اخبار اسلامية
أخر الأخبار

بإمامة السيد كرار الموسوي.. إقامة صلاة الجمعة في مسجد جنات النعيم

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، في مسجد جنات النعيم، بإمامة السيد كرار الموسوي.

 

وفيما ملخص خطبة صلاة الجمعة، وتابعتها “النعيم نيوز”:

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)، هذه منطقة القلب لا يمكن التحكم فيها أو السيطرة عليها، قلب الإنسان بيده هو يتصرف في مشاعره.

الملكية الحقة: هي ملكية الوجود وملكية الله لكل المخلوقات والموجودات، فهي ليست ملكية اعتبارية لا تحتاج أن يثبتها القانون، ليست ملكية حقيقية لأن بيده تعالى العطاء والمنع، الإفاضة والحبس، الإيجاد والإعدام، بما أن جميع الموجودات تكتسب وجودها وتحققها منه تعالى فملكيته لها ملكية حقه، هذه الملكية الحقة يعبر عنها بالقرب التكويني ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ لأنه يملكنا ملكية حقه.

والقرب الروحي: هو روح الرحمة قوله عزوجل ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ الله قريب من كل شي، لكن بالنسبة للمحسنين وراء القرب التكويني يوجد نوع آخر، وهو القرب الروحي وهو عبارة عن قرب الرحمة والعناية الذي عبر عنه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ هذا تعبير كناية عن القرب الروحي.

هذا القرب الروحي هو المشار إليه في الآية المباركة: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عني﴾ بمعنى عبادي المقبلون علي وعلى عبادتي، هؤلاء إذا سألوا عني فإني قريب منهم لا قرباً تكوينياً لأن القرب التكويني موجود مع كل المخلوقات، وإنما المقصود بالقرب الروحي ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ معناه أني قريب منهم قرب الرحمة وقرب العناية والاهتمام، ولأجل قربي منهم قرب الرحمة والعناية لذلك ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ فإن إجابة الدعوة مظهر من مظاهر الرحمة والعناية.

المحور الثاني: ماهي حاجتنا للدعاء؟

الدعاء حاجة ذاتية للإنسان وذلك للأسباب التالية :

١.الإنسان يحتاج إلى الدعاء لأنه يحتاج إلى الأمن:

كل إنسان ولد وعنده حالة القلق وحالة التوجس والخوف، بطبيعة الإنسان أنه يقلق ويخاف ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً﴾ فهو قلق من الأمراض ومن كوراث الطبيعة وقلق من الفقر والمستقبل، لو استسلم الإنسان إلى قلقه لم يستطع أن ينتج ولا أن يعطي ولا أن يبدع إذن الإنسان يحتاج حاجة بشرية ذاتية إلى علاج القلق ولا طريقة إلى الأمن والاطمئنان إلا الدعاء، فهو يأمنك ويشبعك بالاطمئنان والهدوء والاستقرار ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.

٢.حاجة الإنسان لانشراح الصدر:

الإنسان إذا أذنب يُظلم قلبه ورد في الحديث عن الصادق : ”إذا أذنب العبد خرجت في قلبه نُكتةٌ سوداء فإن تاب انمحت وإن عاد عادت حتى تغلب على قلبه فلا يُفلح بعدها أبدا“ القلب إذا أظلم نتيجة كثرة الذنوب والخطايا فإن هذا القلب يتحول إلى فحمه سوداء مظلمه لا نبض فيها ولا حياة، هذا القلب لا يتفاعل مع عبادة ولا دعاء ولا قراءة القرآن، ففي أوقات تمر علينا ونحن نقرأ القرآن في حالة ملل وكسل، نمارس الصلاة والدعاء والنافلة ممارسة الكسالى والمتمللين والمستثقلين، كل ذلك إشارة إلى أن القلب يعيش حالة من القسوى، عندما يعيش القلب ظلماً ويعيش قسوى، لا يتفاعل مع أجواء العبادة ولا مع نبض الروح الذي هو نبض الحياة فيكون مقفلاً ومغلقاً ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ قلوبنا تمر عليها بعض الأوقات لا تخشع للموعظة ولا للعبرة ولا تخشع لقراءة القرآن ولا للدعاء ولا للنافلة، ولرفع هذه الظلمة بترقيق القلب بالدعاء ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾ ﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ الدعاء يغرس النور في قلوبنا.

٣.الحاجة إلى المدد: تمر عليك حالات ضعف وانهيار تشعر بأنك بحاجة إلى الدعم وإلى من يقف إلى جانبك فأحياناً تمر عليك ظروف قاسية وضاغطة سواءً كانت في حياتك أو في صحتك أو في ما يدور حولك، يشعر بأنه أصبح ضعيفاً يحتاج إلى من يسانده ومن يقف إلى جانبه في هذه الحالات أنت بحاجة إلى الصبر والصمود فالطريق هو الدعاء ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ عندما تحل عليك النائبة فأنت تلجأ إلى الدعاء ولذلك ورد في الحديث القدسي: ”عبدي تعرف إلي في الرخاء أعرفك في الشدة، يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني“، إذا كنت تدعوني حتى في أوقات الرخاء أنا أستجيب لك في أوقات الشدة ”إن العبد إذا أصابته الشدة رفع يديه فتقول الملائكة إن هذا لصوت نشاز ما كان مألوفا عندنا“.

المحور الثالث: ركائز الدعاء، الدعاء المستجاب يعتمد على ركائز:

الركيزة الأولى: ركيزة عقائدية، هي ما ورد في الحديث الشريف: ”لا يقبل دعاء لم يقرن بذكر محمد وآل محمد“ مفتاح الدعاء، مفتاح القبول وخاتمة الدعاء هي الصلاة على محمد وآل محمد.

الركيزة الثانية: الركيزة الزمانية، أن تدعو الله في أي وقت لكن هناك أزمنة تكون موطن الإجابة، ليالي معينة، ليلة الجمعة ويومها، ليلة عرفه ويومها، ليلة القدر ويومها ورد في الأحاديث الشريفة: ”يوم القدر كليلته“ حتى في النهار فهو يوم مبارك وهو موطن من مواطن الإجابة.

الركيزة الثالثة: ركيزةٌ مكانية، هناك أماكن أفضل من غيرها وبقاع أفضل من بقاع أخرى، هذه البقاع هي مواطن الإجابة الكعبة المشرفة، الروضة الشريفة لقبر النبي محمد صلى الله عليه وآله ،وقبر الإمام علي عليه السلام وفي محرابه بمسجد الكوفة وقبر الحسين عليه السلام وقبته موطن من مواطن الدعاء، إن الله جعل الشفاء في تربته، وجعل الإجابة تحت قبته”.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى