اخبار اسلامية

“بإمامة الشيخ كرار الموسوي”.. إقامة صلاة الجمعة في مسجد جنات النعيم

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد جنات النعيم بإمامة فضيلة الشيخ كرار الموسوي، بكربلاء المقدسة.

 

وقد تضمنت خطبة الشيخ الأولى :
وردَ عن الإمامِ أبي الحسنِ عليِّ بنِ موسى الرضا (عليه السلام ) أنَّه قال يُوصي أحدَ شيعتِه: “يا عليُّ أحسِنوا جوارَ النِعَمِ فإنَّها وحشيَّةٌ، ما نأتْ عن قومٍ فعادتْ إليهم”
ومعنى قولِه (عليه السلام ): “أحسِنوا جوارَ النِعَمِ” هو أنَّ مَنْ حَظيَ بنعمةٍ من نِعمِ الله تعالى فهو مكلَّفٌ بالحمايةِ والرعايةِ لها والتحفُّظِ عليها، فذلك هو معنى أنْ يُحسنَ جوارَها. فأنْ أُحسنَ الجوارَ لأحدٍ هو أنْ أُحافظَ على ما ألتزمتُ به معه من جِوارِه وحياطتِه. فالإمامُ (عليه السلام ) يُشبِّه النعمةَ بالجارِ أو بالمستجيرِ الذي لجأَ واستجار بك يبتغي حمايتَك ويرجو أن تذودَ عنه، وترعاه، وتكفيَه شرورَ عدوِّه. فمفادُ كلامِ الإمام (عليه السلام ) هو إنَّ هذه النعمةَ التي منحَك اللهُ تعالى إياها هي بمثابةِ رجلٍ ضعيفٍ استجار عندك، فإنْ أحسنتَ جوارَه كنتَ قد أدَّيتَ حقَّاً هو عليك فتكون مستحقاً للجزاء، كذلك هي النعمة التي منحك اللهُ إيَّاها إنْ أحسنتَ جوارها، وذلك بحسن تدبيرها والرعاية لها عن الضياع فحينذاك تكون قد التزمت بحقٍّ هو عليك وتكون ثمرته هي أن لا يسلبك الله هذه النعمة بل قد يحبوك بمثلها وأضعافها وإن فرطت في حفظها وأسأت في تدبيرها عرضتها للزوال.

وأضاف الشيخ: بعد ذلك أفاد الإمام (عليه السلام ) أنَّ النِعمَ التي يمنحُها اللهُ تعالى لعبادِه وحشيَّةٌ. فما معنى وصفِ النِعمِ بالوحشيَّة؟ إنَّ توصيفَ الإمامِ (عليه السلام ) نِعمَ اللهِ تعالى بالوحشيَّة فيه تشبيهٌ لها بالطيورِ الوحشيَّةِ والبهائمِ الوحشيَّة في مقابل الطيور والبهائم الداجنةِ المعبَّر عنها بالأهليَّة. فالطيرُ الوحشي هو الذي ينفر من الإنسانِ إذا اقترب منه فهو لا يأمنُ الإنسان بطبعه بل يخشاه ويحذرُ منه، وكذلك هو الحيوانُ الوحشيُّ فإنَّه ينفرُ لمجرَّد اقترابِ الإنسانِ منه حذراً من وقوعِه في قبضتِه، والوحشيُّ من الحيواناتِ والطيورِ لو أتَّفقَ أنْ أمسكَه الإنسانُ فحبسَه فإنَّه إنْ شاء الاحتفاظَ به حتى لا ينفرَ وحتى لا يهرب فإنَّ عليه مراقبتَه، والإحكِامَ لحبسه، أمَّا إذا ما فرَّط في مراقبتِه ولم يُحسنْ حبسَه، فوجدَ هذا الحيوانُ أو هذا الطيرُ فرصةً ومهرباً فإنَّه ينفر ويهربُ ثم لا يعود. فالإنسانُ والطيرُ الوحشيُّ كلٌّ منهما يُراقبُ الآخر، فالإنسانُ يُراقبُ الطيرَ حتى لا يفرَّ منه، والطيرُ يُراقبُ الإنسانَ يبتغي غفلتَه لينفرَ منه.

وتابع الشيخ: فالإمامُ (عليه السلام ) أرادَ أن يقولَ بأنَّ العلاقةَ بين النِعمِ الإلهيَّةِ وبين الإنسانِ التي يَحظى بها أشبهُ شيءٍ بعلاقةِ الإنسانِ بالطيرِ الوحشيِّ الذي وقعَ في يدِه، إنْ أحسنَ تدبيرَ حبسِه تمكَّنَ من الإبقاءِ عليه في حوزتِه وتحت يدِه، وإنْ فرَّط وغفِل وتهاونَ ولم يكترثْ فإنَّ الطيرَ يُراقبُ غفلتَه، ويرصدُ أيَّ فرصةٍ سانحةٍ ليَفِرَّ منه، فإذا تمكَّن من الفرارِ لم يعُدْ إليه. “أحسنوا جِوارَ النِعمِ فإنَّها وحشيَّةٌ ما نأتْ -أي ما ذهبتْ وزُويتْ- عن قومٍ فعادتْ إليهم”. وهذا المعنى قد أفاده العديدُ من أئمةِ أهل البيت (عليهم السلام ) بصيغٍ مختلفة: يقول الإمامُ عليٌّ (عليه السلام ) فيما يُروى عنه: “احذروا نِفارَ النعم”وقوله (عليه السلام) “احذروا نفار النعم فما كلُّ شاردٍ مردود”.

ولفت الشيخ إلى أنه يُمكنُ اجمالُ ما أفادتْه الرواياتُ في مقامِ بيانِ ما يُحقِّقُ حُسنَ الجِوارِ للنِعمِ في أمورٍ منها:

الأمر الأول: دوامُ الشكرِ للنِعَم: وهو من أقوى مقتضياتِ بقاءِ النِعمِ وحمايتِها من الزوالِ، ويُؤيدُ ذلك ما وردَ عن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام)
ودوامَ الشكرِ يَتحقَّقُ بكثرةِ اللهجِ بشكرِ اللهِ تعالى على نحوٍ يكونُ منبعُه استحضارَ الشعورِ بالامتنانِ للهِ تعالى في القلب، أما اللهجُ بشكرِ اللهِ دونَ استشعارِ الامتنانِ لله تعالى لا يُصحِّحُ وصفَ فاعلِه بالشكورِ، لأنَّ الشكرَ من الذكرِ المقابِلِ للغفلةِ، والذكرُ والغفلةُ من شئونِ النفسِ، واللهجُ بالذكرِ في اللسانِ ما هو إلا مَظهرٌ لذكرِ القلبِ، فإذا كانَ القلبُ غافلاً فالذكرُ باللسانِ لا يُعدُّ ذكراً واقعاً، ولذلك قال اللهُ تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ فقد يُعدُّ المرءُ من الغافلينَ وإنْ كان لسانُه يَلهجُ بذكرِ اللهِ تعالى.) أنَّه قال: “أحسنُ الناسِ حالاً في النِعَمِ من استدامَ حاضرَها بالشكر”

الأمر الثاني: العدلُ والإحسانُ: كما وردَ عن الإمامِ الرضا (عليه السلام ) انَّه قال: “استعمالُ العدلِ والاحسانِ مؤذِنٌ بدوامِ النعمةِ”

ومعنى ذلك أنَّ من يُدير نعمَ اللهِ التي منحَه إيَّاها على أساسِ من العدلِ والإحسانِ فإنَّ اللهَ تعالى يُكافئُه بدوامِ تلك النِعَمِ عليه، أما إذا استطالَ بها على الضُعفاء كما لو كان له أُجَراءُ في معملِه أو مؤسستِه فلم يفِ لهم بحقوقِهم أو بخَسَهم أُجورَهم أو كان يقسو عليهم فيُدخلُ الأذى على قلوبِهم بإهانتِه لهم وتَحقيرِهم أو يُكلِّفُهم فوق ما يُطيقونَ أو فوق ما يستحقُّه عليهم، فمثله يكونُ ظالماً غاشماً ومَن كان كذلك فقدْ عرَّضَ نعمتَه للزوالِ.

الأمر الثالث: المقتضي لدوامِ النعمةِ هو الرُشدُ في تدبيرِها المعبَّرِ عنه بالاقتصادِ في المعيشةِ والإنفاقِ المقابلِ للتبذيرِ والإسرافِ، وقد أفادَ ذلك الإمامُ الكاظمُ (عليه السلام ) فيما رُوي عنه قال: “مَن اقتصدَ وقَنِعَ بقيتْ عليه النعمةُ، ومن بذَّر وأَسرفَ زالتْ عنه النعمةُ”.

الأمر الرابع :بسط اليد بالإنعام للناس وقضاء حوائجهم : عن أمير المؤمنين عليه السلام (مَن بسط يده بالانعام حصّن نعمتهُ من الانصرام) وعنه عليه السلام (نِعمُ الله على العبد مجلبة لحوائج الناس إليه، فمن قام لله فيها بما يجب عرضها للدوام والبقاء، ومن لم يقم فيها بما يجب عرضها للزوال والفناء .

الأمر الخامس :من موجبات دوام النعم هي المعرفة حيث ورد عن إمامنا الصادق عليه السلام انه قال:(لاتدوم النعم الا بعد ثلاث “الا بثلاث” : معرفة بما يلزم لله سبحانه فيها وأداء شكرها، والتعب فيها).

والخطبة الثانية الموحدة لصلاة الجمعة المباركة: أهداف البناء العائلي في النصوص الشرعية

وقال الشيخ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَلاَ بِحَوْلِهِ ودَنَا بِطَوْلِهِ، مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَةٍ، وَكَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَةٍ، أَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ، وَسَوَابِغِ ـ نِعَمِهِ وَأُؤمِنُ بهَ أَوَّلاً بَادِياً وَأَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً، وَأَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً( عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لاِنْفَاذِ أَمْرِهِ، وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ … فصلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين …
عِبَادَ اَللَّهِ .. أُوصِيكُمْ ونفسي بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ وَاحْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وَحَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي الصُّدُورِ خَفِيّاً وَنَفَثَ فِي الْآذَانِ نَجِيّاً فَأَضَلَّ وَأَرْدَى وَوَعَدَ فَمَنَّى وَزَيَّنَ سَيِّئَاتِ الْجَرَائِمِ وَهَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِينَتَهُ وَاسْتَغْلَقَ رَهِينَتَهُ أَنْكَرَ مَا زَيَّنَ وَاسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وَحَذَّرَ مَا أَمَّنَ.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ * إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ * إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) سورة يوسف23
من أهداف الأسرة:
هناك العديد من النصوص الشرعيّة التي تتحدّث عن أهداف البناء العائلي نوردها ضمن النقاط التالية:
1- العفّة والطهارة:
إنّ الزواج هو التلبية الطبيعيّة لغريزة جعلها الله تعالى في الإنسان، وهي التي يحصل التكاثر والحفاظ على النسل من خلالها، فمن خلال الزواج تشبع هذه الغريزة وتسكت ويضمن الإنسان عدم الإنزلاق خلف هذه الغريزة بشكل غير سليم، فالزواج هو الحافظ للعفّة والطهارة، وعن رسول(: “من أحبّ أن يَلقى الله طاهراً مطهّراً فليلقه بزوجة”2.
وتوجيه هذه الدعوة يبدأ من عمر الشباب، لأنّ الإنسان ربّما يضعف أمام طلب الغريزة وإلحاحها إن لم يلبِّها بشكل صحيح وسليم وشرعيّ.

فعن رسول الله(: “ما من شاب تزوّج في حداثة سنّه إلّا عجّ شيطانه. يا ويلاه يا ويلاه عَصَم منّي ثلثي دينه، فليتقِ الله العبدُ في الثلث الباقي”3.

2- تمتين الأخلاق:
إنّ ترك الزواج يتسبّب بالكثير من النزاعات النفسيّة داخل الإنسان، ممّا يفرز في نهاية الأمر الكثير من العقد والمشاكل النفسيّة التي تظهر على شكل سوء خُلق، لذلك كان الزواج حاسماً لمثل هذه الإضطرابات وسبباً في حسن الخلق وقد ورد عن النبيّ الأكرم(: “زوّجوا أياماكم فإنّ الله يُحسن لهم في أخلاقهم ويُوسع لهم في أرزاقهم ويزيدهم في مروّاتهم”4.
وهذا يتسبّب بالسكن المعنويّ الذي تحدّث عنه القرآن الكريم، يقول تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾5.

3-الأسرة خط الدفاع:
يعتبر الإسلام الأسرةَ خطّ الدّفاع الأول في المجتمع، كما أنّها اللّبنة الأساسيّة في بنائه؛ فالأسرة إذا ما صلحت بصلاح أفرادها فهذا يعني صلاح المجتمع الإسلامي، وصلاح المجتمع الإسلامي يعني نهوضه للقيام بواجباته ومسؤولياته الدّينيّة والإنسانيّة.
4- حاضنة المعاني الأخلاقية:
إنّ الأسرة في الإسلام هي حاضنة المعاني الأخلاقيّة والقيم النّبيلة فأي بناء اجتماعي رصين يراد له البقاء والاستمرار لابد ان يبدا من العائلة.
5-الأسرة السكن الروحي:
إنّ الأسرة في الإسلام توفّر السّكن والطّمأنينة النّفسيّة للفرد؛ فالإنسان لا يطمئن بالَه ولا تهدأ جوارحه إلا حينما يأوي إلى أسرته التي توفّر له السّكينة والطّمأنينة، فالأب تراه يعطف على أولاده ويحنّ عليهم، والأم كذلك تراها تقوم على رعاية شؤون أسرتها والعناية بأفرادها من جميع النّواحي حتّى تُوفّر الرّاحة لهم، وكذلك الأبناء تراهم يشعرون بتعب والديهم من أجلهم فيبادلون ذلك بمشاعر المحبّة والتّقدير والامتنان، كما يتعاونون مع والديهم في القيام بمهمّات الحياة ومسؤوليّاتها.

وأكمل الشيخ: الغرب وضرب المشروع الأسري:
أعداء الإسلام بعد طرح مشروعهم صدام الحضارات وأن الإسلام هو العدو الأخير في ساحة الصراع العالمي قاموا بمجموعة من الخطط لتدمير المشروع الإلهي عن طريق الحرب الناعمة بتذويب المنظومة القيمية المسؤولة عن صنع المجتمع الصالح وإبدالها بمنظومة القيم الجاهلية وأهم قلعة تعرضت لهذه الحرب الشرسة هي الأسرة حاضنة الأجيال.
وأهم هجمة تتعرض لها الأسرة، ويتعرض لها المجتمع الإسلامي هي نشر الفحشاء والإباحية والتحلل وهذا واحد من ركائز الحرب على الإسلام.

يقول فرانتس فانون في كتابه ثورة الجزائر: (( إن كلّ جلباب وحجاب يُخلع ويُلقى جانباً يفتح لنا أفقاً جديداً كان ممنوعاً علينا، ويرينا الجسد الجزائري الذي عاد عرياناً تماماً، وبعد رؤية كل الوجوه بلا حجاب، ستتضاعف آمال الهجمة الاستعمارية عشرة أضعاف، كلّ حجاب يلقى جانباً وكلّ وجه يكشف للناظرين العابثين الوقحين يعني أنّ الجزائر بدأت تتنكّر لوجودها، وأنها تنصّلت عن قيمها، وتقبّلت هتك الغاصبين لناموسها )).
وأشار إلى ذلك الدكتور غوستاف لوبون العالم الفرنسي الشهير حول هزيمة المسلمين في الأندلس، قائلاً: (( حكم المسلمون في إسبانيا حوالي 800 عام، فكانت طوال هذه الفترة مهداً للعلم والمدنية، إلى أن قام الأعداء بنشر الفساد وترويج المشروبات الكحولية وإشاعة الإباحية، وعندها انتصروا على الدولة الإسلامية، وأجبروا المسلمين ـ بالقوة ـ على اعتناق الدين المسيحي، ثم أقاموا محاكم تفتيش العقائد، وأمروا بحرق معتنقي الدين المسيحي الجدد بحجّة أنهم لم يعتنقوا الدين المسيحي حقيقةً، وأجبروا الباقين على الهجرة من تلك البلاد )).

وأردف الشيخ بالقول إن الخيانة الزوجية وأسبابها:
من أخطر المواضيع وأسوء الحالات الإجتماعية هي الخيانة الزوجية، وأقصد بها إقامة علاقة غير شرعية خارج الإطار العائلي التي هي القناة التي وضعها المشرع الحكيم، وهذا يتطلب موقف بيان أسباب هذا الإنحراف الذي يقوض الكيان العائلي المقدس ولاينصرف كلامي إلى تعدد الزوجات الذي يحاول الترويج له على أساس أنه خيانة زوجية، بل هذه واحدة من الحلول الشرعية لصيانة المجتمع الإسلامي.
1- الحرب الناعمة التي يقوم بها المشروع الغربي الإستكباري بعد فشل الحرب الصلبة، ومن أهم مصادرها الإعلام، فقام الغرب بمواجهة المنظومة الأخلاقية والإجتماعية ومحاولة تبديلها بالتلفزيون والسينما والمسرح فصدروا لنا (العشق الممنوع) وغيرها من الأفلام والمسلسلات التي تروج لهذا الفساد وتؤطره بإطار المرأة المظلومة.
2- إغفال مسألة إختيار الزوجة أو الزوج الصالح فوق الموازين الشرعية التي وضعها الله تبارك وتعالى، حيث يقول النبي(: (من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). (وسائل الشيعة:ج20/ص77)
عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: كنا عند النبي(فقال: (إن خير نسائكم الولود الودود العفيفة العزيزة في أهلها الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها الحصان على غيره، التي تسمع قوله وتطيع أمره، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها).

3- إغفال مسألة إصلاح العائلة وتهذيبها وتربيتها لأنها من الوظائف الجديدة التي تطرأ على المكلف بعد التلبس بعنوان الزوج ورب العائلة وهي مخالفة صريحة للأمر القرآني بوقاية النفس والعائلة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) . التحريم:6
4- إنتهاك حرمة الآخرين والإعتداء على أعراضهم وممارسة الزنا والعياذ بالله تعالى، فقد ورد في الحديث: (الزنا دَين يُسترد ولو بعد سبعين ظهراً).

ووفقا للشيخ فإن: العلاج: قواعد منهج الإستعفاف:

• القاعدة الأولى: (التربية الروحية)، تُـنمّى بـِ: (الصيام – التربية على العقيدة الإسلامية – الإكثار من ذكر الله – اِستدامة المواظبة على النوافل – التردد على المقابر وشهود الجنائز).
• القاعدة الثانية: (التربية الأخلاقية)، فالعفة تتولد من عدة أخلاق هي: (الصبر – الخوف من العاقبة – الطمع بثواب الكفّ – حب الحق وكره الظلم – الحياء – علو الهمة والترفع عن الرذائل).
• القاعدة الثالثة: (التربية الفكرية)، من ثمراتها: (غرس المفاهيم والموازين الشرعية ذات العلاقة بالإستعفاف – العلم بالأحكام الشرعية المتعلقة بالجانب الأخلاقي في المجتمع المسلم – التعرف على بواعث وأسباب الإنحراف الخُلقي وآثار ذلك الإنحراف على الفرد والمجتمع – التعرف على وسائل الإصلاح الذاتي والإجتماعي ومنهج التربية الإسلامية ووسائل الإستعفاف – إدراك دَور المفسدين وأعداء الإسلام في إفساد المجتمع المسلم ومعرفة مكائدهم وخططهم في هذا المجال).

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى