أُقيمت صلاة، اليوم الجمعة، في كربلاء المقدسة بجامع جنات النعيم بإمامة فضيلة الشيخ عمار العارضي (دام عزه). مستهلا خطبته عن العمل الصالح ثروة الآخرة.
وقال الشيخ العارضي، بحسب مانقل مراسل “النعيم نيوز”، “يهتم الناس بتوفير أبسط مقومات حياتهم في الدنيا، فيما يغفل الكثيرون عن الاهتمام بأمر حياتهم الأبدية في الآخرة. وفي حين يعتمد أغلب الناس على عنصر المال، الذي يلعب دوراً حيوياً في تسهيل أمورهم، يبقى أمر الآخرة شيئاً آخر مختلفاً تماماً، اذ إن مكانة المرء ووجاهته هناك تبقى أمراً مرهوناً بمقدار ما يملك من رصيد كاف من أعمال الخير والصلاح”.
وأضاف “إن الانتقال من عالم الدنيا الى عالم الآخرة أمر حتمي في رحلة قسرية، يلزم الاستعداد لها جيداً، والسؤال هنا: كيف سيبني المرء مكانته ووجاهته حين ينتقل إلى الدار الآخرة؟
وكيف يسير أمور حياته ويعالج مشاكله هناك؟ هل بنفس العملة المالية التي يتداولها في هذه الحياة الدنيا؟”.
وتابع “الجواب : كلا. فالانسان إنما يحتاج في ذلك العالم إلى عملة أخرى من نوع مختلف، اختصرها الإمام الهادي(عليه السلام) في كلمة واحدة حين قال: (الناس في الدنيا بالأموال وفي الآخرة بالأعمال)”.
وأردف “إذ مما لاشك فيه ان مكانة الانسان في الآخرة، وهي الحياة الخالدة، تتطلب نوعا من العملات يسير به حياته ويعالج بها مشاكله، ولكن ذلك لن يكون عبر الثروة المالية التي امتلكها وألفها في هذه الحياة الدنيا، فهذه لن تجدي بل لا وجود لها من حيث الأصل، وانما العملة المتداولة هناك هي “الأعمال”.
ثم عرج الخطيب في خطبته المباركة على بركات إحياء عاشوراء مستشهداً بقول الله تعالى :
“(الَّذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أَحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُم أُولُوا الأَلبابِ)”
وبين الخطيب أن “من نِعم الله تعالى على مجتمعنا الإقبال على إحياء المناسبات الدينية، فهي زاخرة بمختلف البرامج النافعة المحركة للأجواء الثقافية والاجتماعية، وأبرز برنامج في هذا الموسم العظيم هو المجلس الحسيني، حيث يجتمع الناس ليستفيدوا مما يُطرح عليهم من أمور دينهم ودنياهم”.
ولفت إلى أن “هذه المجالس الحسينية إلى جانب البرامج العاشورائية الأخرى، كالمواكب الخدمية والثقافية والأنشطة الفنية المختلفة، كلها تعود بالنفع والخير على المجتمع، حيث تقوّي وتعزّز التزامه الديني، وتوثق العلاقة والصلة بين أفراد المجتمع وشرائحه”.
وقال الشيخ العارضي أيضا “إنّ مشاركة الناس في مجتمعاتنا الشيعية في هذه المجالس أمرٌ يُلفت النظر، كيف يحتشد الناس بهذه الأعداد الهائلة بدافع ذاتي؟!
وكيف يقبلون على هذه المجالس ولمدة عشرة أيام أو أكثر، ومن مختلف شرائحهم وطبقاتهم ومستوياتهم؟!”.
وأكمل “هذا مكسب عظيم يمثل فرصة إيجابية مهمة لتقوية المجتمع وتنميته، إنْ أحسنَّا الاستفادة من هذه البرامج”.
وأضاف “يمكن الإشارة إلى عدة أمور مهمة:
أولاً : الحرص على حضور هذه المجالس
ثانيًا : المشاركة الفاعلة
ثالثًا : الاستفادة المعرفية الثقافية
رابعًا : الاستعداد للتفاعل الروحي والسلوكي
خامسًا : تأكيد وتوثيق الصلات الاجتماعية”.
واختتم الشيخ خطبته “نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإيّاكم لإحياء هذا الموسم على أفضل وجه، وأن يجعلنا وإيّاكم من المتمسكين بولاية رسول الله وأهل بيته الأطهار وأن يحشرنا في زمرتهم”.