مقالات

خليجي خليجك

كتب / عبد الهادي مهودر … ليس في ذاكرتنا الرياضية من أيام الطفولة والصبا أجمل من مباريات كأس الخليج فقد كانت أهم بطولة وأكثرها جماهيريةً وتنافساً بين منتخبي العراق والكويت على وجه الخصوص قبل أن يتطور مستوى بقية المنتخبات الخليجية.

 

وتأخذ مباراتنا مع الكويت طابعاً حماسياً يلهبه صوت المعلق مؤيد البدري على الضفة العراقية وصوت خالد الحربان على الضفة الكويتية وأداء جيل اللاعبين الكبار علي كاظم وفلاح حسن وهادي احمد وعادل خضير وعلي حسين واحمد صبحي ومهدي عبدالصاحب وحسن فرحان وناظم شاكر وعدنان درجال وحسين سعيد وبقية النجوم الذين ملؤوا سماء الكرة العراقية والخليجية متعةً وبهجة.

وفي البطولة الخامسة التي استضافتها بغداد عام 1979 فاز منتخبنا الوطني بجميع مبارياته بمافيها الفوز على المنتخب الكويتي وحمَل كأس البطولة ، وكانت بطولة عراقية خالصة بالتمام والكمال إبتداءً من الإستضافة الى هدافها حسين سعيد الذي سجل عشرة اهداف وأسرع هدف عراقي على المنتخب القطري ، ثم الى جائزة أفضل لاعب لفلاح حسن وأفضل حارس مرمى لرعد حمودي الذي لم يدخل مرماه غير هدف واحد فقط في المباراة النهائية، الى المدرب العراقي الراحل عمو بابا الذي قاد العراق الى حمل ثلاثة القاب خليجية ( 79-84-88) ، وانتهاءً بسعدون جابر الذي اشتهرت اغنيته ( يبو رجل الذهب يفنان العرب ..العب وحاول ولحسين ناول ومية هلا بيك..).

لكن المصائب لاتأتي فرادى وللمرة الأولى يتم حرمان العراق من المشاركة في البطولة بعد غزو الكويت عام 1990 ولم يعد اليها إلا عام 2004، كما تم حرمان العراق من تنظيم خليجي 23 وسحبت منه بسبب الحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم ، ثم طالب العراق بحقه في استضافة خليجي24 لكنها ذهبت الى قطر ، وأخيراً تحققت للعراق فرصة تنظيم البطولة على أرض البصرة في خليجي 25.

هذه المدينة التي كانت أرضها مسرحاً للعمليات العسكرية وعدم الاستقرار نحو نصف قرن وذاقت مرارة الحروب وجميع انواع الأسلحة الفتاكة بما فيها اليورانيوم ، حتى نجحت فرق عراقية متخصصة بتخليص المدينة منه بعد معاناة ووفيات وتلوّث لم تنله أية مدينة عراقية أخرى ، ومصدر سعادتنا بهذه النسخة العراقية لكونها تقام في البصرة المعذّبة التي تحملت صنوف العذاب وأقسى ثلاثة حروب في العصر الحديث.

على أمل أن ينالها المزيد من الإعمار والاهتمام والتزيين وهي تستضيف هذا العرس الرياضي الكبير بعد أيام من نجاح دولة قطر بتنظيم نهائيات كأس العالم ، وهي البطولة التي دعمها العراقيون بكل قوة وكأنها تقام في بغداد وليست في الدوحة مثلما احتفلوا بفوز الارجنتيين وكأنهم في (بوينس آيرس) وقد آن للبصرة أن تأخذ إستراحة محارب وتنال شرف تمثيل العراقيين ومحافظاتهم ، والجميع مدعوون لإعطاء البصرة ( عطوة ) وإيقاف جميع ( الدگات ) الى إشعار آخر لأن البطولة ستسجل بإسم العراق وخليجي هو خليجك.

 

لك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى