كتب د .صادق كاظم: يزداد عدد السكان في البلاد بمعدل ثابت سنوياً يصل إلى قرابة المليون ونصف المليون مواطن سنوياً، وهو معدل مرتفع يضع علامات الاستفهام بخصوص الخطط الحكومية التنموية لمواجهة الأعداد المتزايدة للسكان، خصوصاً أن العراق لا يملك اقتصاداً صناعياً وزراعياً كبيراً وفاعلاً، يمكن أن يستوعب حاجة هذه القطاعات من الأيدي العاملة التي تعد الطريق الأقرب لاستيعاب الزيادات في أعداد السكان المتزايدة.
الإحصائيات الأخيرة لعام 2021 تشير إلى أن عدد السكان الحالي يصل إلى أكثر من 41 مليون مواطن، ونصف هذا العدد من فئة الناشطين اقتصادياً والتي تضم بداخلها الأعمار من 15 – 64 عاماً. تليها فئة صغار السن للأعمار 14 عاماً فما دون. وهي فئة تقترب من الأولى من حيث كونها مرشحة لدخول سوق العمل في غضون سنوات قليلة.
بالتأكيد أن عملية استيعاب الأعداد المتزايدة من السكان تحتاج إلى خطط تنموية كبيرة وفي أكثر من مجال أبرزها مجالات قطاع العمل. من خلال توفير فرص العمل المناسبة للسكان ومن مختلف الشرائح، إضافة إلى تطوير قطاعات التعليم والصحة والإسكان وخفض معدلات الفقر والبطالة. ورفع معدلات رواتب أسر الرعاية الاجتماعية، حيث أن ثلث سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر وبمعدل دخل يومي يصل إلى دولارين يومياً أي ما يعادل ثلاثة آلاف دينار عراقي فقط. وهو مؤشر على انعدام برامج التنمية الحكومية واهتمامها برفع المستوى المعاشي للمواطنين المعدمين الذين لا تتوفر لديهم فرص عمل حقيقية يمكن أن تغير واقعهم نحو الأفضل.
أكثر الدول التي تواجه ارتفاعاً في معدل نموها السكاني تلجأ إلى عدة طرق، أبرزها تحديد النسل من خلال إقناع السكان بتقنين معدلات الإنجاب إلى ما يقارب الثلاثة أطفال على الأقل لكل أسرة. وهو أمر يحتاج إلى برامج توعية صحية وسكانية مكثفة مع توفير حوافز مالية للأسر التي تلتزم ببرامج التخفيض تلك. وهو أمر يتطلب وعياً وتفهماً من قبل السكان، وبالتأكيد فإن الاستجابة ستكون كبيرة من قبل الفئات الأكثر وعياً وثقافة وبالعكس من ذلك لدى الفئات الأمية والأقل تعليماً.
مراجعة تضخم العدد السكاني في العراق أمر ضروري، خصوصاً أن البلاد لا تملك الموارد المالية الكافية لتطوير الاقتصاد العراقي وتنميته بشكل حقيقي. إضافة إلى تفشي البطالة والفقر وارتفاع نسبها بشكل كبير. ما يجعل من استمرار الزيادات غير المنضبطة في أعداد السكان عاملاً معيقاً للتنمية ومحدداً لها. إضافة إلى المشكلات الأمنية والاجتماعية الناتجة عن ذلك.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز