كتب عقوب يوسف جبر: إن الأخلاق الحسنة كالعفة ونزاهة اليد واللسان والجوارح هي بمثابة واقية أخلاقية وبنفس الوقت واقية اجتماعية تقي الفرد، وتحمي المجتمع من الانزلاق نحن حضيض الفوضى الأخلاقية.
فمجتمعنا منذ زمن بعيد وليس الآن يعيش أزمة أخلاقية، لا تزال ترتب آثاراً سيئة خاصة أزمة تمس الشرف لكن ماهي الأسباب؟
السبب الأساس غياب المنهج التربوي الأخلاقي في مدارسنا فما يدرس في مدارسنا هو مجرد علوم لا علاقة لها بتقويم الشخصية الأخلاقية… وأما عن منهج التربية الإسلامية المدرس في مختلف المراحل الدراسية، فهو لا يفي بالغرض ولا يحقق الهدف المتمثل بتهذيب الشخصية.
أما السبب الآخر فهو تعدد وسائل الاتصال من فضائيات ووسائل إعلام ووسائل تواصل اجتماعي ومحركات بحث عبر الإنترنيت متاح عبرها الاطلاع على الكثير من الثيمات، حتى تلك الخادشة للحياء دونما رقابة صارمة.
ما يهمنا هنا في هذا المقام هو الحلول التي ينبغي اعتمادها لحل هذه المشكلة.
فمن المهم والأهم اعتماد منهج أخلاقي إنساني وورش عمل تبدأ من رياض الأطفال ثم بقية المراحل الدراسية، لتعليم وتربية الإنسان منذ صغره كيف يكون فاضلاً وشريفاً.
أما إهمال هذا الجانب الأخلاقي، فسوف يخلق إنساناً مضطرباً محطماً لا يشعر بالمسؤولية الأخلاقية الفردية والاجتماعية.
لقد شهد مجتمعنا خلال عدة عقود بما فيها العقد الأخير وقائع وحوادث أخلاقية فظيعة، خاصة تلك التي تمت بصلة إلى الشرف والكرامة، والسبب غياب وسائل التوجيه التربوي والأخلاقي.
فما معنى أن نرى كيف يضج ملعب النخلة في البصرة بضجة جماهير شابة لمجرد دخول فتاتين مشجعتين واختلاطهما مع الجماهير الضاجة والصاخبة؟
أليس هذا وجهاً لانهيار أخلاقي فظيع؟
معنى ذلك أن هنالك تقصيراً وقصوراً واضحاً في مجال تربية الفرد والمجتمع، وانفراط شخصيته الأخلاقية مع استثناء الأفراد الملتزمين أخلاقياً.
من هنا تبرز الحاجة إلى تفعيل التعليم الأخلاقي التربوي. فمثلما يحتاج الفرد إلى المستوى المعيشي الجيد يحتاج إلى تهذيب تربوي وأخلاقي متواصل.
فإذا ما تهيأت سبل التربية والتهذيب وتفاعل معها المجتمع، فسوف يتفاعل معها الفرد والمجتمع تدريجياً ليتحول إلى مجتمع فاضل. أما لو افترضنا العكس فإن المجتمع ذاهب نحو الهاوية لكي يلقى حتفه المؤكد.
وأخيراً نستشهد بأبيات الشاعر الراحل أحمد شوقي حينما قال: إنما الأمم الأخلاق لو بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.