أقيمت صلاة الجمعة العبادية، بجامع جنات النعيم في محافظة كربلاء المقدسة، بإمامة الشيخ محمد جواد الكندي.
واستهل الشيخ الكندي، خطبته المباركة، وتابعتها “النعيم نيوز”، “بقول الله تعالى: (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
المحور الأول: موعظة الأب اتجاه أولاده
إن أحوال الأب مع أولاده عديدة وكثيرة، والآية تتكلم عن واحد من تلك الأحوال وهو حال الأب الواعظ لابنه (وهو يعظه) وفي هذه الشبه الجملة دروس عدة:
أولاً: لابد للأب أن يجعل لأبنائه حال من أحواله ووقت مخصص لهم، يجعله للموعظة ينصحهم فيه ويذكرهم الله عزّوجل ويحذرهم عقابه ويرغبهم في جنته. ولا يتعذر عن هذا الوقت والحال فإنه مهم له ولهم في دنياهم وآخرتهم، وهو غير معذور في تركه.
ثانياً: الموعظة تستبطن المراقبة لابنه وعدم تركه مع ظروفه الخاصة، وهذا الأمر أعني المراقبة مهم جداً، لأن الموعظة التي هي حياك القلوب تعتمد وتُعطى بحسب ما يحتاجه الابن، وهو يحتاج إلى مراقبة الأب لابنه.
ثالثاً: إن الموعظة إما لفظية قولية أو فعلية سلوكية
والأولى لا مفر منها فالأب يأخذ دوره بلسانه الناصح والواعظ المذكر بالله وبالمعارف الإسلامية، سواء بالأمر أو النهي.
وأما الثانية فهي بسلوك الأب فعندما يكون الأب صادقاً فان الابن يتعظ بوالده أشد اتعاظاً، ويكون صادقاً وهكذا باقي السلوكيات والصفات الحسنة فضلاً عن الواجبات والمستحبات.
المحور الثاني: الشكر وسيلةٌ للتوحيد
قال تعالى (وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَ فِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، إنّ الشكر من أعظم المفاهيم التي ترسخ التوحيد عن الناس والذي لا يستطع أحد إنكاره.
ولأن الشكر في قبال الشرك والكفر، فأما في قبال الشرك قوله تعالى (وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَ فِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
وأما في قبال كفر قوله تعالى (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَ شِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ).
والكفر والشرك في قبال التوحيد، فيكون الشكر يساوي التوحيد، والشكر فيه أربعة أركان:
أولاً: معرفة النعمة وإدراكها
ثانياً: إن لكل نعمة منعم
ثالثاً: إن الإنسان ليس هو صاحب النعمة الأولى الرئيسية وهو صاحب النعمة الثانية والمتوسطة بين عباده.
رابعاً: شكر المنعم وهو الله سبحانه وتعالى وهو التوحيد، والشكر وإن ظهر باللسان لكن المهم هو معرفة النعمة أنها من الله سبحانه وتعالى، يقول الإمام الحسن العسكري عليه السلام: (من عرف النعمة فهو شاكر ومن شكر النعمة فهو عارف)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا الأعظم وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز