المرجع اليعقوبي: كرامة الإنسان مبدأ قرآني رسخته سيرة نبينا الكريم وأئمة أهل البيت (ع)
أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)، أمس الأربعاء، على دعوته السابقة في اعتبار الإنسان قيمةً عليا بتكريمهِ من الله تعالى ({وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} (الإسراء:70) الذي سخر كل الوجود لخدمتهِ.
وشدد سماحته، في أثناء درس التفسير الأسبوعي الذي يلقيه على طلبة الحوزة العلمية بمكتبه في النجف الأشرف، وتابعته “النعيم نيوز”، على أن “يكون هذا المعنى هو الحاكم على بقية المعاني التي تختزنها القوانين الوضعية وما شاكلها. وإن مبادئ الدين الاسلامي العظيم ركزت هذا المفهوم، وجاء تطبيقه عملياً. من خلال سيرة نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام)”.
وقال: في ضوء تفسير الآية الكريمة {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (الإنسان:8): إن “الدين الإسلامي حفِظَ كرامة الإنسان.. كل الإنسان ودعا للإحسان اليه، مهما كان انتماؤهُ الديني أو العقائدي أو الفكري ولو لم يكن متحداً معنا بانتماءاته وتوجهاته، فينبغي الإحسان إليه أيضاً”.
وبيّن المرجع اليعقوبي، “فهذا رسول الإنسانية الذي بعث رحمة للعالمين، لم يوجه بسجن أحد من أسرى الحرب المشركين الذين حاربوا الدولة النبوية الكريمة- فلم يتخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سجناً لأسراه.. وإنما كان يوزع الأسرى على المسلمين ليحافظوا عليهم ويحسنوا إليهم، حتى يجعل الله تعالى لهم فرجاً”.
وتابع، “وكان يؤتى إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول أحسن اليه، فيكون عنده اليومين أو الثلاثة فيؤثره على نفسه. وإذا لم يجد الأسير ما يحفظ كرامته عند مضيفه، فتعطى حريته ويذهب لينال ما يريد ويختار.. ومنها ما في هذه الحادثة لذا قصد هذا الأسير دار علي وفاطمة (عليهما السلام) لِما بلغه من إيثارهما على أنفسهما. وتكريمهما السائل والمحتاج”.
وأشار سماحتُهُ، إلى “أهمية وأولوية إطعام المحتاجين والمعوزين من بين أعمال البر الكثيرة، بل دلّت الروايات على فضل الإطعام مطلقاً. ولا يقتصر على الفقراء والمحتاجين لما فيه من أثر طيب في تقوية أواصر المحبة والمودة. وانفتاح النفوس وزوال الشحناء والخلاف بين الناس”.
وأوضح، أن “هذا المعنى (معنى الأسير الوارد في الآية الكريمة) يتوسع لكل محتاج إلى رعايةِ غيره، وإعالته معنوياً، ويشمل أيضاً من هو في حاجة إليه (فكرياً وعقائدياً واجتماعياً). وقد ورد هذا المعنى في اليتيم أيضاً في الأحاديث الشريفة”، لافتاً إلى أن “رعاية الشارع المقدس تتعدى إلى الحيوان أيضاً. ولا تقف عند حدود الإنسان وهو من أوسع أبواب البر. ففي الرواية (إن إمرأة فاسقة غُفر لها لأنها سقت قطة عطشى ماءً)”.
وتأسف سماحتُهُ، “لابتعاد المسلمين عن المضامين المباركة والقيم السامية التي حفل بها تراثنا الإسلامي، مما ولد شعوراً بالهزيمة والدونية لدى شطر كبير منهم أمام الغرب. الذي تعبث شعوبه في النعم الإلهية وتهدرها في ممارسات ومهرجانات لاهية تافهة. تستفز الضمير الإنساني من دون أدنى احترام لهذه النعم الجليلة والخيرات الكثيرة (كمهرجان الطماطم في إسبانيا الذي يتلفون فيه أطناناً من الطماطم بالتراشق فيما بينهم. أو العبث والتراشق بمادة الدقيق (الطحين)، أو مهرجان البرتقال في إيطاليا أو مهرجان البطيخ في أوكرانيا)”.
واستنكر، “من غفلة الناس عن توصيات الدين الإسلامي السامية في هذا الباب وغيره وابتعادهم عن كل ما يوفر للبشرية الحياة الكريمة التي ينعم ويأمن في ظلها الجميع. فلو التزمت البشرية بهذه التوصيات لما مات ملايين البشر جوعاً، بينما تتلف آلاف الأطنان من النعم الإلهية، لهواً وجحوداً. أو من أجل المحافظة على أسعار السلع، وغيرها من الأسباب”.
وأرجع المرجع اليعقوبي، “سبب إعطاء القرآن هذه الأهمية لهذا الفعل على بساطته – (تصدق الإمام أمير المؤمنين والسيدة الزهراء والحسنين (عليهم الصلاة والسلام). بخمسة أرغفة من الشعير على (مسكين ويتيم وأسير) بحيث تنزل فيه سورة كريمة تتلى إلى نهاية الدنيا – إلى منشأين أولهما الايثار الذي صاحب هذا الفعل بما هم بحاجة ماسة إليه. وثانيهما وهو الأهم ان إطعامهم كان خالصاً لوجه الله تعالى وطلباً لمرضاته”.
ولفت، إلى “بعض الدروس الأخرى المستفادة من الآية الكريمة، منها إن الإخلاص لله تعالى المصاحب لكل عمل مهما قلّ يجعلهُ ذا قيمة. ويكون بعين الله عزوجل، ومنها أيضاً هو أننا ينبغي أن لا نقتصر على أداء الطاعات الواجبة دون المستحبات. أو نقتصر على اجتناب المحرمات فقط دون المكروهات، مادام هدفنا هو رضا الله تعالى وإتقاء سخطهِ”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز