مقالات

تقلّبات امريكية حادّة ازاء العراق!

كتب رائد عمر: فوجئ الرأي العام العراقي والعربي ” يوم امس الأربعاء ” بموقفٍ امريكيٍ جديد ولم يكن متوقعاً ايضاً من الأوساط الرسمية العراقية.

 

عبرَ تصريحٍ ادلت به كبيرة الدبلوماسيين في شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية السيدة ” باربرا ليف ” مستخدمةً فيه بعض المفردات المزدوجة المعنى. والمتضادّة ايضاً.

حيث نقلتْ ” ميدل ايست نيوز بالعربي ” عنواناً رئيسياً يختزل حديثها  واشنطن تحذّر بغداد من تداعيات خلافاتها النفطية مع اربيل حيثُ وردَ في التفاصيل ما نَصّه، حثّت الولايات المتحدة بغداد على عدم تنفيذ حكم قضائي يرغم ويلزم اقليم كردستان شبه المستقل على تسليم النفط المستخرج من اراضيه الى الحكومة المركزية , محذّرةً من انّ ذلك قد يؤدي الى تفاقم ازمة اقتصادية في العراق. واضافت باربرا ليف ” أمام الصحفيين ” انّ واشنطن قلقة للغاية من انّ التسرّع في تنفيذ هذا الحكم القضائي قد يخاطر بإخراج الشركات الامريكية من العراق وشركات اخرى خارج العراق. وانّ ذلك ايضا سيكون تصويتاً مروّعاً على عدم الثقة في بيئة الاعمال في العراق. ويمكن ان تترتب عنه تداعيات اقتصادية اوسع نطاقا يتجاوز المنطقة الكردية في العراق.

يشار بهذا الصدد أنّ المحكمة الأتحادية في العراق قضت بأنّ قانون النفط والغاز لحكومة الأقليم غير دستوري وطالبت سلطات كردستان بتسليم منتجاتها الخام الى وزارة النفط العراقية. كما تضمّنَ قرار المحكمة الأتحادية بأنَّ : جميع عود النفط في الأقليم باطلة بما في ذلك اتفاقيات الإستكشاف والإستخراج والتصدير والمبيعات.

الى ذلك وبما اكثر من ذلك وبتمادٍ اكثر .! فقد < طالبت هذه المسؤولة الأمريكية من القادة في اربيل وبغداد الدخول في مفاوضات مع طرفٍ ثالث او مكانٍ آخرٍ من هذا القبيل ! للتوسط في النزاع , وانّ ذلك يمكن ان يحدث بالتزامن مع محادثات تشكيل الحكومة الجديدة.

بتجاوزٍ حتى على الحدّ الأدنى من اعتبارات البروتوكول الدبلوماسية. وعلى المكشوف , الأمريكان يتدخّلون بشكلٍ مفصّل في الشأن الداخلي العراقي , ويتمادون اكثر بالتدخّل في القضاء العراقي.وينحازون بشكلٍ فاضح الى الحزب الديمقراطي الكردستاني فقط والذي يحكم كلّ الشعب الكردي في العراق على حساب الحكومة العراقية وسلطتها الدستورية.

ثمّ وبموازاة ذلك فيتكشّف أنّ المسألة ستتسبب لخسارةٍ مالية لشركاتٍ امريكية. وعلى العراق ان يضحّي بأستقلاله واقتصاده فداءً لعيون تلك الشركات , كما أنّ الأنكى من الأنكى وبشكلٍ مفضوحٍ ومُخزٍ ومُعيب أنّ الإدارة الأمريكية تبتغي تدويل الأزمة النفطية بين الأقليم والحكومة الأتحادية ” أيّاً كانت ” في الدخول مع طرفٍ ثالثٍ ” ولابدّ ان يغدو موالياً لواشنطن وتل ابيب ” , والأكثر سخريةٍ في هذه الدراما – الكوميدية أنّ الأمريكان يريدون اجراء المفاوضات المُدوّلة ! مع القادة الأكراد , اثناء وخلال وبالتزامن مع تعقيدات تشكيلِ تشكيلة الحكومة الجديدة مع ما يصاحبها من حلّ او عدم حل البرلمان وما بين ذلك. وكأنّ الأمريكان فقدوا صوابهم الدبلوماسي.جراء تطورات التعاون والتنسيق بين موسكو وكوريا الشمالية والصين , وعلاقة ذلك بمضاعفات المعارك بين روسيا واوكرونيا وما تتعرّض له آنيّاً من اعراض التورّم العسكري – السياسي وما قد يفرزه ذلك في الأيام المقبلة .!

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى