي تتبناها بعض الدول، والانحياز الفاضح لصالح الكيان الغاصب، والتخلي عن الشعبين اللبناني والفلسطيني، جعل من العراق، المعروف بمواقفه المدعاة للفخر، أن يكون رائداً عربياً في الدفاع عن أشقائه، وما يميز تلك الريادة، أنها تشهد موقفاً شعبياً وحكومياً موحداً، رغم المشكلات والتوترات السياسية.

ولعل التاريخ سيكتب يوماً أن العراق، كان البلد الوحيد الذي وقف بجانب فلسطين ولبنان، مثلما يتحدث التاريخ عن بطولات جيشه هناك، سيتحدث غداً، عن بطولات العراقيين، في الوقوف مع أبناء فلسطين ولبنان، وما قدموه من تضحيات لهم، وعلى كافة الأصعدة.

وقد نشهد في قادم الأيام، حراكاً على مستوى زيارات لبعض الدول، في سعي الحكومة لتوسيع معركتها الدبلوماسية، وحراكها السياسي الذي سوف يؤتي ثماره بكل تأكيد، نظراً لما يحتله العراق من مكانة إقليمية وعربية، لا سيما أنه يشهد تقدماً في كثير من المجالات، ناهيك عن الاستقرار السياسي والملحوظ، ووحدة الخطاب السياسي الخارجي وحتى الداخلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى