قاسم موزان يكتب: هل أصبحت الحالة العراقية في مناخها الديمقراطي المضطرب عصية على فهم المواطن المعبأ بحدس تراكمي من المعرفة السياسية، ولو بشكلها غير الأكاديمي ويستكشف الأحداث قبل وقوعها، أم أنه سقط في فخ التصريحات المتضاربة بصفتها الغامضة في معانيها ودلالاتها التكهنية، وبقاء الأشياء خارج دائرة التوصيف أو التوقع الاستشرافي؟.
منذ عام التغيير في 2003 وبعد كل عملية انتخابات تشريعية تجرى في البلاد والتوجه الى صناديق الاقتراع، بدافع التغيير وإحداث تغييرات إيجابية في المنظومة السياسية والاقتصادية والقيمية، والانتقال الى فضاء التقدم والازدهار وترقين قيد التخلف والانكفاء والحروب الذي افرزته سياسات الأنظمة السابقة وتسببت في نتائجها الكارثية أعدادا مرعبة من الضحايا البشرية وتدمير البنى الارتكازية للدولة، والامعان في اذلال المواطن على نحو مقصود وابقائه يدور في الفراغ من دون بصيص ضوء في نهاية النفق المظلم لحدِّ العتمة
الخانقة.
منذ الزلزال النيساني في العام 2003 واجه العراق التحدي من الجماعات الإرهابية الوافدة من خارج الحدود بالتنسيق مع الاجهزة الموالية للنظام السابق، ودعم اقليمي مسكوت عنه، هذه المواجهات استنزفت الموارد البشرية والقدرات المالية والتعويضات لذوي الضحايا.
العراق برمته أصبح تحت طائلة العنف، واستطاعت عصابات داعش الارهابية السيطرة على مساحات من أرض الوطن وفرض اشتراطاتها القسرية المرعبة على سكانها.
ورافق الارهاب المدمر أبشع طرق الفساد المالي والاداري وبعد عمليات التحرير تفاءل المواطن مرة اخرى بقدرة الديمقراطية على تجاوز الاخطاء والانحياز لصالح الفرد، من دون تمييز وتوزيع عادل للثروة والاهتمام بالخدمات الاساسية له، ولم يحصل التغيير وتنامى الشجب الداخلي حتى تفجر في تظاهرات احتجاجية في العام 2019 بغية تحقيق الاصلاح السياسي المتهالك والخلافات والتخلي فعليا عن الصراعات البينية داخل مجلس النواب وخارجه، التي تلحق الضرر بالمواطن وعدم التهافت على المناصب والامتيازات على أساس عرقي او طائفي.
بعد اجراء الانتخابات المبكرة في 10 تشرين الأول من العام الماضي تجدد الأمل بمجلس نيابي قوي يستجيب للحقوق المشروعة للمواطنين واحترام صوته، الذي أدلى به في صندوق الاقتراع كحق منحه له الدستور العراقي.. التوافق او الأغلبية المهم تصب في مصلحة العراق وإعادة بنائه على جميع الصعد برؤى واقعية مدروسة بإطار استراتيجي استشرافي.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز