كتب محمد جواد الميالي.. في خضمّ معركة الحقّ والباطل، وفي زمنٍ تسوده الفتن والمحن، يقف أتباع أهل البيت شامخين، يحملون راية الحقّ، ويسيرون على نهج الأئمة المعصومين عليهم وآلهم أفضل الصلوات، فهم أصحاب القضية، حماة المظلومين، والمدافعين عن المقدسات.
لقد آمن الشيعة بأن الشهادة هي الوسام الأسمى الذي يزين صدور الأبرار، وهي نهاية المطاف للمؤمنين الاحرار، فمنذ أن قدم الإمام الحسين عليه وآله أفضل الصلوات، روحه فداءً لدينه، أصبح الشهداء سلسلة متصلة، كل حلقة فيها تستلهم نورها من التي قبلها، فإيمان الشيعة بالشهادة، هو ما يدفعهم للتضحية بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله، ويجعلهم أشداء على أعدائهم رحماء بينهم.
لقد أثبت التاريخ أن الشيعة هم أصحاب المقاومة الأصيلة ضد الظلم والطغيان، ومن وقفوا في وجه الطغيان والاستكبار، وهم الذين حرروا بلادهم من الاحتلال.. ففي لبنان قدم السيد عباس الموسوي نموذجاً يحتذى به في القيادة والجهاد، ثم جاء الشهيد الكبير السيد حسن ليواصل المسيرة، وحقق انتصارات تاريخية على العدو الصهيوني.. وفي العراق كان شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم نموذجاً آخر للقيادة الحكيمة، حتى نال الشهادة في حرم جده أمير المؤمنين، وهو ينطق كلمة الحق ضد الطغيان وفكره المنحرف.
إن استمرار هذه المسيرة المباركة، دليل على عمق الإيمان لدى الشيعة، وعلى قوة ارتباطهم بأئمتهم المعصومين، فالشهادة عندهم ليست مجرد نهاية، بل هي بداية حياة جديدة في جواره تعالى.
ما زال الشيعة إلى يومنا هذا يرددون ما نادى به شهيد المحراب “هيهات من الذلة”، تأكيدا لموقف سيدهم الحسين عليه وأله أفضل الصلوات.. وهو شعار يعبر عن عزيمتهم على المقاومة والتحدي، فهم لا يقبلون الذل ولا الخنوع، ولا يستسلمون للظالمين.. فهم يرون الجهاد واجبا دينياً ووطنياً، والسبيل الوحيد لتحرير الأراضي المحتلة، وإعادة الحقوق للمظلومين.
وما عوائل الشهداء إلا خير مثال على التضحية والفداء، فهم الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل الله ورسوله والأئمة المعصومين، ويفتخرون بشهدائهم، ويسيرون على خطاهم، وهم على يقين بأنه لن يضيع أجر المحسنين.
إن عقيدة الجهاد عند الشيعة هي يقين راسخ، فربما يستشهد واحد منا أو أكثر، وتكون انت المختار أو أنا، لكن الأهم ان لا يخفت صوت المقاومة في وجه الغرب والصهاينة، فصوت الجهاد، هو مصدر قوة وعزيمة، والشهداء هم زينة الدنيا والآخرة، وهم الذين يكتب الله أسماؤهم في عليين.