أخبارمقالات
أخر الأخبار

مناشدة لأطفال العالم

كتب زهير كاظم عبود: نتوجه بالنداء الإنساني لكل أطفال العالم لإنقاذ أطفال فلسطين، والسعي لإيقاف جرائم القتل الممنهج والمستمر من قبل جيش الدولة الصهيونية.

وها أنتم ربما يسمح لكم أهلكم بمشاهدة بعض اللقطات التي تبثها أجهزة التلفاز في كل المحطات، فإن كنتم لا تشاهدون مثل تلك المشاهد المرعبة والمذهلة، التي تتقطع فيها أيادٍ وأرجلُ أطفال يعيشون تحت خط النار، وحياتهم معلقة تحت رحمة صاروخ أو طلقة مدفع أو زخة رصاص، الدوام بالمدارس ورياض الطفال تعطل، وتهدمت المدارس وماعادت لهم بيوت تقيهم البرد الذي بدأ ينخر الأجساد الطرية.

أطفال غزة لم يعد يعرفون طعم الحليب، ولا ما يحبه أطفال العالم، ولم تعد هناك سبل يمكن أن تخلق الأمل بتوقف الدمار والقتل والموت الذي يذبحهم ويقطع أوصالهم، لا يملكون وسائل تحميهم من شظايا القصف ولاتحميهم من اختراق الرصاص للأجساد الطرية، ولاطريقة توقف بها موت أهلهم ومن ينفق عليهم، ويعينهم في الحياة.

انقطع عنهم الغذاء وشح عنهم الماء وباتت الكهرباء أبعد من السماء، فلا مواصلات ولا وسائل توقف تعبهم وتساعدهم بالتنقل، فلم تعد هناك مناطق آمنة تأويهم وتحميهم من دوي الانفجارات ولا توقف سقوط البنايات فوق رؤوسهم، ولا من مستشفيات يمكن أن تداوي جراحهم وتوقف نزيفهم.

نناشدكم لأنكم فقط أصحاب الضمائر التي لم تلوثها السياسة، ولا أغلقتها الأحقاد الدفينة، أن تطلبوا من أهاليكم أن يوقفوا نزيف الدم الذي يجري بلا توقف، وأن تسمحوا لهم بأن يجدوا ملاذاً يزيل عنهم الخوف والرعب اليومي الذي يعيشه كل طفل وطفلة، فلم يعد أحد منهم يعرف ما يجري، ولم يعد أحداً منهم يعرف متى يتوقف هذا الموت المجاني وحصاد الأرواح، ولا العاهات التي تنتشر بين من يتبقى حياً، ولم يعد أحداً يتذكر أنه يرسم صورة ولا عادوا يتذكرون القراءة والحساب، فلا الليل ساكن يؤمن لهم الطمأنينة، ولا النهار واضح يؤمن لهم الطريق التي يتوجهون إليها، ولم يعد أحداً منهم يتذكر ملاعب الأطفال وأماكن التسلية.

نناشدكم لأنكم وحدكم من يتفهم ما يحدث لهم في غزة وما حولها، فلم تعد لهم بيوت مثل بيوت البشر، ولم تعد لهم شوارع وحدائق، وجميعهم نسوا الأناشيد والموسيقى، فقد تبدل كل هذا إلى الصراخ والدموع والعويل، ولم تعد لهم قبور يمكن زيارتها فقد جمعوا ما تبقى من أشلائنا بحفر تجمع العشرات منهم، لم يعد أحداً منهم يتذكر الضحك والابتسامة، لا يدرون إلى أين تتجه الأمور، وحين ينظرون لوجوه أهاليهم لا يجدون سوى الحزن والحيرة والدموع.

ولأن العالم بات موحشاً لا يرى ما صار إليه حالنا، لم يجدوا جدية من زعيم دولة أو منظمة دولية أو قانون رادع يسعفهم ويحميهم من الحصاد اليومي لحياتهم، لم يجدوا غير أن يوجهوا هذه الرسالة لكم أينما كنتم، وكيف كانت جنسياتكم وألوانكم، ومهما كانت أفكار وآراء أهاليكم، نريد منكم أن يكون لكم موقف إنساني لأنكم أنصار السلام والمحبة دون غيركم، نريد منكم أن تكونوا صوتهم في زاوية من زوايا هذا العالم الذي بات مجنوناً ومرعباً، ولأنهم يعيشون العذاب والألم بات حلمهم أن يتوقف القصف الصاروخي وصوت المدافع وأزيز الرصاص، وأن تكون هناك فسحة للنوم بأمان، فلا تدعو صرختهم إليكم تتوقف، المأساة التي يعيشونها جحيم لا يطاق، والساعات التي تمر عليهم مرعبة ومليئة بالخوف، ولا ضمان لأحد أن يبقى على قيد الحياة، وحدكم من يوقف هذه المشاهد المرعبة، جميعنا ننتظر منكم موقفاً أو كلمة أو تعاطفاً فهم مثلكم يحلمون بالحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى