أخبارمقالات
أخر الأخبار

رجال الله والشهادة في سبيله

كتب الشيخ عباس الناصري:

قال تعالى:{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [ الأحزاب: 23].

في كلِّ زمان ومكان يبرز رجال إلهيّون، يُشعُّون بأنوارهم على مجتمعاتهم ومحبّيهم، وينيرون لهم درب الهداية والعزّة والكرامة، ويكونون بَلسماً لجراحهم المادّية والمعنويّة عند الشدائد والملمّات.

رجال امتلأوا بحبِّ الله وكرَّسوا حياتهم في البحث عن ما يُقرِّب من وجهه الكريم، فأفاض الله عليهم من أنوار بهائه وجليل عطائه، الحكمةَ والنورَ والبطولةَ والشّجاعةَ، وميَّزهم عن غيرهم بالصفاء والنَّقاء، ليؤهِّلهم بذلك ليكونوا أولياءه في النّاس وممثّلوه تعالى في الأرض.

واحدٌ من هؤلاء الرِّجال سماحة حجّة الإسلام والمسلمين، الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، الذي بذل كلَّ وجوده المبارك في سبيل الله والأُمَّة، شهد له بذلك كلُّ الشُّرفاء الذين عرفوه عن قرب وعاشروه وخَبروا صفاته وطباعه.

لقد لاحظنا فقيدنا الشَّهيد وتابعنا تاريخه الجهاديّ فوجدناه -طيّب الله ثراه- لم يدَّخر جهداً طيلة الثلاثين عقداً، التي قضاها في الجهاد والمقاومة، ولم يتوانى أو يتراخى أو يتكاسل عن القيام بواجبه المقدَّس، في كلِّ لحظة من لحظات عمره المبارك.

هكذا هم رجالُ الله، وكأنَّهم خُلِقوا لله، يُفنون حياتهم في سبيله تعالى، فيجزيهم بذلك الخلد في الجنان والدرجات العظام، ولا يرضى لهم بثواب دون الشَّهادة في سبيله.

أيُّها الإخوة والأخوات إننا في هذا الظرف الصعب وفي هذا المصاب الجلل العظيم المؤلم على قلوب المؤمنين المخلصين، إذ نُعزّي مولانا صاحب الزمان المهديّ المنتظر (عليه السلام) ومراجعنا الكرام والمؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، نوصي الجميع بالدعاء له لينال رفيع المقامات، مع قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة.

ولْيطمئن الجميع بأن هذه الشهادة وما سبقها من أحداث تكشفُ لنا عن قرب الفرج الإلهي بظهور إمامنا الحجّة، فهذا هو زمان الظلم والتعدّي والطغيان ينتشر في ربوع الأرض من دون نكير أو استهجان، كما ونؤكد على ضرورة حسن الظّن بالله تعالى، فإنه تعالى لن يترك عباده وحدهم في كلَّ ظرف وحين، لا سيما في ميادين التحدّي والمواجهة، إلى أن يأذن بالفرج والظهور لوليِّه الأعظم الحجّة بن الحسن.

وأخيراً نودِّع شهيدنا المجاهد البطل ونقول له سلام عليك أبا هادي يوم ولِدت ويوم جاهدت في سبيل الله ويوم استُشهدت ويوم تُبعثُ حيّاً، ولا حول ولاقوّة إلا بالله العليِّ العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى