بإمامة حسين مندلاوي…ملخص خطبة صلاة الجمعة في خانقين
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد وحسينية الامام الحسن المجتبى (ع ) في خانقين بمنطقة علي مراد بإمامة سماحة الشيخ حسين المندلاوي وحضور جمع مبارك من المؤمنين.
وأفاد مراسل “النعيم نيوز”، أن الشيخ المندلاوي تحدث في خطبته عن فاجعة ذكرى هدم قبور أئمة البقيع، حيث قال “قبل حوالي عشرة أيام, وفي هذا الشهر القمري بالذات. وفي اليوم الثامن منه بالضبط، قام الوهابيون السعوديون قبل حوالي سبعين عاماً بهدم القبور والمباني التي كانت موجودة في مقبرة المدينة المنورة يومئذ والمسماة بقيع الغرقد أو البقيع كما نسميه اليوم فأصبح هذا الهدم والإجرام مصدر آسى وحزن للمسلمين عامة وللشيعة خاصة. بقيع الغرقد ويقال له أيضاً البقيع فقط هو مقبرة المدينة – يعني المدينة المنورة – وهذا الاسم يعني الغرقد أو بقيع الغرقد يدل على أنها أرض كانت في الأصل مغطاة بنوع من شجر التوت مرتفع. وكان هذا الموضوع وما يزال في أقصاها – أي في أقصى المدينة في ذلك الحين طبعاً قبل التوسع العمراني – في أقصاها من الناحية الجنوبية الشرقية خارج سورها الحديد، الذي ينفتح فيه باب يعرف بباب البقيع ويؤدي الى المقبرة – التي هي البقيع نفسه –وأول من دُفن بالبقيع هو الزاهد عثمان بن مظعون صاحب النبي (ص )، ودفن به أيضاً بنات النبي وولده الصغير إبراهيم وزوجاته – هذا يدل على مدى الأهمية للبقيع طبعاً. الأهمية الإسلامية على كل المذاهب، فأين هذه القبور الآن وكلها أصبحت شوارع وبيوت وعمارات وأنتهى الحال. وبمرور الزمن أصبح مما يُشرّف المرء أن يرقد رقدته الأخيرة في هذه البقعة بين آل محمد والائمة والأولياء , وأقام أحفاد أكابر من دفن في هذه المقبرة شواهد وقِباباً على قبور ذويهم مثل قبة ضريح ( الحسن بن علي ) التي يقول عنها أحد المؤرخين أنها بلغت من الارتفاع مبلغاً عظيماً – وكل هذا حديث دائرة المعارف الإسلامية ﴾”.
وحول هدم الوهابيون قبور البقيع الغرقد أجاب الشيخ “يعتقد الوهابيون على خلاف جمهور المسلمين أن زيارة وتعظيم قبور الأنبياء وأئمة أهل البيت عبادة لأصحاب هذه القبور وشرك بالله يستحق معظمها القتل وإهدار الدم!.
ولم يتحفظ الوهابيون في تبيان آرائهم. بل شرعوا بتطبيقها على الجمهور الأعظم من المسلمين بقوة الحديد والنار.. فكانت المجازر التي لم تسلم منها بقعة في العالم الإسلامي طالتها أيديهم، من العراق والشام وحتى البحر العربي جنوبا والأحمر والخليج غربا وشرقا. ولقد انصب الحقد الوهابي في كل مكان سيطروا عليه، على هدم قبور الصحابة وخيرة التابعين وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) الذين طهرهم الله من الرجس تطهيرا. وكانت المدينتان المقدستان (مكة والمدينة) ولكثرة ما بهما من آثار دينية، من أكثر المدن تعرضا لهذه المحنة العصيبة، التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد. وكان من ذلك هدم البقيع الغرقد بما فيه من قباب طاهرة لذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته وخيرة أصحابه وزوجاته وكبار شخصيات المسلمين”.
وتابع بالقول “نذكر هنا عدة نقاط مهمة:
النقطة الأولى :أن الوهابيين هدموا قبوراً مسلمةُ الصحة والقدسية عند المسلمين جميعاُ بمختلف مذاهبهم بل أدى ذلك الآن الى نسيان مواضعها والأعراض عنها تماماً بحيث بنيت فوقها العمارات والبيوت ورصفت الشوارع وانتهى الحال فمن يرضى من المسلمين بهذه النتيجة لذرية النبي ص أولاده الصلبيين وبناته أو البنات المنسوبة اليه ولزوجاته والمعنونين من الصحابة ومن الواضح أن الوهابية جاءت أصلاً مضادة لكل مذاهب الإسلام بكل تأكيد وأنما ميلها ظاهرأ الى المذهب السني بأعتبار أيمانهم بالخلافة الأولى والا فاختلافاتهم مع الاتجاه السلفي التقليدي لدى أخواننا أهل السنة واضح يكفي أن نلتفت الى ان الوهابيين لا يتبعون أي مذهب من مذاهب الجماعة – أعني المذاهب الأربعة – وأنما يعتبرون أنفسهم مذهباً مستقلاً وهو مما لا ترضى المذاهب الأربعة كما هو واضح سبحان الله ( نحن لا نكون جهله )
النقطة الثانية: يبدو من المصادر التي قراءنا بعضها ألان ان للوهابيين ( لاحظوا) عدة حملات في تهديم قبور مقبرة بقيع الغرقد وليس هذه الحملة المعروفة التي شارك فيها عبد العزيز بن سعود –مؤسس الدولة السعودية الحالية والتي أمر مفتيهم في ذلك الحين أبن بليهد ليست هي الحملة الوحيدة وانما هي الحملة الأخيرة – ليست هي الحملة الوحيد كما هي معروف عند المتشرعة ألان وان كانت أشهرها وأشدها تأثيرا في هدم القبور، والظاهر أنها إنما اكتسبت هذه الأهمية ( أعني التطرف في الجريمة ) لانها هي التي هدمت قبة أهل البيت التي كانت مُقامة على قبور المعصومين سلام الله عليهم والتي سمعنا ذكرها في ( مرآة الحرمين ) وتوجد لها صورة في هذا الكتاب وغيره , ومعنى ذلك أنها بقيت محفوظة من التهديمات السابقة
(لم يتجرأ أحد على هدمها الا هذا التهديم الأخير الذي حصل قبل حوالي سبعين سنة ) , ولم يجرءوا على تهديمها الا في الحملة الأخيرة المذكورة , بحيث زامنت التصوير الفوتوغرافي , وحصلت لها عدة تصاوير , ولو كانت مهدومة قبل ذلك لما حصل ذلك , كما هو واضح , وحسب المنقول أن الحملة حصلت في 8 شوال سنة 1344هـالموافق سنة 1923 م أي قبل حوالي 77 سنة ”
وأوضح “يمثل هذا التاريخ حين الُقيت هذه الخطبة قبل استشهاد السيد ب “15 يوماً فقط ”
النقطة الثالثة : أن المنطقة التي بقيت معروفة الى ألان من البقيع و هو المقدار الذي نراه بالصورة المعروفة التي تباع في الأسواق, والتي فيها قبور الأئمة المعصومين الأربعة المدفونين هناك , وقبر العباس بن عبد المطلب ,وقد استمرت محفوظة ومعروفة بفضل الله القادر القاهر جل جلاله , ومن ذلك نعرف إننا نستطيع بالدقة معرفة محل قبة أهل البيت المهدومة , فانها كانت على هذه القبور أنفسها و مع وجود ما سمعناه في داخلها من الأضرحة والزينة والزخارف التي سُرقت كلها من القائمين بالهدم كما هو واضح ,وبطبيعة الحال فأن كل الشيعة بما فيهم شيعة العراق , وأيران , ولبنان , وباكستان , وغيرهم , مستعدون لاعادة البناء على القبور المهدومة , وهي أمنية كانت , ولا تزال , وستبقى حتى يقضي الله ما هو قاض, كل ما في الأمر كل ما في الأمر يتوقف على موافقة الحكومة السعودية ,ومتى ما وافقت سيبدأ هذا البناء فوراً و وليت شعري فأنه ليس هناك ( لاحظوا ) أي ضرر سياسياً , ولا اجتماعيا , ولا دينياً على الحكومة السعودية , بل فيها نفع لها , لانها ستكسب حسن الظن بهل من قبل المسلمين جميعاً , فلماذا ترفض الحكومة السعودية ذلك ؟”.
وأضاف “ومن المعلوم أن القبور المشيدة موجودة في السعودية , ولم تقم بهدمها بفضل الله سبحانه وتعالى , وعلى رأس هذه القائمة مرقد النبي ص , والشيخين , ومرقد عثمان , وقبر حمزة سيد الشهداء , وغيرها ,فهَّ كان هذا واحداً منها –أما أن يهدموه كله أو يبقوه كله –لماذا هدموا هذا وابقوا هذا ؟اذا كان غير جائز شرعاً في نظرهم ,فهذا ينبغي أيضاً أن يهدم , ولا يقل أهمية بالتأكيد عن كل ذلك – أي قبور البقيع – وعلى أي حال فهذا خطاب جديد , وصيحة مكررة للحكومة السعودية بالسماح بإقامة قبة أهل البيت عليهم السلام ” صادرة من الحوزة الشريفة في النجف الأشرف “.
وأكمل ان “النقطة الثالثة :نُشر مؤخراً في أحدى المطبوعات الدورية , نص الرسالة المرسلة من شيعة المدينة المنورة بالتبليغ بحصول المصيبة الكبرى بهدم قبور المعصومين سلام الله عليهم , تقول الرسالة ﴿ من المدينة المنورة الى حجج الإسلام السيد حسن الصدر وغيره , عظم الله أجوركم في مصيبة رسول الله ص وأهل بيته . الوهابيون خربوا القبور الشريفة ثم صدر الأمر بهدم وتخريب المراقد الشريفة , فشرع الجند أولا بنهب جميع ما تحتويه تلك البنايات المقدسة في البقيع من الفرش والستائر والمعلقات والسرج وغير ذلك , وبدأوا يخربون تلك المشاهد المقدسة , وفرضوا على بنائي المدينة الاشتراك في التخريب والتهديم – طبعاً يعني جبراً واكراهاً – والمطلوب الان أن يقف على خبر هذه الفاجعة جميع المؤمنين الذين يأملون بواسطة هؤلاء الأئمة الطاهرين – المهدومة قبورهم – يأملون الشفاعة والزلفى من الله تعالى , ليتدارك ما وقع , اليوم الثامن من شهر شوال وقع التخريب والهدم في القبة المقدسة في البقيع ,ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ( ولا زلنا في الرسالة طبعاً ) يلزم عليكم أن تبادروا الى أخبار علماء العراق جميعاً بهذه الحادثة الفجيعة , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ﴾ . قال وقد أُرسلت رسائل كثيرة من قبل علماء المدينة المنورة ومكة المكرمة الى علماء النجف والكاظمية وبغداد بهذا الأمر , وبعد وصول الخبر الى بغداد , فقد أبرق علماء بغداد أيضاً الى البلاد الإسلامية برقيات قريبة المضامين مما ذُكر , لاستنهاض همم المسلمين وتنبيه الغافلين.
النقطة الرابعة :ينبغي أن لا ننسى أن للزهراء ( سلام الله عليها ) علاقتين مرويتين بالبقيع , كليهما ذهبا بهذا التهديم الظالم , وحصل نسيان الموضع , وعدم إمكان التعرف على المكان بالدقة :
أحدهما :مدفنها فأن البقيع أحد المحتملات لوجود قبرها الشريف ( عليها السلام ) وقد سمعنا من المصادر السابقة أنه كانت توجد بقعة في البقيع بعنوان كونه قبر الزهراء ( عليها الصلاة والسلام ) كما كانت توجد لسائر أولاد النبي ص وبناته مثل ذلك , وقد أندرس كل ذلك بهذا الهدم الظالم على أية حال .
ثانيهما : بيت الأحزان , أو قبة المبكى ,قد كان موجودا في البقيع – كما سمعنا من المصادر – وشمله التهديم الظالم , وهذا مروي في مصادرنا بكل تأكيد , وذلك ( لاحظوا في بالكم ) ما مضمونه أن الجماعة حين شكوا كثرة بكاء فاطمة في بيتها ( كانوا يأتون يشكون الى أمير المؤمنين ع ) وان بكائها يمنعهم من الراحة ليلاً ونهاراً , قالوا أما أن تبكي في الليل أو النهار , فلما كانت على ذلك شكوا منها أيضاً ,فبنى لها زوجها أمير المؤمنين بيتاً في خارج المدينة , أو في البقيع , لأجل أن تخرج وتبكي فيه , وسماه بيت الحزن , أو بيت الأحزان , ثم أن الأجيال المتأخرة عن ذلك العصر ,قد بنوا علية قبة سميت بقبة المبكى ,وزال كل ذلك بهذا التهديم الظالم”.
وختم الشيخ المندلاوي قوله “ومن كل ذلك نعرف ما قلناه أن اليوم الثامن من شوال يوم ذكرى تهديم القبور يوازي في الأهمية يوم وفاة احد المعصومين سلام الله عليهم ,وهذا الشعر يقول يوازي يوم عاشوراء (كأنك من شهر المحرم عاشرُ )”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز