اخبار اسلامية
أخر الأخبار

صلاة الجمعة في خانقين بإمامة الشيخ حسين المندلاوي

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بمسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى (ع) في خانقين/منطقة علي مراد، بإمامة الشيخ حسين المندلاوي، وبحضور جمع مبارك من المؤمنين.

 

وفيما يلي نص خطبة صلاة الجمعة، وتابعتها “النعيم نيوز”:

عنوان الخطبة: (استقبال شهر محرم الحرام) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.

بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العلي العظيم.

موقف النبي (ص) والأئمة من مصائب أهل البيت
فقد استفاض عن النبي (ص) في أحاديث الفريقين أنه أخبر عن ظلامة أهل بيته (صلوات الله عليهم)، ولاسيما الإمام الحسين (ع)، وذَكَر مصائبهم فأكثر من البكاء عليها قبل وقوعها. وكذلك الحال في أمير المؤمنين (ع).

بل بكت الأنبياء (ع) على الإمام الحسين (ع) في أعماق التأريخ. وبكته بعد مقتله الأرض والسماء دماً، كما روى ذلك الفريقان. بل ورد أن جميع الموجودات قد بكته.

وفي الحديث عن الإمام الصادق (ع) قال: (ولقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي. وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب) وعنه (ع): (إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (عليهما السلام) فإنه فيه مأجور).

وفي دعائه (ع) الطويل لزوار الحسين (ع): (اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافاً منهم على من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس… وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا…).

فداحة مصائب أهل البيت (ع)

على أن النظرة الموضوعية البعيدة عن التعصب لتلك الأحداث الفجيعة، تكفي في حمل المسلم على القيام بذلك والإغراق فيه.

لأن أهل البيت ليسوا أناساً عاديين. بل هم القمة في القدسية والطهارة وسمو الذات، والفناء في الله تعالى والجهاد في سبيله. كما يشهد بذلك ما ورد في حقهم من الكتاب المجيد، وأحاديث الفريقين التي تتجاوز حد الإحصاء.

وقد أمر الله تعالى هذه الأمة بالتمسك بهم والرجوع لهم والائتمام بهم. وجعلهم أماناً لها من الضلال والانحراف والتفرق والاختلاف، وأوجب حبهم ومودتهم.

كما شرفهم بموقعهم من النبي (ص) الهادي لهذه الأمة والمنقذ لها وصاحب الحق الأعظم عليها، فهم منه وهو منهم، يرضيه ما يرضيهم ويسخطه ما يسخطهم، سلمهم سلمه وحربهم حربه، ووليهم وليه وعدوهم عدوه.

وكان (ص) يضفي عليهم من مظاهر الحب والعطف والتكريم والتعظيم ما لا يستوعبه البيان، ويوصي أمته بهم، ويؤكد على أن تحفظه وترعى حقه فيهم.

ولكن الظالمين قد تجاهلوا ذلك كله واتخذوه وراءهم ظهرياً، وأقدموا على انتهاك حرمة أهل البيت وحرمة النبي (ص) فيهم، فجدوا في ظلمهم قتلاً وأسراً ونهباً، وسجناً وتشريداً وتطريداً، بأفظع الوجوه وأقساها، وهتكوا حجابهم، ولم يقفوا في ذلك عند حدّ.

ويزيد في جريمة هذه المصائب أمور:

تحريف الظالمين:
أحدها: أن الظالمين حاولوا وحاول أتباعهم إضفاء الشرعية على تلك الجرائم والظلامات واختلاق الأعذار لها والمبررات، وفتحوا باب الاجتهاد على مصراعيه، تحريفاً للحقائق وتجاهلاً لها، حتى قيل عن فاجعة الطف على بشاعتها: إن الحسين قتل بسيف جده (ص)، وحتى بلغ الأمر أن اتخذ يوم عاشوراء عيداً في كثير من بلاد الإسلام.

السبب الحقيقي لمصائب أهل البيت (ع)

ثانيها: أن ما وقع على أهل البيت (صلوات الله عليهم) إنما كان بسبب انحراف الحكم والسلطة في الإسلام عن المسار الصحيح الذي أراده الله تعالى، لحفظ دينه ونشر العدل في بلاده، ذلك الانحراف الذي يعاني منه المسلمون حتى اليوم الأمرّين، في بعدهم عن الإسلام، واستهانتهم بحدوده وأحكامه، وتحللهم عن مُثُله وأخلاقياته، وفي اختلافهم في دينهم، وتشرذمهم وتفرقهم وضرب بعضهم لبعض، وضعفهم ووهنهم وهوانهم، واكتساح الأعداء لهم… إلى غير ذلك مما لا يحتاج إلى بيان.

صراع أهل البيت (ع) إنما كان من أجل الحق
ثالثها: أن أهل البيت (صلوات الله عليهم) مع أنهم أصحاب الحق، ومن حقهم المطالبة به، إلا أنهم لم يقفوا في وجه الظالمين من أجل استرجاع حقهم رغبة منهم في الدنيا وحباً للحكم والسلطان، بل من أجل خير الإسلام والمسلمين، والحفاظ على حدود الله تعالى وأحكامه، وصلاح عباده، ونشر العدل في بلاده، كما استفاض ذلك في أحاديثهم، وظهر من مواقفهم وسيرتهم.

يقول أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه): (اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك).

ويقول الإمام الحسين (ع) في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية: (وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص)، أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب. فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين).

وقال (ع) في خطبته لأصحابه لما نزل كربلاء: (ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله…)… إلى غير ذلك من تصريحاتهم صلوات الله عليهم وما هو المعلوم من واقعهم.

التخطيط للنهضة إلهي

ثانيهما: أن التخطيط لها إلهي، وأن الله سبحانه وتعالى قد عهد للإمام الحسين (صلوات الله عليه)، وأمره بتنفيذ مشروع ينتهي باستشهاده واستشهاد من معه وجميع ما حدث من مآس وفجائع. كل ذلك لمصالـح عظمى تناسب حجم التضحية وأهميتها قد علم الله تعالى بها. وربما ظهر لنا بعضها. وقد نجح صلوات الله عليه في مشروعه وحقق ما أراد.

وأن من أشار عليه بعدم الخروج قد خفي عليهم وجه الحكمة، كما خفي على المسلمين وجه الحكمة في صلح الحديبية، فاستنكروه من النبي (ص) كما خفي على كثير من أصحاب الإمام الحسن (صلوات الله عليه) وغيرهم، وجه الحكمة في صلحه لمعاوية، فأنكروا عليه… إلى غير ذلك من الأمور الغيبية التي قد يخفى وجهها، والناس أعداء ما جهلوا. بل قد يكونوا معذورين لجهلهم.

معرفة الحسين (ع) بالمصير المحتوم
ثانيهما: أن التاريخ الإسلامي العام قد تضمن كثيراً من الأمور التي تشهد بمعرفة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) وكثير من الناس بالمصير الذي ينتظره، فقد استفاض عن النبي (ص) وأمير المؤمنين ـ بل عن الإمام الحسين نفسه ـ الإخبار بمقتله في هذه النهضة، بل الإخبار ببعض تفاصيلها وخصوصياتها والتهيئة لذلك. فلو لم يكن موفقاً فيها لكان على النبي (ص) وأمير المؤمنين (عليه السلام) أن يحذراه من تلك النهضة، ويمنعاه منها، وما كان (صلوات الله عليه) ليخالفهما في ذلك قطعاً، لما هو المعلوم من رشده ودينه وورعه.

كما أنه يوجد في زوايا التاريخ بعض النكات التي تشهد بأن الحسين (صلوات الله عليه) كان مصمماً على التضحية، ولا يريد التشبث بأسباب العافية والسلامة. ولا يسعنا تفصيل الكلام في ذلك في هذه العجالة.

ونكتفي بما أشار إليه (صلوات الله عليه) وأجمله في كتابه من مكة المكرمة إلى من بقي من بني هاشم في المدينة، حيث قال فيه: (أما بعد فإن من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح. والسلام).

عظمة الإمام الحسين (ع)

وبذلك تتجلى عظمة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) وروح التضحية التي يتحلى بها وقوة العزيمة والتصميم التي يحملها.

فإن المضحين غالباً إما أن يتشبثوا بأمل السلامة ونجاح المشروع الذي يخططون له فيشرعوا في تنفيذه ويدخلوا في المعركة، حتى إذا أخطأوا وفشل مشروعهم أبت لهم كرامتهم وحميتهم التراجع والاستسلام من أجل السلامة، فيثبتون حتى النهاية، وإما أن يفاجئوا بالمعركة من دون تخطيط سابق لها وتنسد أمامهم طرق النجاح فتمنعهم حميتهم أيضاً عن الاستسلام طلباً للسلامة، ويثبتوا حتى النهاية.

أما أن يدخل الإنسان في مشروع طويل الأمد يعلم مسبقاً بأنه ينتهي بمثل هذه التضحيات الجسام والفجائع الفادحة، ويخطط لتنفيذه بصلابة وعزم، فهو أمر يحتاج إلى قابلية استثنائية.

والناظر في تفاصيل واقعة الطف ـ بموضوعية وإنصاف ـ يرى أن الإمام الحسين (صلوات الله عليه) منذ امتنع من بيعة يزيد في أواخر شهر رجب، وتحرك ركبه من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، صمم على أن يُقتل هو وأهل بيته نجوم الأرض من آل عبد المطلب ـ كما تقول العقيلة زينب (عليها السلام) ـ مع الصفوة من أصحابه، ثم ما يتبع ذلك من نهب رحله، وانتهاك حرمته، وسبي عياله والتشهير به وبهم وتركهم غنيمة بأيدي تلك الوحوش الكاسرة والنفوس المغرقة في الجريمة والرذيلة.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا وعلى جميع الباحثين بالتوفيق لتحقيق الحقائق، والتسديد في الدعوة لها، وأن يزيدنا إيماناً وتسليماً، ويكفينا وجميع المؤمنين شر الظالمين والمفسدين إنه أرحم الراحمين، وخير الناصرين، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى