نص خطبتي صلاة الجمعة المركزية في قضاء أبي الخصيب بمسجد وحسينية الإمام المهدي (ع)
أقيمت صلاة الجمعة المركزية، اليوم السبت، في قضاء أبي الخصيب بمسجد وحسينية الإمام المهدي عليه السلام في منطقة أبو كوصره، بإمامة فضيلة الشيخ صلاح الأسدي- أيده الله – وكان موضوع الخطبه الاولى حول ذكرى استشهاد السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره).
وقال مراسل “النعيم نيوز” أن “سماحته قال في خطبته، خصلتان اتصف بهما السيد الشهيد الصدر قدس سره هي : قوة القلب وطيبة القلب.
تمر علينا ذكرى شهادة الولي المقدس الشهيد الصدر قدس سره سره، هناك في شخص السيد كما عبر سماحة المرجع دام ظله خصلتان ( قوة القلب وطيبة القلب ) فكان للمجتمع رؤوف رحيم فكان حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم هذا الحرص جائت من طيبه القلب فكان قدس سره حريص على المؤمنين حريص على الشعب العراقي و كان يريد صلاحهم لانه كان يسعى لانقاذ المجتمع من الظلمات الى النور وهذا يعتبر من اعظم الجوانب الاخلاقيه في شخص القائد وخصوصا السيد الشهيد قدس سره هذه الصفة الطيبة هذه من الصفات الاخلاقية، بالإضافة إلى أنه هذه الطيبة والرحمة للمجتمع تجعل الأمة تشعر بوجود قائدها، هذا القائد بهذا المستوى بحيث كان قلبه يتقطع من أجلهم لا بل يضحي بنفسه من أجلهم وانقاذهم فمثل هذه الصفات النادرة تستشعر الأمة بوجود القائد وإذا استشعرت وجود القائد تتفاعل معه كما تفاعل المجتمع ايام وجود النبي صلى الله عليه واله ايام وجود امير المؤمنين ايام وجود الامام الحسن ايام وجود الامام الحسين ( صلوات الله عليهم اجمعين ) وهكذا فهذه الصفه جائت من طيبة القلب حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.
حتى عبر احد الاخوة يقول انه (سر الصلاح) لحركة السيد الشهيد الصدر الذي كان نتائجها طيبة على المجتمع نشأت بسبب ( صلاح السر) فأن سر الصلاح الذي جعل الناس تتاثر بالسيد (قدس سره ) هو صلاح السر في اعماق السيد قدس سره”.
أضاف “نعم ربما واحد يسال يقول كيف تجتمع طيبه القلب وقوه القلب
نعم قوة القلب معناها بان السيد كان لا تاخذه في الله لومه لائم ولا يجامل وهذا هو ديدن المؤمن .
قوه القلب عنده جعلته ( لا تاخذه في الله لومة لائم )
وهذا ما كان عليه امير المؤمنين( هو البكاء في المحراب ليلا
هو الضحاك إن اشتد الضراب ).
هذه الصفة عند المؤمنين اشداء على الكفار رحماء بينهم لامتلاكهم طيبة القلب وقوة القلب فالسيد قدس سره كان يريد للناس ان يرجعوا الى ربهم ودينهم وهذا كله من طيبة القلب وتثبيت قيمومة القران الكريم و مرجعية الاسلام في تنظيم شؤون الامة كلها و هو من اهم المشاريع التي كان يتطلع لها السيد قدس سره لتحقيقها وهو ربط الامة بالقران وبالاسلام والمذهب و اهل البيت(عليهم السلام ) وهو الذي كان يردد نعم نعم للاسلام نعم نعم للمذهب نعم نعم من القران نعم نعم للجمعة، فالحفاظ على المؤمنين كان هدف السيد.
بعضهم يقول السيد مثلا في موضع المواجهة مع الدولة سعى الى الحفاظ على هؤلاء الذين رباهم من على منبر الجمعة المبارك فليس هين ان يزج بهم بطريقة لهلاكهم , وهذا ما جرى في قضية المشي الى كربلاء بعد ان صارت الضغوطات بورقة صغيرة اوقف المشي اراد ان يبين للدولة و للعالم بان هؤلاء الناس السيد بهذه الورقة و بهذا التوجه استطاع ان يحرك المحافظات وان يرجع المحافظات.
هذه الخصلة نجدها عند الانبياء والائمة وكذلك موجوده عند الاولياء وعند العلماء ومنهم السيد (قدس سره ) و من ضمن حرصه ربط الامة بالحوزة العلمية وهم المراجع.
وهو معنى قوله: لا تقل قولاً ولا تفعل فعلا الا بمراجعة العلماء.
بمراجعة الحوزة ليحافظ على هولاء الناس من الانزلاق وان لا يذهبوا بعيدا عن طاعة العلماء المجتهدين المراجع الطيبين”.
وتابع مراسلنا، “أما الخطبة الثانية: التقسيم العلوي لإصناف الناس:
عن كميل بن زياد النخعي قال كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في مسجد الكوفة و قد صلينا العشاء الآخرة فأخذ بيدي حتى خرجنا من المسجد فمشى حتى خرج إلى ظهر الكوفة لا يكلمني بكلمة فلما أصحر تنفس ثم قال
(( يا كُمَيلُ ! إنَّ هذهِ القُلُوبَ أوْعِيَةٌ فَخَيْرُها أوْعَاهَا، إِحْفَظْ عَنّي مَا أَقُولُ: النَّاسُ ثَلاثَةٌ ـ عَالِمٌ رَبَّانيُّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌّ رُعَاعٌ أَتْباعُ كُلَّ نَاعِقٍ، يَميلُونَ مَعَ كُلّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ العِلْمِ، وَلَمْ يَلجَوَوا إلى رُكْنٍ وَثِيقٍ.
التقسيم العلوي الثلاثي للناس يضعنا اكيداً في احد هذه الاقسام
و هنا نريد ان نعرف ماهي هذه الاقسام و ما هي مصاديقها ؟
نعلم قطعا على استحالة تحمل الانسان بالقوة البشرية جميع الأحكام.
فلابد من امام عالم رباني مؤيد حافظ لجميع أحكام القضايا في كل زمان الى يوم القيامة، ، و( العالم الرباني) بمعنَى التَّرْبِية ، كانوا يُرَبُّون المُتَعَلّمين بصِغَار العُلُوم قبل كِبَارِها .
والرَّبَّانيُّ : العالم الراسِخُ في العِلْم والدِّين ، أو الذي يَطْلب بعِلْمِه وجْهَ الله ، وقيل : العالِم العامِل المُعلِّم
(و من صفات العالم )
قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا اخبركم بالفقيه حق الفقيه ؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره،
ماذا يقول الإمام الحسن (عليه السلام) يقول : عجب لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله فيجنب بطنه ما يؤذيه، ويودع صدره ما يرديه !
ولقد أجاد من قال:
العلم أنفس شئ أنت ذاخره * فلا تكن جاهلا تستورث الندما.
تعلم العلم واجلس في مجالسه * ما خاب قط لبيب جالس العلما .
عن جامع الأخبار: قال النبي (صلى الله عليه وآله): سيأتي زمان على الناس يفرون من العلماء كما يفر الغنم من الذئب، إبتلاهم الله تعالى بثلاثة أشياء:
الأول: يرفع البركة من أموالهم. والثاني: سلط الله عليهم سلطانا جائرا. والثالث: يخرجون من الدنيا بلا إيمان.
وقال: سيأتي زمان على امتي لا يعرفون العلماء إلا بثوب حسن، ولا يعرفون القرآن إلا بصوت حسن، ولا يعبدون الله إلا في شهر رمضان. إذا كان كذلك سلط الله عليهم سلطانا لا علم له ولا حلم له ولا رحم له
كان علي بن الحسين (عليه السلام): إذا جاءه طالب علم فقال: مرحبا بوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم يقول: إن طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجليه على رطب ولا يابس من الأرض إلا سبحت له إلى الأرضين السابعة .
لكن اي العلماء نتبع؟
عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في كلام له: ” العلماء رجلان: رجل عالم أخذ بعلمه فهذا ناج، وعالم تارك لعلمه، فهذا هالك، وأن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه،
الصنف الثاني ( متعلم على سبيل نجاة )
عنه (عليه السلام): المؤمن وقور عند الهزاهز، ثبوت عند المكاره، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، الناس منه في راحة، ونفسه في تعب . – الإمام الباقر (عليه السلام): إنما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، والمؤمن الذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي وإلى ما ليس له بحق .
الإمام الصادق (عليه السلام): المؤمن حسن المعونة، خفيف المؤونة، جيد التدبير لمعيشته، لا يلسع من جحر مرتين
قال تعالى (( فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) في إضافة العباد سبحانه تشريف لهم بشرف الاختصاص والتكريم، وفي عدم ذكر المبشر به دلالة على التفخيم والتعظيم، وفيه مدح للسالكين في منهج الصواب التابعين للحق في كل باب وقد سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الآية فقال (عليه السلام): ” هم المسلمون لآل محمد الذين إذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه جاؤا به كما سمعوه.
اما الصنف الثالث ( الهمج الرعاع )
همج رعاع غير قابلين للبشارة والخطاب لأنهم من أهل الضرر والزمانة
همج رعاع لا نظام ولا إختيار عندهم
وهكذا الاضلال إنما اختياره بيد الانسان، وليس للمولى دخل في ذلك الاختيار، وقال تعالى في امر ثمود: ” وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ” . فإنهم باختيارهم سلكوا الهوى واستحبوا العمى، لهذا خذلهم الله ومن حذا حذوهم في الضلال، حيث لم يستفيدوا من ذلك اللطف والارشاد والنصح والبيان وإرسال الرسل وإقامة الادلة والامارات فأضلهم الله. وقوله تعالى: ” يضل من يشاء ” ، أي لمن شاء الخذلان والضلال فإنه سوف يخذل، حيث إصراره على الكفر والعناد يؤدي به إلى التهلكة ” ويمدهم في طغيانهم يعمهون ” ، وقوله تعالى: ” ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ” .
أما وسائل الضلال كثيرة، منها: اتباع هوى النفس، أو اتباع الكافرين كما هو في قوم فرعون في قوله تعالى ” وأضل فرعون قومه وما هدى ” ، واتباع الشيطان، قوله تعالى في ذلك: ” وقد أضل منكم جبلا كثيرا… ” . وللشيطان جنود وأتباع، وهؤلاء زينوا للناس حب الشهوات والمال والبنين، فأخرجوهم عن طاعة الله، كما أنه نصب لهم الاوثان والاصنام كي يعبدوها، وسبحانه أشار إلى ذلك: ” إنهن أضللن كثيرا من الناس ” ، وقال تعالى في قصة هارون وقوم موسى والعجل: ” وأضلهم السامري “، إلى غير ذلك”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز