أكد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، اليوم الثلاثاء، أن العدو الإسرائيلي وسع عدوانه على لبنان، مستغلاً الدعم الأمريكي اللامحدود، مشدداً على أن هذه الحرب لن تحقق أهدافها، ولن تمس بإرادة المقاومة، فجميع إمكانياتها بخير والكيان تحت مرمى صواريخها ولن تغادر مواقعها وبنادقها وستسقط “إسرائيل”.
وقال قاسم في كلمة له تابعتها “خليك ويانة”: “إن هذا الاجتماع الكبير من قبل العدو الإسرائيلي ومعه أمريكا ودول غربية محاولة للضغط علينا من أجل أن نخاف، لكننا لن نخشى ولن نخاف لأننا أبناء الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله الذي يستلهم المقاومون العزيمة من عنفوانه وكلهم ثقة بالنصر، فالشهيد ترك مقاومة ممتدة في جبهة طويلة عريضة لمواجهة الاحتلال والإجرام وشعوباً آمنت بخط المقاومة وآمنت بنصرها”.
وأضاف قاسم: “مرت سنة على طوفان الأقصى الذي شكل حدثاً استثنائياً وغير عادي، نستطيع القول: إنه بداية تغيير وجه الشرق الأوسط بما يعني حضور المقاومة وتأثيرها.. إن طوفان الاقصى ومقاومة الشعب الفلسطيني في غزة عمل مشروع مئة بالمئة لأنه ضد احتلال متواصل منذ 75 عاماً.
وأوضح قاسم أن الاحتلال يشن عدواناً وحشياً بهدف إنهاء المقاومة وإبادة الشعب الفلسطيني ونزع قدرته على المطالبة بحقوقه، مشيراً إلى أن جرائم الاحتلال هي جرائم حرب موصوفة وجرائم ضد الإنسانية، وما كان له ليرتكبها لولا الدعم الأمريكي المفتوح، حيث إن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية شريكة أساسية في كل الجرائم، ولولا دعمها لتوقفت الحرب خلال شهر، ومؤكداً أنه “إن تابع العدو حربه فالميدان سيحسمها ونحن أهل الميدان”.
ولفت قاسم إلى أن المقاومة في غزة أسطورية، وصمدت لمدة عام وهي قادرة على أن تصمد أكثر وأكثر، والعمليات المتصاعدة التي تنفذها المقاومة في الضفة والأراضي المحتلة 1948 تثبت أنه لا يمكن هزيمة الشعب الفلسطيني ومقاومته مهما بلغت التضحيات فبعد عام على الحرب يقول رئيس أركان الاحتلال: “عام كامل وفشلنا في أداء مهمتنا”، ونقول له: “ستفشل أكثر فأكثر وهذا درس لك ولنتنياهو”.
وأشار قاسم إلى أن المقاومة اللبنانية قامت منذ بداية المعركة بمساندة غزة دفاعاً عن الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، فلبنان كان مستهدفاً والمسؤولون الإسرائيليون يقولون صراحة: إن ضرب حزب الله سيفتح الباب للتغيير ليس في لبنان فقط، بل في الشرق الأوسط فالكيان الصهيوني يريد إخضاع شعوب المنطقة لسياساته ولكنه سيفشل بتحقيق أهدافه.
وشدد قاسم على أن المقاومين على الجبهة متماسكون والخسائر التي يلحقونها بالعدو كبيرة، فالعمليات ازدادت ضده خلال الأيام العشرة الماضية، وقال: “نقول لنتنياهو سيتهجر أضعاف المستوطنين الذين تقول إنك تريد إعادتهم وكلما طالت الحرب سيزداد مأزق “إسرائيل”.
وبين قاسم أن المواجهة البرية مع قوات العدو في الجنوب بدأت منذ سبعة أيام وأنه لم يحقق أي تقدم، ما أصاب الصهاينة بالذهول في دليل واضح على قدرة المقاومة، موضحاً أنه لا قيمة للأمتار التي قد يتقدم فيها العدو فالمقاومة تريد الالتحام مع قواته، وستكبده خسائر كبيرة تكون مقدمة لإنهاء الحرب وستزلزل الأرض تحت أقدامه.
وأكد قاسم أن القيادة والسيطرة وإدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة، وبحسب ما هو معمول به في حزب الله، وأنه تم تخطي الضربات الموجعة وتأمين بدائل في كل المواقع دون استثناء، فليس هناك موقع شاغر في صفوف المقاومة وكلها مملوءة، وأنه كل ما كان لدى القادة الذين استشهدوا توجد نسخ منه لدى مساعديهم وبدلائهم، لافتاً إلى أن انتخاب الأمين العام للحزب سيتم وفق الآليات التنظيمية وسيعلن عن ذلك في حينه.
وتوجه قاسم بالتحية للشعب اللبناني الذي جسد وحدة وطنية تجلت في كل المناطق خلافاً لما كان يعمل عليه العدو بإيجاد خلافات داخلية، حيث ظهر الالتفاف الوطني الواضح حول المقاومة التي لن تستجدي حلاً، ولن تصرخ، بل ستواصل التضحية ومن سيصرخ هو العدو الإسرائيلي.