“بإمامة الشيخ حسين المندلاوي”.. إقامة صلاة الجمعة في مسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى (ع)
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى (ع) في خانقين منطقة علي مراد بإمامة سماحة الشيخ حسين المندلاوي وحضور جمع مبارك من المؤمنين.
عنوان خطبة الجمعة: (وجوب تمكين القيادة الإلهية لإنقاذ المجتمع).
قال الشيخ: “نحن نعيش في رحاب ولادة صاحب العصر والزمان ، الذي تتجه له قلوب المؤمنين
من كل مكان منتظرة تحقق الوعد الإلهي على يديه المباركة التي وعد الله به المؤمنين بقوله عز من قال ) وَنُرِّيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِّينَ ٱسْتُضْعِّفُواْ فِّى ٱلْارْضِّ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِّمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰارِّثِّينَ ) .
والذي عبرت عنه الروايات الواردة عن النبي الخاتم ص ) لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله تعالى رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جوراً .
ولتحقق الوعد الإلهي يعطي لنا الباري عز وجل درسا في قصة العبد الصالح ذي القرنين والقوم الذي وجدهم يعانون من سطوة ياجوج ومأجوج وكيف استطاع انقاذهم مما هم فيه ولا أريد الخوض في اصل القصة بل نريد أن نأخذ درسا عظيما اشار لهالباري عز وجل وهو ان القيادة الربانية مهما كان ت على علم وقدرة وامكانيات مادية وعلمية وغيرها من الامكانيات إلا نها لاتستطيع ان تحقق طلبات جماهيرها الامن خلال إعانتهم لها ٠
والإعانة كما لا يخفى عليكم تعني : المساعدة على جميع المستويات قال تعالى
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِّثْمِّ وَالْعُدْوَانِّ ) ،اشارة منه الى الاعانة الصالحة التي يستطيع القائدالرباني ان يوظفها في مصلحتهم كما فعل ذو القرنين في توظيف هذه الاعانة لخدمتهم وانقاذهم ، فكانوا جزءا من انقاذ انفسهم بتعاونهم معه ، لذا نجد ايات ق ا رنية كثيرة تشير الى ضرورة التعاون الصالح للوصول الى الهدف المنشود ، وعبرت بالتعاون الصالح ،لإستثناء تعاون اهل الباطل ،قال تعالى ( وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِّثْم وَالْعُدْوَانِّ ) .اشارة منه الى الاعانة الطالحة التي تهدم المجتمع والقيم الانسانية اذا سار بها المجتمع لإعانة الظالمين وبالخصوص اذا كانت هذه الإعانة الظالمة على المستوى الهرمي الذي به تصلح وتفسد الامة كما في الحديث( وقال صلى الله عليه وآله: صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمتي قيل: يا رسول الله ومن هم؟ قال: الفقهاء والأمراء , فالاعانة بالاتجاه السلبي توصلنا الى النتيجة التي اشار لهاالنبي ص والتي حذر منها في مواطن عديدة ينبغي الالتفات لها . فإعانتهم من قبل اصحاب المصالح الدنيوية والعقول الساذجة التي لا تميز بين الناقة والجمل هي التي تأخر من ظهور صاحب العصر والزمان وهي التي جعلت القيادة الالهية على امتداد الزمان في ازوية ضيقة كما ورد في الحديث عنه (عليه السلام ) : لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم، ويجبي لهم الفئ، ويقاتل عنهم، ويشهد جماعتهم، لما سلبونا حقنا”.
وتابع: “لذا نجد الباري عز وجل يشدد على عدم اعانة الظالم بأي صورة كانت قال تعالى:
( وَلَا تَرْكَنُوٓاْ إِّلَى ٱلَّذِّينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ ) ، وقد بين لنا النبي الخاتم ص حقيقة مايؤول اليه مصير الانسان العامل في ولاية الظالم فقال : ( من أعان ظالما على ظلمه جاء يوم القيامة وعلى جبهته مكتوب: آيس من رحمة الله )
لذا يأكد النبي ص على عدم الركون الى هولاء والانجرار خلف ما يسوقونه من اباطيل لنصرة مشروعهم الشيطاني وتشويه المشروع الإلهي فقد ورد عنه ص : وَمَنْ لم يُصَ دِّقْهُمْ بِّكَذِّبِّهِّمْ، وَلَمْ يُعِّنْهُمْ عَلَى ظُلْمِّهِّمْ، فَأُولَئِّكَ مِّ نِّي وَأَنَا مِّنْهُمْ، وَسَيَرِّدُونَ عَلَيَّ حَوْضِّي )
فالوقوف بوجه هؤلاء وعدم خذلان القيادة الالهي ة واعانتها لتطبيق المشروع الالهي طريق نحو النجاة ،لذا نلاحظ ان العبد الصالح ذو القرنين اشار لهم بالاعانة لان فيها خلاصهم من الازمة التي هم فيها والتي لا يمكن الخلاص منها الا بالرجوع له وطاعتهم له ليتسنى له ان ينتشلهم مما هم فيه وهذا المنهج الق ا رني ساري المفعول الى يوم القيامة وهذا ما اشار له امير المؤمنين في مواطن عدة لإنقاذ المجتمع من الغفلة التي يعيش فيها فقال :(أَعِّينُونِّي بِّوَرَ ع وَاِّجْتِّهَاد، وَعِّفَّة وَسَدَاد )
وهو نفس المنهج الذي خرجت من اجله الزهراء مطالبة الامة بالوقوف مع علي ونصرته لانه طريق خلاصهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة”.
وأضاف الشيخ: “ايها الْأحبة
ان اعانة القائد الالهي فرض من الله انزله في كتابه الكريم لاقامة دولة الانسان قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِّينَ آمَنُوا أَطِّيعُوا اللَّه وَأَطِّيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِّي الْأمْرِّ مِّنْكُمْ ). ولا تنحصر الاعانة بالنبي او الامام كما هو معلوم بل تسير الى العلماء الربانين العالمين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الجاعلين مرضاة الله نصب اعينهم حتى لو تطلب ذلك قتلهم او اسقاطهم في اعين الناس بدواع كثيرة كما حصل مع الشهيدين الصدرين ، فقد قالوا عنهم ما قالوا لاسقاطهم في المجتمع ،وما تتعرض له المرجعية الشاهدة في زماننا من ظلم وأفتراء من الايادي الخفية التي تعمل على اسقاط اي دور رسالي تقوم فيه بدواع دنيوية وسياسية وغيرها فالقانون الجعفري وغيره من المشاريع أجهض بهذا المكر، ………… ( وما هذا المكر والتضليل منهم إلا لإضعاف صاحب النهج الرسالي وكأنها ليست – احكام الله الموصى بها في كتابه والتي ملأ ت بها الرسائل العملية وغيرها من الكتب ، ولكن للاسف الشديد اصبحنا مصداقا لقول النبي ص )فكيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف فقيل: له يا رسول الله ويكون ذلك!؟ فقال: نعم وشر من ذلك فكيف بكم إذا أريتم المعروف منكرا والمنكر معروفا ) ، وهذا التضليل على منهجية العلماء الربانيين هو بعينه ما تعرض له الانبياء والاوصياء مما ادى الى قتل المشروع الرسالي الذي جاءو به بسبب عدم دعم الامة لهم ومن أوضح المصاديق ما حصل مع سبطي رسول الله وخصوصا الحسين ع الذي بقي وحيدا فريدا في كربلاء وهو ينادي إلا من ناصر ينصرنا …… مع ان الحسين (ع) خرج من اجل انقاذهم واقامة دين الله الذي ض يع على يدي بني أمية ومن سار على منهجهم الى يومنا هذا”.
وأكمل: “ايها الاخوة الكرام
ان القيادة الربانية المتمثلة بالمرجعية الدينية في زماننا هي التي تفهم الواقع الفعلي الذي تعيشه الامة وتتعامل معه وفق ما يريده الشارع المقدس لإصلاح المجتمع والتمهيد لصاحب العصر وزمان ( فالعالم العارف لا تهجم عليه اللوابس ) فسعي الفقيه الى تطبيق الشريعة لطف يقرب الناس الى الطاعة ويبعدهم عن المعصية وما يقع على عاتق الامة مساعدته ،وتمكينه من ذلك على جميع الاصعدة وهذا لايتم الا من خلال انقياد الامة له قولا وفعلا ، وخير شاهد لتحقق الغرض ، امتثال الامة له في تفعيل فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي قام بها المؤمنون امتثالا لاوامر المرجعية الرشيدة ، لاسقاط مشروع العهر الذي قامت به بعض الجماعات الداعية الى الانحلال الاخلاقي في بغداد وغيرها من المحافظات ، فكان لهم رجال الله بالمرصاد، وأخيراً مشروع مكافحة المخدرات الذي انبرى له ابناء المرجعية لتثقيف المجتمع من مخاطره … …وهذا لايكفي بل نحتاج الى امتثال اوسع للقيادة الربانية كي تتمكن من تفعيل المشاريع الإلهية المعطلة على جميع الاصعدة وعلى ضوء ذلك فلنجعل الزيارة الشعبانية التي عاهدنا بها الإمام المهدي عج في ليلة النصف من شعبان تحت قبة سيد الشهداء بيعة ووفاء له ولنائبه مرشدنا وقائدنا سماحة المرجع اليعقوبي دام ظله .
لإنقاذ المجتمع من الغيبوبة التي يعيش بها والمؤامرات التي تحاك ضده من الداخل والخارج لسلخ هويته وانتمائه على جميع الاصعدة قال تعالى ( يُرِّيدُونَ أَن يُطْفِّؤاْ نُورَ ٱلَّله بِّأَفْواِّهّهِمْ وَيَأْبَى ٱلَّلّه إِّلَّآ أَن يُتِّمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِّهَ ٱلْكَافِّرُون )”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز