اخبار اسلامية
أخر الأخبار

‘بإمامة السيد حيدر العرداوي‘.. إقامة صلاة الجمعة في جامع الجوادين (ع)

أقيمت صلاة الجمعة، في جامع الجوادين (ع)، بحي الإسكان، بإمامة السيد حيدر العرداوي.

 

وتطرق السيد العرداوي، خلال الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، إلى “قول الإمام الصادق (عليه السلام): (بادروا أحداثَكُم بالحديث قبل أن يسبِقكم إليهم المرجئة). شريحة الشباب تمر بالكثير من التحديات خصوصاً وأن الشاب يمرّ بمجموعة من التغييرات النفسيّة والعضويّة ،وهو بذلك يشعر على أثرها أنّه ينتقل بسرعة إلى مكانة ومركز اجتماعيّ جديد، ولأنّ أسرته هي أقرب خليّة اجتماعيّة إليه فهو يتوقّع وينتظر منها أن تحسن معاملته وتتفهّم أحواله وظروفه الجديدة”.

وأضاف، “من هنا تقع على عاتق الوالدين المسؤوليّة الأكبر إن لم نقل الكاملة في رعاية المراهق وتربيته في هذه المرحلة الحسّاسة من عمره. ولأنّ مرحلة الأحداث من أكثر المراحل العمرية تقبّلاً للتربية فقد أولى الإسلام اهتماماً بالغاً بهذه المرحلة العمرية. فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: “عليك بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ خير”.

وتابع السيد العرداوي، “ولا ينبغي للأمّ والأب أن يتركا ابنهما المراهق وحيداً في ما يتعلّق بمعالجة المسائل الفِكريّة الخاصّة بمرحلة الشباب والمراهقة. وإيجاد الأجوبة على الأسئلة الأساس، بل ينبغي لهما أن يساعداه بأسلوب منطقيّ على معالجة مسائله. وعندما يكون الأب والأمّ نفسهما من أهل الإيمان والعلم، فهما يُنوّران ذِهن ولدهما بالمعارف الضروريّة من خلال تعريفه على العقائد السليمة. والمعارف الحقّة والتباحث معه ومناقشته بشأنها. فإن كانا لا يملكان المقدرة واللياقة الكافيتين للقيام بهذا العمل. فمن الأفضل أن يُوكلا هذه المهمّة إلى شخصٍ يكون موضعَ ثقةٍ وعارفاً بالمسائل الفكريّة والاعتقاديّة. لينهل منه الابنُ المراهق الأجوبةَ الشافية على أسئلته. ولا ينبغي أن يُترك الأبناء من دون الإجابة على أسئلتهم المحقّة”.

وأردف، قائلاً: إنّ “النضوج العقلي للشاب يدفعه إلى التفكير بجدّيّة في العالم المحيط به؛ بقصد تحصيل المعرفة التي هو بأمسّ الحاجة إليها. فتفكير المراهق ليس محصوراً بأمور الدنيا. بل يشمل المسائل الدينيّة التي تلحّ على عقله، وتطلب منه تفسيراً واقعياً عن التوحيد والخالق، والغاية من خلق الإنسان، وأصل النشأة الإنسانيّة وكيفيّتها، وقضايا البعث والحساب والجنّة والنار، وغيرها من المباحث الدينيّة”.

وأوضح السيد العرداوي، أنّ “وظيفة المربّين التربويّين في هذا المجال تكمن في تعريف الشابّ على معارف الدّين الأصيلة، وأن يضعوا في متناوله المعارف اللازمة في مجالي أصول الدّين وفروعه. وينبغي على الشاب اغتنام هذه الفرصة، وتعميق اطّلاعاته عن الدين، ومطالعة الكتب المعتبرة في معرفة الدِّين، والتدبّر في القرآن ومعارفه. من وصايا الإمام علي عليه السلام إلى ولده محمد أنّه قال له: “تفقّه في الدين، فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء. وقد جمع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أولاده وإخوانه ذات يوم، وقال لهم: “إنّكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلّموا العلم، فمن يستطع منكم أن يحفظه؛ فليكتبه وليضعه في بيته. وعن الإمام الصادق عليه السلام ـ أيضاً: “لست أحبّ أن أرى الشابّ منكم إلا غادياً في حالين؛ إمّا عالماً أو متعلّماً”.

وبيّن، أن “من الأمور المهمّة ـ أيضاً ـ في هذه المرحلة العمرية أن يقوم الأهل بتعويد أولادهم الأحداث على تلاوة القرآن والأنس به، فإنّ القرآن يختلط بدمه ولحمه، ويترك أثراً في كافّة وجوده. وهذا هو معنى كلام الإمام الصادق عليه السلام: “من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه”. فمن المهمّ أن يكون القرآن في هذه الفترة العاصفة من عمر الأبناء؛ ملاذاً لهم في فترات الضيق والمشاكل التي سوف تعترض حياتهم الجديدة”.

وأشار السيد العرداوي، إلى أن “ذلك من الأمور التي تؤثِّر في تقوية الإيمان: العبادة والدعاء. فعندما يكون الشاب في صدد تربية نفسه إسلاميّاً، يجدر به أن يُولي العبادة والدعاء أهمّيّة خاصّة، وأن يُخصّص ساعة لنفسه في الليل والنهار؛ لكي يناجي فيها ربّه، ويجلي قلبه ويصفّيه. جاء عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بحقّ الشاب المؤمن: “إنّ أحبّ الخلائق إلى الله عزّ وجلّ شابٌّ حدث السّنّ، في صورة حسنة، جعل شبابه وجماله لله وفي طاعته؛ ذلك الذي يُباهي به الرحمان ملائكته، يقول: عبدي حقّاً”.

وأكمل، حديثه: “فحينما يترعرع الشابّ في ظلّ عبادة الله وعبوديّة الحقّ، وفي حال ارتبط بالله في مرحلة شبابه وبثّه مكنونات قلبه؛ عندها ستزداد درجاته المعنويّة؛ كالصَّلاة، والصَّوم، وأمثالهما، ولكن من دون استعمال أسلوب الأوامر والنواهي والتسلّط، بل بالترغيب، واللطف، والمحبّة، وأحياناً بالهدية والجائزة على أداء الصَّلاة أو الصَّوم. فالصلاة التي هي عبارة عن ارتباط الإنسان قلبيّاً بخالِقه، تسهم بدورٍ بنّاء في التربية الروحيّة والأخلاقيّة للشاب، حيث إنّ الشباب الذين يُصلّون، يحرزون أساساً روحيّاً ومعنويّاً وقيميّاً. والشباب المصلّون عندما تصدر منهم الزّلّات والهفوات، وبسبب علاقتهم بالصلاة، يُمكنهم بسهولة أن يتراجعوا عن هفواتهم وأن يُطهِّروا أنفسهم”.

ولفت السيد العرداوي، إلى أن “من الخصائص المهمّة للشباب؛ هي ظاهرة المحاكاة، فالمراهق يُدقّق في خصوصيّات الوالدين وسلوكيّاتهما، ويحاول محاكاتها والاتّصاف بها في حياته الشخصيّة. من هنا، فإنّ فشل الأبناء في أُسرهم في العثور على الصفات والخصال التي تُرضيهم في أبويهم سوف يدفعهم للّجوء إلى الآخرين؛ ليقتبسوا منهم الخصال والصفات التي يرغبون بتقليدها ومحاكاتها في حياتهم”.

ونوه، إلى أنه “لذا، على الوالدين من أجل سلامة المراهق النفسيّة والنموّ الصحيح والمتوازن لشخصيّته؛ أن يسعوا إلى الاتّصاف بالصفات الشخصيّة الإيجابيّة والمحبَّبة عند أولادهم المراهقين. بعبارة أخرى عليهم أن يستعدّوا مسبقاً لهذه المرحلة، ويزيلوا ما أمكنهم من النواقص والعيوب في شخصيّتهم، ويبدلوها بصفات وخصال متوازنة وناضجة؛ ليكونوا بذلك قدوة وأسوة حسنة لأولادهم في المستقبل”.

وذكر السيد العرداوي، أنه “بموازاة هذا الأمر، على الأهل أن يقدّموا لأولادهم الصورة المشرقة والناصعة للقدوة الحقيقية التي ينبغي أن تُتّبع في هذه الحياة. فعندما نقرأ أو نسمع قصّة حياة أحد العظام أو الصالحين، سوف ينتابنا شعور بالفرح والتأسّي بشكل عفوي، وحالة من الإعجاب تهزّ كياننا، فيتولّد لدينا أثر ذلك رغبة شديدة بالاتّصاف بالصفات المعنوية والشخصيّة لدى الشخص المعني. فقد كان للنماذج الأخلاقيّة في المجتمع دور الأسوة المحرّكة للبشريّة والباعثة على السمو والارتقاء الإنساني والمعنوي في الحياة على مرّ العصور والأزمان. ولقد كان وما يزال الشبّان والمراهقون هم الفئة الأكثر تأثّراً وتفاعلاً مع مفهوم التأسّي والاقتداء بالنماذج الإنسانية السامية في الحياة. والإسلام أكّد على هذه الحاجة من خلال الآية الكريمة: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾”.

وقال: “لذا، ينبغي إطلاع الشباب على النماذج المشرقة في الحياة التي يُمكن أن تترك أثراً على فكرهم وسلوكهم، وهذا الأمر معين للأهل ومساعد لهم في مجال تربية الأبناء وتعليمهم. من قبيل إطلاعهم ـ مثلا ـ على شخصيّة الإمام علي عليه السلام وهو أول فتى في الإسلام، أو إسماعيل ذبيح الله عليه السلام، أو يوسف عليه السلام ذلك المثل الأعلى في العفة والطهارة ومحاربة النفس والشهوة، أو داود عليه السلام ذلك البطل الذي قهر جالوت وهو لم يتجاوز الثالثة عشر عاماً، أو فتية أصحاب الكهف، وغيرهم الكثير من النماذج المشرقة في هذه الحياة”.

وأضاف السيد العرداوي، قائلاً: “كذلك يساهم الأصدقاء بنسبة عالية في تشكّل شخصيّة الشباب الدينيّة والأخلاقيّة. فما أكثر الشباب الذين انحرفوا إثر مجالستهم أصدقاء السّوء، حيث يقولون بعد إدراكهم لخطئهم واشتباههم: ﴿يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾. وقد جاء عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”.

وأكد، أنّ “خوف المراهق من العزلة قد يدفعه للانخراط في أوساط مجموعة من الزملاء والأقران غير المناسبين، وربما الخطرين ـ أيضاً ـ، كلّ ذلك من أجل التغلّب على مشاعر العزلة، والنبذ الاجتماعيّ، أو لأجل إثبات الذات. من هنا، ينبغي على الأبوين مراقبة علاقات المراهق الاجتماعيّة، خصوصاً من ناحية صداقاته، بالإضافة إلى توعية أبنائهم على كيفيّة إقامة علاقات صحيحة وسليمة مع الآخرين، وكيفيّة انتخاب الأقران”.

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضاً الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى