اخبار اسلامية
أخر الأخبار

’بعنوان النفر في سبيل الله’.. إقامة صلاة الجمعة بإمامة الشيخ العقيلي في جامع الجوادين (ع)

أقيمت صلاة الجمعة بإمامة سماحة الشيخ مظفر العقيلي (النفر في سبيل الله) في جامع الجوادين (عليهما السلام)، المصادف ٢٠٢١/١٠/١, في حي الإسكان مركز المحافظة.

 

وذكر مراسل “النعيم نيوز” أن “السيد العقيلي تطرق في الخطبة الأولى مستشهدا بأية الكريمة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) فمعنى الآية المشهورة هو: (أيها الذين امنوا ما لكم إذا قال لكم النبي (ص) لم يصرح باسمه صوناً وتعظيماً- اخرجوا الى الجهاد أبطأتم كأنكم لا تريدون الخروج اقنعتم بالحياة الدنيا راضين بها من الاخرة، فما متاع الحياة الدنيا بالنسبة الى الحياة الاخرة الا قليل وفي الآية وما يتلوها عتاب شديد للمؤمنين وتهديد عنيف، وهي تقبل الانطباق على غزوة تبوك كما ورد ذلك في أسباب النزول) لا يقتصر فهم هذه الآيات على الفهم المشهوري, أي انها تنطبق على الاستنهاض للقتال بالمعنى المتعارف بل يمكن فمهما بمنعى أوسع طبقاً لقاعدة الجري في القران الكريم فالنفر والاستنفار له استعمالات كثيرة وان كان اصله مأخوذ من مفارقة الشى ( النفر : بفتح فسكون الأسرع والانطلاق بقوة ومنه : نفر القوم الى الثغر نفراً ونفيراً ومنه النفير العام).

(والاستنفار: الاستنجاد والاستنصار)4 فالاستنفار طلب النصرة لاي خطيب يحتاج العمل الجماعي، ومنه ما أقرته الآية الكريمة ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ فالاستنفار في الآية لطلب التفقه في الدين ليحذروا قومهم، ويمنعوهم من الوقوع في المخالفات الشرعية، وطلب القيادة الدينية الاستنفار من الامة وعدم الاستجابة على كل المستويات.

وأضاف العقيلي من أمثلة النتائج الوخيمة ما ترتب على تقاعس الامة وعدم الاستجابة لاستنفار امير المؤمنين (عليه السلام) حینما أراد مواجهة معاوية، جاء في خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) :أ ( الا واني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهاراً وسراً وإعلاناً ، وقلت لكم اغزوهم قبل ان يغزوكم, فو الله ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا, فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت الغارات عليكم وملكت عليكم الأوطان..فيا عجباً! والله يميت القلب ويجلب الهم اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم, فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يرمى يغار عليكم ولا تغيرون وتغزون ولا تغزون ويعصى الله وترضون فاذا امرتكم بالسير اليهم في أيام الحر قلتم هذه حمارة القيظ امهلنا يسبخ عنا الحر واذا امرتكم بالسير اليهم في الشتاء قلتم هذه صبارة القر امهلنا ينسلخ عنا البرد, كل هذا فراراً من الحر والقر، فاذا كنتم من الحر والقر تفرون فاذا انتم والله من السيف افر)1

ولم يخبل امير المؤمنين (عليه السلام) عليهم بالنصح بل إنه اعطاهم صورة ما سيكون عليه مستقبلهم نتيجة تقاعسهم فقال : (أم والله لئن ظهروا عليكم لتجدنهم أرباب سوء من بعدي لكم، لكأني أنظر إليكم وقد تشكون كشيش 2 الضباب 3 لا تأخذون حقاً ولا تمنعون لله حرمة، وكأني أنظر إليهم يقتلون صالحيكم، ويخيفون قراءكم, ويحرمونكم ويحجبونكم, ویدنون الناس دونكم, فلو قد رأيتم الحرمان والاثرة، ووقع السيف ونزول الخوف, لقد ندمتم وخسرتم على تفريطكم في جهادهم، وتذاكرتم ما أنتم فيه الیوم من الخفض4 والعافية، حین لا ينفعكم التذكار)5.

وتابع العقيلي تعيش الامة اليوم منعطفاً مهماً، مشابه لما عاشته الامة سابقاً، لكن من المؤسف أنها لم تتمكن من التشخيص الصحيح على الرغم من التحذيرات التي وجهتها القيادة الدینیة الواعية، فالعراق مقبل على الانتخابات وفهي معركة حقيقة بين قوى الشر والظالم التى لا تريد الخير للعراق، فهى تسعى لتفتیىت كل القيم الإنسانية والعقائدية وإحلال الفساد الاخلاقي والاجتماعي والاقتصادي، وقتل المجتمع المؤمن بفرض القوانین المعدة لهذا الغرض، وبین جهة الحق المدافعة عن القیم السامية لهذا المجتمع الذي توالت عليه تربية الصالحين والأخيار منذ قدیم الزمان..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى