اخبار اسلامية
أخر الأخبار

ملخص خطبة صلاة الجمعة بمسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى (ع) في خانقين

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، في مسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى ( ع ) في خانقين منطقة علي مراد بإمامة سماحة الشيخ (حسين المندلاوي) وبحضور جمع مبارك من المؤمنين.

وقال مراسل “النعيم نيوز”، أن “عنوان الخطبة (ولادة الامام الرضا “ع” والتحديات التي واجهته، وجاء نص الخطبة:

ذكرى ولادة الإمام الرضا (عليه السلام)

ولد بالمدينة يوم الجمعة أو يوم الخميس الحادي عشر من شهر ذي الحجة، أو شهر ذي القعدة ،أو شهر ربيع الأول، على اختلاف الروايات، من سنة 153، أو سنة 148، للهجرة النبوية المباركة ، في السنة التي توفي فيها جده الإمام الصادق عليه السلام، ‏أو بعدها بخمس سنين.

و توفي يوم الجمعة أو الإثنين آخر شهر صفر، أو 17 أو 21 من شهر رمضان، أو 18 جمادى الأولى، ‏أو 23 من ذي القعدة، أو آخر شهر ذي القعدة من سنة203 للهجرة، أو سنة 206، أو 202، قال الصدوق في العيون: الصحيح أنه توفي في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة سنة 203 للهجرة، وكانت وفاته بطوس من أرض خراسان، في قرية يقال لها (سنا آباد) من رستاق نوقان.

وقد بلغ سلام الله عليه من العمر «48» أو«47» أو«50» أو«51» أو «57 سنة و49 يوما أو 79 يوما أو بزيادة 9 أشهر عليها أو 6 أشهر و10 أيام» على حسب الاختلاف في تأريخ المولد والوفاة.

أقام منها مع أبيه «24 سنة وأشهرا» كما في مطالب السؤول، و«25 سنة إلا شهرين» في قول ابن الخشاب، والارجح أن يكون عمره يوم وفاة أبيه «35 سنة» أو «29 سنة وشهرين»، وقد بقي عليه السلام بعد أبيه الامام موسى بن جعفر 25 سنة كما في مطالب السؤول، والارجح ان يكون بقاؤه بعد ابيه عليه السلام 20 سنة كما في الإرشاد، او قريب من ذلك، وهذه هي مدة إمامته وخلافته، وهي بقية ملك الرشيد عشر سنين وخمسة وعشرين يوما، ثم خلع الأمين وأجلس عمه إبراهيم بن المهدي أربعة وعشرين يوما، ثم أخرج محمد ثانية وبويع له وبقي سنة وسبعة أشهر وقتله طاهر بن الحسين، ثم ملك المأمون عبد الله بن هارون بعده عشرين سنة، واستشهد عليه‏ السلام بعد مضي خمس سنين أو ثمان سنين من ملك المأمون.

أمه:

ورد في كتاب مطالب السؤول ان: أمه أم ولد تسمى الخيزران المرسية، وقيل شقراء النوبية، وقيل ان اسمها أروى وشقراء لقب لها.

قال الطبرسي في إعلام الورى: أمه أم ولد يقال لها أم البنين واسمها نجمة، ويقال سكن النوبية، ويقال تكتم، قال الحاكم أبو علي قال الصولي والدليل على أن اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا عليه ‏السلام:

ألا أن خير الناس نفسا ووالدا *** ورهطا وأجدادا علي المعظم

كنيته: ‏

(أبو الحسن) وهي أشهر كناه، وكنيته عند الرواة وأهل الحديث (أبو الحسن الثاني). وروى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين ما يدل على أنه يكنى بأبي بكر فروى بسنده عن عيسى بن مهران عن أبي الصلت الهروي قال: سألني المأمون يوما عن مسألة فقلت قال فيها أبو بكر كذا وكذا فقال من أبو بكر أبو بكرنا أو أبو بكر العامة قلت بل أبو بكرنا فقال عيسى لأبي الصلت من أبو بكركم فقال علي بن موسى الرضا كان يكنى به.

أقول: ولعل كنية أبي بكر هي كنيته التي كان العامة وأهل السنة يكنونه بها، ولعل رضا الإمام بالتسمي بهذه الكنية كان للتقية وبشكل مؤقت لذلك لم يعرفها عيسى وسأل (من أبو بكركم)، او هي من الكنى التي أطلقها عليه المأمون واجبر الإمام على قبولها، وعلى أي حال فالرواية بحسب الظاهر قد انفرد بها أبو الفرج الأصفهاني وهو من العامة .

لقبه: ‏

ورد في كتاب مطالب السؤول انه عليه السلام لقب بألقاب كثيرة فمن ألقابه: الرضا والصابر والرضي والوفي وأشهرها الرضا، ومثله في الفصول المهمة مع إبدال الرضي والوفي بالزكي والولي.

شاعره: ‏

دعبل الخزاعي، وأبو نواس، وإبراهيم بن العباس الصولي.

فضائله ومناقبه:‏

و هي كثيرة وقد تكلفت بها كتب الأخبار والتأريخ. قال اليافعي في مرآة الجنان: فيها (أي سنة 203) توفي الإمام الجليل المعظم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن علي بن موسى الكاظم أحد الأئمة الاثني عشر ولي المناقب الذين انتسبت الإمامية إليهم وقصروا بناء مذهبهم عليهم .

ولا بد من ملاحظة ما مر من تنبيه في سيرة الإمام الصادق عليه ‏السلام من اشتراك الكل في أنهم أكمل أهل زمانهم ونحن نذكر هنا طرفا من مناقبه وفضائله لتعسر استقصائها.

أحدها العلم:

مر عن إبراهيم بن العباس الصولي أنه قال: ما رأيت الرضا عليه‏ السلام سئل عن شي‏ء إلا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره وأن المأمون كان يمتحنه بالسؤال عن كل شي‏ء فيجيب عنه وأن جوابه كله كان انتزاعات من القرآن المجيد.

ثانيها: الحلم:

و كفى في حلمه تشفعه إلى المأمون في الجلودي، الذي كان ذهب إلى المدينة بأمر الرشيد ليسلب نساء آل أبي طالب، ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا، ونقم بيعة الرضا عليه ‏السلام فحبسه المأمون، ثم دعا به من الحبس بعد ما قتل اثنين قبله، فقال الرضا يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ، فظن الجلودي أنه يعين عليه، فأقسم على المأمون أن لا يقبل قوله فيه، فقال والله لا أقبل قوله فيك، وأمر بضرب عنقه، وسيأتي ذلك مفصلا في خبر عزم المأمون على الخروج من مرو.

اما فيما يخص التحديات التي واجهها الإمام الرضا (عليه السلام)

لقد واجهت الإمام الرضا (عليه السلام) مجموعة معقدة من التحديات وبمختلف الاتجاهات، أحدها باتجاه السلطة التي بلغت ذروة النفوذ والاتساع في الإمكانات البشرية والمادية والعسكرية في عصري هارون والمأمون العباسيين وكانت ترى في الأئمة (عليهم السلام) الضد النوعي والبديل المعارض فتراقبه وتحاصره وتحسب عليه أنفاسه.

والتحدي الآخر كان الانفتاح الفكري والعلمي على الحضارات الأخرى كالإغريق والرومان والصين والهند والفرس حيث اتسعت حركة الترجمة وتبادل الإرث العلمي وسادت روح الإعجاب بتلك الحضارات ونقل آثارها وتجاربها وكثير منها مناقض للدين ويطرح نظريات تعارض عقيدة الإيمان وتدعو إلى الإلحاد والكفر بالرسالات السماوية وكان لها مروّجون ودعاة، فوقف الإمام (عليه السلام) لهم بالمرصاد وناظرهم وأبطل نظرياتهم، وقد حفل كتاب الاحتجاج للطبرسي بجملة من تلك المناظرات، التي كانت مظهراً من مظاهر (صراع الحضارات) الذي يتبنونه اليوم.

والتحدي الثالث هو انهيار القيم الأخلاقية وانتشار الفساد والخلاعة والمجون ومجالس اللهو والطرب وكانوا يتقربون إلى السلطة بالجواري والمغنين والغلمان ليحظوا بالجوائز والامتيازات ولسعة هذه الحالة في ذلك العصر، ألّف أحدهم كتاباً من عدة مجلدات اسمه (عصر المأمون) يتناول جوانب الحياة في ذلك العصر.

مضافاً إلى ذلك فقد واجهته (عليه السلام) مشاكل وتحديات داخل الكيان الشريف أي من داخل أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وأحدها الانشقاق الداخلي الذي تحوّل إلى فرقة اسمها (الواقفة) انقطعت جزءاً مهماً من علماء المدرسة ورواتها وقواعدها، وأضيفت إلى قائمة الفرق المنشقة (الزيدية) التي قالت بإمامة زيد بن علي السجاد (عليه السلام) دون الإمام الصادق (عليه السلام)، و (الفطحية) الذين قالوا بإمامة عبد الله الأفطح ابن الإمام الصادق (عليه السلام) دون أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام)، وكانت الواقفة تقول بعدم وفاة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وبالتالي فإن علي بن موسى ليس إماماً ولا نسلّم ودائع أبيه الضخمة إليه ولا نرجع إليه في الأحكام والمواقف العامة.

ومن التحديات الداخلية التشكيك بالإمام (عليه السلام) وقراراته فجعلوا من أنفسهم قيمين على الإمام ولا يطيعونه إلا عندما يتبع إرادتهم ويأخذ بمواقفهم، كالذي حصل عند وقوع الصراع بين الأمين والمأمون على السلطة، واستطاع المأمون خداع جملة من الشيعة لينضموا إليه من دون الرجوع إلى الإمام (عليه السلام) من باب دفع الأفسد بالفاسد أو أن المصلحة تقتضي ذلك فجعلوا من أنفسهم وقوداً لهذه الحرب الشيطانية بحماقتهم وغرورهم، ولما انتصر المأمون جازى الشيعة بكل بطش وقسوة وقتل إمامهم و إمام الخلق أجمعين الرضا (عليه السلام).

هذا كله والإمام لا يستطيع أن يقول كل ما عنده وإنما يكتفي بالاشارات والتوجيهات العامة لأن السلطات تتربص به الدوائر وتكيد له، وهو لا يبخل بنفسه على الله تبارك وتعالى لكنه صاحب رسالة ومشروع إلهي ولابد من البقاء للمضي فيه ولم ينتهي دوره حتى يقدم على الشهادة التي أقدم عليها بكل طمأنينة حينما حلّ وقت البديل.

وشككوا بصحة إمامته من جهة عدم وجود ولد له، ولابد للإمام أن يكون له خلف من أهله، وقد تأخرت ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) إلى سنة 195هـ والإمام الرضا (عليه السلام) في السابعة والأربعين من العمر، ثم اتهموه بصحة انتساب ولده الجواد (عليه السلام) وطلبوا التحاكم إلى القافة –من القيافة وهي فراسة احراز التشابه بين شخصين لإلحاقه به وكانوا في الجاهلية يعتمدونها لإثبات الأنساب-، وإذا علمنا أن الإمام الكاظم (عليه السلام) استشهد سنة 183 فهذا يعني أن الإمام الرضا قضى (12) سنة من إمامته بهذه التشكيكات حتى ولد ابنه الجواد (عليه السلام).

تعرضنا على نحو الاختصار لهذه المحطات من حياة الإمام الرضا (عليه السلام) لنعيش معه همومه وآلامه ومسؤولياته بمقدار فهمنا وادراكنا، ولنعلم أن هذه الأحداث ليست تاريخاً يقرأ على المنابر لاستدرار العواطف وإنما هي دروس نستفيد منها في حياتنا الحاضرة.

فكم من اتباع أهل البيت (عليهم السلام) وقفوا إلى جانب الاحتلال الأمريكي والغربي عام 2003 بحجة دفع الأفسد وهو صدام – بالفاسد ولا أدري ما الذي جعلهم يعتقدون ذلك؟

وكم من اتباع أهل البيت (عليهم السلام) وضعوا أيديهم بأيدي الإرهابيين القتلة بعنوان مقاومة المحتل ونحوه فنشروا الخراب والدمار وأهلكوا الحرث والنسل ونخروا كيان الدولة وضاع الشعب وثرواته ومؤسساته بين هذا وذاك.

أما التشكيك بالمرجعية والقيادة فمستمر. لماذا لم تفعل كذا، ولماذا فعلت كذا؟ وهل تعلم بكذا أو لا تعلم وكأنهم هم القيمون عليها وأن المرجعية أُمرت بطاعتهم لا العكس.

ونتيجة هذا التشكيك التقاعس والتخاذل والتنازع والتمرد وهي أسباب لانهيار الكيان واضمحلاله (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال/46) والأمة هي التي تدفع ثمن هذه النتائج كما تشهد به وقائع التاريخ”.

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى