حينما يصاب المرء بكسر في العظم تتم المعالجة عادة بواسطة جبيرة جبس، وقد تستعمل الرقائق المعدنية والبراغي. لكن معالجة الكسر تصبح صعبة إذا كان المصاب يعاني من هشاشة العظام. فماهي أسباب هذا المرض وكيف يمكن علاجه؟
حين تقل كثافة العظام في الجسم وتتراجع، يعني ذلك الإصابة بما يعرف بتخلخل أو هشاشة العظام، وعادة ما يصاب به كبار السن، الذين لا يلاحظون عادة معاناتهم مع هذا المرض إلا بعد فترة طويلة من الإصابة، ويمكن أن تكون الإصابة خفية وتدم عملية انتشار المرض من 10 إلى 15 سنة، وغالبا ما يكتشف لدى كسر في العظم وعادة ما يكون هذا الكسر في الفخذ أو الكتف حين يقع كبير السن على الأرض.
ثلث النساء اللواتي تجاوزن سن الخمسين أو دخلن سن اليأس يعانين من عدم استقرار في العظام نتيجة تراجع إفراز الهرمونات. وبشكل عام فإن النساء اللواتي يعانين من نقص في كثافة العظام (وبالتالي الهشاشة) يبلغ عددهن ضعف عدد الرجال.
وتصنف منظمة الصحة العالمية هشاشة العظام بين أكثر عشرة أمراض انتشارا في العالم، وللتنبيه إلى خطورته اعتبرت العشرين من تشرين الأول/اكتوبر يوما عالميا لهشاشة العظام. ولا يأخذ كثيرون هذا المرض على محمل الجد رغم خطورته، حيث يمكن أن يشكل تهديدا للحياة لدى تفاقمه. وقد أثبتت الدراسات أن من يعانون من هشاشة العظام والذين يصابون بكسر في عظم الفخذ، تكون نسبة الوفيات بينهم خلال السنوات الخمس التالية للإصابة، أكثر منها عند الذين لا يعانون من هذا المرض. ويعود السبب في ذلك لعدم قدرتهم على الحركة لفترة طويلة، إذ يجب أن يرقدوا في فراش المرض فترة أطول مقارنة بالآخرين. وهذا يمكن أن يؤدي لدى كبار السن إلى مشاكل وأمراض جانبية مثل الدوالي والانسداد الرئوي أو حتى اضطراب الدورة الدموية، وفي أسوأ الأحوال يمكن أن يؤدي ذلك إلى الوفاة.
يمكن كشف مرض هشاشة العظام مبكرا من خلال قياس كثافة العظام، وذلك بقياس كمية ملح الكالسيوم الذي يحتويه العظم في عدة مناطق الجسم، ولا سيما عنق عظمة الفخذ التي تكون أكثر عرضة للكسر عادة. وإذا ثبت نتيجة الفحص نقص الكالسيوم في العظم، فيعني ذلك الإصابة بهشاشة العظام.
وتعتبر المعالجة الفيزيائية والتمارين الرياضية المرافقة لها وتمارين للحماية من السقوط، جزء مهما وفعالا من علاج هذا المرض، حيث يتعلم المرضى كيف يحمون أنفسهم وكيف يتصرفون حين يسقطون أرضا. أيضا الملابس الداخلية الخاصة التي تكون سميكة وذات حشوة في منطقة الورك والحوض تحمي من كسور خطير وتففت العظم. ولدى كسر الورك، غالبا ما تكون هناك حاجة لإجراء عملية وتبديل مفصل الورك. وفي ألمانيا وحدها تجرى كل عام نحو 400 ألف عملية تبديل لمفصل الورك.
وهناك أدوية يمكن أن تساهم في الإصابة بمرض هشاشة العظام: فمرضى الروماتيزم الذين يتناولون أدوية تحتوي على الكورتيزون لفترة طويلة عرضة للإصابة بهشاشة العظام. أيضا المعالجة الكيماوية للسرطان تؤدي إلى تخلخل العظام وضعفها وبالتالي هشاشتها.
والإجراء الأكثر فعالية لمقاومة هشاشة العظام هو الحركة الدائمة. وعلى بعض المرضى تغيير عاداتهم الغذائية وتناول أطعمة غنية بالكالسيوم والحصول على فيتامين “د” أيضا سواء عبر التعرض لأشعة الشمس أو من خلال حبوب. أما المراحل المتقدمة من المرض فعادة ما تعالج بالبايفوسفونيت، الذي يحد من تخلخل العظام والمساعدة على إعادة بنائها وزيادة كثافتها، وبالتالي التخفيف من مخاطر كسور العظام أيضا. كذلك الهرمونات تعتبر مفيدة حيث أنها توقف تخلخل وتراجع كثافة العظام، ولكن هناك خلاف بين الأطباء حول طريقة العلاج هذه، حيث أنها قد تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء.
لكن وبكل الأحوال فإن الكشف المبكر لمرض هشاشة العظام وعلاجه في الوقت المناسب، يمكن أن يوقف تقدم المرض بل وحتى تراجعه أيضا في بعض الحالات. وتعتبر التغذية الصحية، والحركة، والحركة، ثم الحركة، هي أفضل إجراء للوقاية من هذا المرض الخطير.
أعراض هشاشة العظام عند الكبار والأطفال
هشاشة العظام؛ مرض يجعل العظام ضعيفة، وهذا يزيد من خطر إصابتك بكسر في العظام. وهشاشة العظام مرض “صامت” لأنه قد لا تظهر عليك أعراض، وقد لا تعرف حتى أنك مصاب بالمرض حتى يكسر عظم لك، وذلك وفقا للمعهد الوطني لالتهاب المفاصل والأمراض العضلية الهيكلية والأمراض الجلدية بالولايات المتحدة الأميركية.
من يصاب بهشاشة العظام؟
تؤثر هشاشة العظام على النساء والرجال من جميع الأجناس والمجموعات العرقية. يمكن أن تحدث هشاشة العظام في أي عمر، رغم أنك تصبح أكثر عرضة للخطر مع تقدمك في السن. وبالنسبة للعديد من النساء، يبدأ المرض في التطور قبل عام أو عامين من انقطاع الطمث.
ولأن النساء يصبن بهشاشة العظام أكثر من الرجال، يعتقد الكثير من الرجال أنهم لن يصابوا بالمرض. لكن كبار السن من الرجال والنساء معرضون لخطر الإصابة بالمرض.
أعراض هشاشة العظام
تشمل الأعراض آلاما شديدة، أو فقدان الطول، أو الانحناء.
قد تنكسر العظام المصابة بهشاشة العظام بسهولة شديدة أو نتيجة لما يلي:
السقوط البسيط الذي لا يسبب عادة كسرا في العظام السليمة.
الضغوط الطبيعية مثل الانحناء أو الرفع أو حتى السعال.
كسور هشاشة العظام
يمكن أن تحدث كسور هشاشة العظام في أي عظمة ولكنها تحدث غالبا في:
عظام الورك.
الفقرات في العمود الفقري.
الرسغ.
ما السبب الرئيسي في هشاشة العظام؟
تحدث هشاشة العظام عندما لا يتم تكوين أنسجة عظمية جديدة بنفس سرعة فقدان الأنسجة العظمية القديمة. عندما يحدث هذا، يتم فقدان الكثير من العظام وتصبح العظام ضعيفة.
هناك عوامل معينة قد تجعلك أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، من بينها عوامل لا يمكنك تغييرها، وعوامل أخرى قد تتمكن من تغييرها.
الجنس: المرأة أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام. ومع ذلك، الرجال معرضون للخطر، خاصة بعد سن الـ70.
العمر: مع تقدمك في العمر، يمكن أن تصبح عظامك أضعف.
مقاس الجسم: النساء والرجال النحيفون وذوو العظام الرقيقة أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
تاريخ العائلة: قد يزيد خطر إصابتك بهشاشة العظام وكسور العظام إذا كان أحد والديك لديه تاريخ من هشاشة العظام أو كسر في الورك.
التغيرات في الهرمونات: انخفاض مستويات بعض الهرمونات يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بهشاشة العظام.
النظام الغذائي: اتباع نظام غذائي منخفض في الكالسيوم وفيتامين “د” يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام وكسور العظام. قد يؤدي اتباع نظام غذائي أكثر من اللازم أو الحصول على القليل جدا من البروتين إلى زيادة خطر الإصابة بفقدان العظام وهشاشتها.
الأدوية: استخدام بعض الأدوية على المدى الطويل قد يجعلك أكثر عرضة للإصابة بفقدان العظام وهشاشة العظام، مثل الغلايكورتيكويدات.
نمط الحياة: يمكن أن يكون أسلوب الحياة الصحي مهما للحفاظ على قوة العظام. وتشمل تغييرات نمط الحياة التي قد تسبب فقدان العظام ما يلي:
عدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل كافٍ وعدم النشاط لفترات طويلة من الزمن.
شرب الخمر.
التدخين.
كيف يتم تشخيص هشاشة العظام؟
الاختبار الأكثر شيوعا المستخدم لقياس كثافة المعادن في العظام وتشخيص هشاشة العظام هو قياس امتصاص الأشعة السينية المركزي مزدوج الطاقة (DXA أو DEXA). ويستخدم الاختبار كمية صغيرة من الأشعة السينية لقياس كمية الكالسيوم والمعادن الأخرى الموجودة في منطقة معينة من عظامك.
علاج هشاشة العظام
أهداف علاج هشاشة العظام هي إبطاء أو إيقاف فقدان العظام ومنع كسرها. وقد يوصي طبيبك بما يلي:
نظام غذائي صحي.
ممارسة الرياضة.
تجنب التدخين.
العمل على منع السقوط للمساعدة في الوقاية من الكسور.
تناول الأدوية.
إذا كنت تعاني من هشاشة العظام بسبب حالة أخرى، فتعاون مع طبيبك لعلاج السبب الأساسي.
التغذية وهشاشة العظام
جزء مهم من علاج هشاشة العظام هو تناول نظام غذائي صحي ومتوازن، والذي يشمل:
الكثير من الفواكه والخضروات.
كمية مناسبة من السعرات الحرارية لعمرك وطولك ووزنك. تحدث مع طبيبك حول كمية السعرات الحرارية التي تحتاجها كل يوم للحفاظ على وزن صحي.
الأطعمة والسوائل التي تشمل الكالسيوم وفيتامين “د” والبروتين مثل: منتجات الألبان قليلة الدسم. والخضار الورقية ذات اللون الأخضر الداكن، مثل الملفوف الصيني، والكرنب، واللفت. بروكلي والسردين والسلمون مع العظام.
الأطعمة المدعمة بالكالسيوم مثل حليب الصويا والتوفو وعصير البرتقال والحبوب والخبز.
يساعد فيتامين “د” جسمك على امتصاص الكالسيوم. وتحتوي بعض الأطعمة بشكل طبيعي على ما يكفي من فيتامين “د”، بما في ذلك الأسماك الدهنية وزيوت السمك وصفار البيض والكبد. وتحتوي الأطعمة الأخرى على فيتامين “د”، بما في ذلك الحليب والحبوب.
قلة النوم تزيد خطر إصابة النساء بهشاشة العظام حذّرت دراسة أمريكية حديثة، من أن عدم حصول النساء على قدر كاف من النوم ليلا، يزيد خطر انخفاض كثافة المعادن في العظام، ويسهم في الإصابة بمرض هشاشة العظام.
الرياضة وهشاشة العظام
تعتبر التمارين الرياضية جزءا مهما من برنامج علاج هشاشة العظام. وأثناء مرحلة الطفولة والبلوغ، يمكن للتمارين مثل المشي أو الرقص أو رفع الأثقال أن تجعل العظام أقوى. بالنسبة لكبار السن، يمكن أن تساعد التمارين المنتظمة على الحفاظ على قوة العضلات وتحسين التنسيق والتوازن، مما يمكن أن يساعد في تقليل فرصتك في السقوط.
الأدوية وهشاشة العظام
قد يصف طبيبك أدوية لهشاشة العظام. وسوف يناقش طبيبك الخيار الأفضل لك، مع الأخذ في الاعتبار عمرك وجنسك وصحتك العامة وكمية العظام التي فقدتها.
الوقاية من هشاشة العظام
يمكنك اتخاذ خطوات للمساعدة في الوقاية من هشاشة العظام وكسور العظام عن طريق:
ممارسة تمارين رفع الأثقال.
عدم شرب الخمر.
الإقلاع عن التدخين.
تناول الأدوية الخاصة بك، إذا كانت موصوفة لك.
تناول نظام غذائي متوازن غني بالكالسيوم وفيتامين د.
هشاشة العظام عند الأطفال
هشاشة العظام غير شائعة لدى الأطفال والمراهقين، رغم أن الأعداد الدقيقة للشباب المصابين بهذه الحالة غير معروفة. وعادة ما يكون سبب هشاشة العظام عند الأطفال مرضا أو حالة كامنة أو بسبب الأدوية التي يتناولها الطفل.
منذ الولادة وحتى العشرينيات من العمر، يكتسب معظم الأشخاص كتلة العظام بشكل ثابت حتى تصل عظامهم إلى ذروة قوتها وكثافتها. وكلما زادت كتلة العظام القصوى لديهم، انخفض خطر الإصابة بهشاشة العظام في وقت لاحق من الحياة.
أعراض هشاشة العظام عند الأطفال
تتطور هشاشة العظام عند الأطفال خلال سنوات بناء العظام الرئيسية ويمكن أن تؤثر على نمو الطفل وتطوره. ويمكن أن تقود إلى:
فقدان الطول أو تأخر النمو.
ارتفاع خطر الإصابة بالكسور.
ما الذي يسبب هشاشة العظام عند الأطفال؟
عادة ما يكون سبب هشاشة العظام عند الشباب بسبب حالة طبية كامنة، أو الأدوية المستخدمة لعلاج مرض، أو سلوكيات معينة تتعلق بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة.
بعض الأمراض التي يمكن أن تؤثر على كتلة العظام وتزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام عند الأطفال تشمل:
مرض الاضطرابات الهضمية.
الشلل الدماغي.
التليف الكيسي.
اضطرابات الأكل.
التهاب المفاصل الرثياني الشبابي.
المرض الكلوي.
بعض الأدوية لهذه الأمراض وغيرها التي يمكن أن تؤثر على كتلة العظام تشمل:
الأدوية المضادة للاختلاج (تستخدم لمنع أو علاج النوبات).
الكورتيكوستيرويدات.
السيكلوسبورين.
الأدوية التي تثبط جهاز المناعة.
يمكن أن تؤثر بعض السلوكيات أيضا على كثافة المعادن في عظام الأطفال وخطر الإصابة بهشاشة العظام، مثل:
عدم النشاط لفترة طويلة بسبب إصابة أو مرض آخر، مثل الشلل الدماغي.
تناول نظام غذائي غير صحي، خاصة إذا كان لا يحتوي على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين “د”.
ممارسة الرياضة بكثرة، خاصة إذا كانت تؤدي إلى توقف الدورة الشهرية لدى الفتاة المراهقة.
علاج هشاشة العظام عند الأطفال
في حالة هشاشة العظام عند الأطفال، من المهم تحديد الأسباب الكامنة المعروفة وعلاجها. أيضا، إذا كان طفلك يتناول دواء يمكن أن يخفض كتلة العظام، فقد يختار الطبيب أقل جرعة ممكنة للسيطرة على المرض لتقليل تأثيره على صحة العظام. بالإضافة إلى ذلك، قد يستفيد طفلك من نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د (أو المكملات الغذائية) والنشاط البدني.
الأدوية التي تمت الموافقة عليها من قبل “إدارة الغذاء والدواء الأميركية” (FDA) لعلاج هشاشة العظام لدى البالغين تستخدم أحيانا لعلاج هشاشة العظام لدى الأحداث. وقد يوصي الأطباء بهذه الأدوية للأطفال الذين أصيبوا بعدة كسور في الفقرات وألم شديد في العظام.
كيف تتغير كتلة العظام مع تقدم العمر؟
يتكون العظم من أنسجة حية تتغير باستمرار، حيث يتم تكسير العظام القديمة وتكوين عظام جديدة في مكانها (إعادة البناء). ويتم إعادة تشكيل جميع العظام تقريبا عند البالغين كل 10 سنوات. ويتم فقدان كتلة العظام عندما يكون هناك خلل في التوازن بين انهيار العظام وتكوين العظام، حيث يتم تكسير المزيد من العظام أكثر مما يتم تكوينه. ويحدث هذا الخلل مع الشيخوخة وغيرها من الحالات.
ويتم اكتساب كتلة العظام أثناء النمو وعادة ما تصل إلى ذروتها في العشرينيات من العمر. وتكون ذروة الكتلة العظمية أعلى عموما عند الرجال منها عند النساء. ورغم أن الرجال والنساء يفقدون كتلة العظام مع تقدم العمر، فإن فقدان العظام عادة ما يكون أبطأ عند الرجال منه عند النساء، ويرجع ذلك جزئيا إلى هرمون الأستروجين الذي تفقده النساء بعد انقطاع الطمث.
هل تؤدي هشاشة العظام إلى الكسور عند الرجال؟
يعد انخفاض كثافة العظام وقوتها عامل خطر رئيسي للكسور لدى الرجال والنساء على حد سواء، وتصبح الكسور أكثر شيوعا مع تقدم العمر. لكن الزيادة في الكسور التي تحدث مع الشيخوخة تبدأ في وقت متأخر عند الرجال مقارنة بالنساء لأن الرجال لديهم كتلة عظمية أكبر في البداية، ويكون فقدان العظام أبطأ عند الرجال.
ويصاب الرجال الأكبر سنا بعدد أقل من الكسور بسبب هشاشة العظام. ولكن الرجال الذين يعانون من كسر كبير (على سبيل المثال، كسر الورك) هم أكثر عرضة للمضاعفات والوفاة نتيجة لذلك من النساء.
ما عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الرجال؟
لدى الرجال بعض عوامل الخطر نفسها للإصابة بهشاشة العظام مثل النساء، بما في ذلك:
الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
الاستخدام المنتظم لبعض الأدوية، مثل الغلايكورتيكويدات.
مرض باركنسون والحالات الأخرى التي تؤثر على الوظيفة العصبية.
انخفاض مستويات الهرمونات الجنسية التستوستيرون والأستروجين.
العادات غير الصحية، مثل التدخين.
ضعف العضلات.
أن يكون عمر الرجل 70 عاما أو أكبر.
هل يمكن أن تحمي نفسك من هذا المرض الصامت؟
هل سمعت عن شخص كَسر إحدى فقراته بسبب عطسة قوية؟ وهل فعلا لا يصاب الرجال بمرض هشاشة (أو ترقق) العظام؟ وماذا عن تأثير الملح والمشروبات الغازية على صحة عظامنا؟ وهل يصيب هذا المرض كبار السن فقط؟
في اليوم العالمي للتوعية بمرض هشاشة العظام (Osteoporosis) نعرض عددا من الحقائق حول هذا المرض الذي يعرف بـ”المرض الصامت” لأنه غالبا ما يشخّص فقط بعد حدوث كسر في العظام؛ فغالبا لا علامات ولا أعراض تظهر قبل حدوث الكسر.
وفقا لمؤسسة هشاشة العظام الدولية ( IOF)، فإن هشاشة العظام “مرض يتميز بحدوث انخفاض في كتلة العظام وتدهور البنية الدقيقة للأنسجة العظام مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بكسور”.
كيف يحدث هذا؟
تحدثت إلى الدكتور بسّام زوان، جرّاح العظام السوري المقيم في إنجلترا، وعضو الكلية الملكية البريطانية، وشرح لي كيف أن العظم نسيح حي يجدد نفسه بشكل مستمر طوال الحياة، من خلال آلية البناء والهدم، لذلك فإن حدوث خلل في هذه الآلية يتسبب بالهشاشة.
“هناك خلايا تسمّى بانيات العظم (مسؤولة عن العظم الجديد) وخلايا كاسرات العظم (التي ترشف أو تمتص العظم القديم)، وتوجد هرمونات مسؤولة عن تحقيق التوازن بينهما، وحدوث خلل في هذه الهرمونات يؤدي إلى سيطرة خلايا الكاسرات وجعلها أنشط. وبالتالي تُفقَد الكتلة العظميّة وتصبح العظام هشة”.
تصف المؤسسة الدوليّة هذا المرض بأنه “شائع”، وتقول إنّه من المقّدر حدوث كسر نتيجة هشاشة العظام “كل ثلاث ثوان” في أنحاء العالم.
وتذكر أنّ خطر الإصابة بكسور الحوض لدى النساء “أعلى من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض وسرطان الرحم مجتمعة”، أما بالنسبة للرجال فإن نسبة الخطر لديهم “أعلى من نسبة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا”.
لكن لماذا تزداد إصابة النساء بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث؟
يصيب هذا المرض الكثير من النساء والرجال بشكل طبيعي عند تقدّمهم بالعمر، وهذا هو النوع الأول من هشاشة العظام (Primary)، أما النوع الثاني فيسمّى بالثانوي (Secondary) وله علاقة بنمط حياة الشخص والعوامل الجينية والأمراض المزمنة، ولهذا يمكن أن يصاب بالهشاشة رجال ونساء، بعمر أصغر.
لكن النوع الأول، المترافق مع التقدم بالعمر، يصيب النساء في خمسينات العمر أكثر من الرجال بذات الفئة العمرية. لماذا؟
مع تقدم النساء في العمر، يتذبذب إنتاج المبضين لهرمون الإستروجين الذي يقل تدريجيا، مما يؤدي إلى أعراض انقطاع الطمث. وهرمون الإستروجين “مهم جدا لبنية العظم لأنه يحرّض بانيات العظم”، كما يشرح الدكتور بسّام زوان.
“الإستروجين مهم جدا في بناء العظم لأنه ينّشط البانيات، فلا يسمح بأن تكون فعالية الخلايا الكاسرات أكبر. لذلك فعند فقدان الهرمون مع انقطاع الطمث، نفقد السيطرة على بانيات العظم، وتنشط الكاسرات، بالتالي يصبح رشف العظم أسرع”.
يوضّح الطبيب أننا ما بين عمر الـ25 وحتى 30 تصل كتلتنا العظمية إلى الحد الأقصى، بعد ذلك نفقد ما قدره نصف في المئة منها كل عام، وبعد سن الأربعين، تصبح النسبة واحدا في المئة. أما بعد انقطاع الطمث (في الخمسينات)، تبدأ المرأة بخسارة ثلاثة في المئة سنويا نتيجة فقدان هرمون الإستروجين، ولكن بعد 10 سنوات على ذلك تصبح النسبة متساوية بين الجنسين.
هل يمكن أن نمنع حدوث الهشاشة؟
عثرت في صفحة الخدمة الوطنية الصحية البريطانية ( NHS) على اختبار يساعد على معرفة مدى وجود خطر من الإصابة بهذا المرض – علما أن هناك 3.5 مليون شخص في بريطانيا مصاب بهذا المرض حاليا.
هذه هي الأسئلة الواردة في الاختبار:
– ما عمرك؟
– ما جنسك؟
– ما عرقك؟ (لأن هذا المرض يزداد لدى الأشخاص من العرق الأبيض والآسيويين)
– ما مؤشر كتلة الجسم (BMI)؟ بناء على حساب الطول والوزن – لأن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض الوزن (مؤشر كتلة الجسم أقل من 19) هم أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وكسر العظام من الأشخاص ذوي الوزن الصحي، وفقا للاختبار.
– هل بدأت ِ مرحلة انقطاع الطمث أو انتهيت منها؟
– هل سبق وكسرت إحدى عظامك جراء تعثّر بسيط؟
– هل انكسر الحوض لدى أحد والديك؟
– هل تعاني من أحد هذه الأمراض؟ فرط نشاط الغدة الدرقية، مرض جارات الدرقية، الحالات التي تؤثر على امتصاص الجسم للطعام (مثل مرض كرون)، الحالات العصبية التي تقلل نشاطك أو تزيد من خطر السقوط؟ وغيرها
– هل تأخذ أيا من هذه الأدوية: أقراص الستيرويد، الأدوية المضادة للصرع، علاجات سرطان الثدي، علاجات سرطان البروستاتا؟
– هل تأخذ فيتامين د؟ (يوصي الخبراء بتناول 10 ميكروغرامات منه يوميا منذ نهاية شهر سبتمبر/أيلول وحتى بداية أبريل/نيسان).
– هل تستهلك ما يكفي من الكالسيوم (ما يعادل 700 ميليغرام يوميا)؟
– هل تشرب أكثر من 14 وحدة من الكحول في الأسبوع؟
– هل تدخّن التبغ؟
– هل غالبا ما تمارس الرياضة كما يوصى؟
تعطي هذه الأسئلة فكرة عن العوامل المساعدة لحدوث هشاشة العظام؛ صحيح أن العوامل الجينية لا يمكن تغييرها لكن يمكن للشخص أن يتبع نمط حياة صحي، للتقليل من العوامل الأخرى التي تسبب هذا المرض.
يقول الدكتور زوان إن أبرز مسببات هشاشة العظم هي: الإكثار من شرب الكحول، والتدخين والكسل.
“الإسراف في شرب الكحول له تأثير على الكبد والكلية وعلى الإستروجين. كما أن لقلة الحركة تأثيرا؛ فوفقا لقانون وولف (Wolff’s law): كلما تعرض العظم للإجهاد كلما تجدد أكثر، فتزيد بنية العظم. وعندما تقل الحركة يزداد رشف العظم”.
“دور التدخين مثبت علميا: إذ له علاقة وثيقة بالهشاشة لأنه يؤثر على استقلاب الهرمونات. والمرأة التي تدخن، يحدث عندها انقطاع طمث أبكر وانقطاع الإستروجين وبالتالي تحدث الهشاشة في وقت أبكر. كما يتدخل التدخين باستقلاب هرمونات أخرى (..) ويؤثر أيضا على الأوعية الدقيقة التي تغذي العظم. كما يؤثر أيضا على تعافي العظم. والمدخن بطيء الحركة بسبب صعوبة التنفس، ومجددا قلة الحركة من أسباب الهشاشة”.
ويضيف الطبيب أن هناك أطعمة ومشروبات تساعد على تخلخل العظم (والتخلخل هي المرحلة التي تسبق الهشاشة):
فيحذر أولا من المشروبات الغازية، ومن الإكثار من الملح “العدو الأول للعظم”، ومن الزيوت المهدرجة (التي غالبا ما يُعثر عليها في الوجبات الخفيفة والأغذية المقلية مثلا).
كما يشير إلى دراسة تقول إن هناك أوكسالات (موجودة في نباتات مثل السبانخ والبطاطا الحلوة والبروكولي والقرنبيط) تمنع وصول الكالسيوم إلى العظم.
وفي مقال منشور على بي بي سي من قبل الجمعية الوطنية لهشاشة العظام، جاء أنه على الرغم من أهمية الحصول على كمية كافية من الكالسيوم، إلا أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن ضروري لتوفير جميع الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأخرى التي تحتاجها العظام.
“يجب أن يهدف الناس إلى تناول وجبات تحتوي على مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما فيها الفاكهة والخضروات؛ الكربوهيدرات مثل الخبز والبطاطا والمعكرونة والحبوب. ومنتجات الألبان وبدائلها؛ الفاصوليا والبقول والأسماك والبيض واللحوم والبروتينات الأخرى”.
“لا رجعة”
هناك قول شعبي شائع يحذّر من خطورة وقوع الشخص المسن – أما علميا فهذه الكسور هي التي تعرف بـ(كسور الهشاشة) والتي تحدث في أماكن مختلفة من الجسم: حول الكتف، والفقرات، وعنق الفخذ، وحول الرسغ، كما أن الكسر قد يحدث بسبب أبسط الرضوض، وحتى عند العطاس أو السعال بشدة، كما يشرح الطبيب السوري.
ورغم أن مرض هشاشة العظام “لا رجعة منه”، وفقا للدكتور زوان، “إلا أن الهدف من العلاج سيركز على وقف الهدم، والمحافظة على العظم الموجود، والحفاظ على العضلات الموجودة حول العظم كي تؤمن التوازن وبالتالي لا يسقط المريض”.
الكالسيوم و فيتامين “د”.. عنصران صديقان للعظام!
تزيد هشاشة العظام بشكل كبير من خطر الإصابة بالكسور، لكن غالبا ما يتم اكتشاف المرض بعد فوات الأوان بيد أنه يمكن إجراء تغيير بسيط في نمط حياتك وعمل خطة وجبات “صديقة للعظام”!
هشاشة العظام هو اضطراب في عملية استقلاب العظام (الهدم وإعادة البناء الطبيعيين لأنسجة العظام) ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بكسور العظام المعروف بـ “هشاشة العظام”. لكن غالباً ما يتم اكتشاف هذا المرض في مراحل متأخرة، قد لا ينفع معه علاج. بيد أن بعض الأطعمة قد توفر لك الوقاية الضرورية من هذا المرض، كما أن إدراج بعض التغييرات على نمط الحياة يمكن أن يكون له تأثير وقائي أيضاً. مجلة “inFranken” الألمانية تكشف عن عنصران يمثلان الحصن المنيع ضد هشاشة العظام.
يتكون هيكلنا العظمي من حوالي 210عظمة، والتي تخزن 98 بالمائة من الكالسيوم في الجسم. لذا فلا عجب أن الكالسيوم على وجه الخصوص له أهمية خاصة في النظام الغذائي الصحيح والضروري للعظام القوية. بالإضافة إلى الكالسيوم، فيتامين د. هو العنصر الثاني المهم في تقوية العظام. وبدون فيتامين، لا يمكن امتصاص كمية كافية من الكالسيوم في الأمعاء. لهذا فإن التغذية السليمة مسؤولة إلى حد كبير عن صحة الجسم بأكمله، بما في ذلك صحة العظام والعضلات، حتى في سن الشيخوخة.
ليس من الضروري إجراء تغيير كامل وجذري في نمط الحياة لإنشاء خطة وجبات صديقة للعظام. غالباً ما تكون التغييرات الصغيرة والبسيطة كافية ومن هذه التغيرات: تقليل اللحوم والنقانق والملح والدهون – والإكثار من تناول الخضار والفواكه. وتعتبر الخضار والفواكه الخضراء مصادر مثالية للفيتامينات والمعادن والألياف. وينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام أن يستهلكوا حوالي 1000إلى 1500 ملليغرام من الكالسيوم يومياً. ومن أجل تغطية الاحتياجات اليومية من الكالسيوم، فإن أفضل الخيارات هي الحليبومنتجات الألبان، مثل الزبادي والجبن أو أنواع معينة من الجبن الصلب.
أما فيتامين د. فيمكن الحصول عليه بشكل أساسي من الأسماك الدهنية مثل الرنجة والماكريل والسلمون. ويمكن تغطية حوالي 10إلى 20 بالمائة فقط من الاحتجاج اليومي من فيتامين د. من خلال الغذاء وحده والحصول على الباقي من خلال التعرض إلى أشعة الشمس. كما أن المشي ولو لمسافة قصيرة كل يوم يمكن أن يحدث الفرق أيضاً في حماية عظامك.
نصائح بسيطة وفعالة لتقوية العظام!
في الوقت الذي يُعاني فيه ملايين الناس حول العالم من مرض هشاشة العظام، والذي تزداد خطورة الإصابة به مع التقدم في العمر. يُمكن اتباع مجموعة من الخطوات البسيطة والفعالة للغاية من أجل الحفاظ على عظام قوية وصحية.
يُنصح بتناول الخضروات ذات اللون الأخضر الداكن.
هناك مجموعة من الخطوات البسيطة والفعالة في نفس الآن لتقوية العظام والحفاظ عليها.صورة من: DW
منذ أيام الطفولة، نسمع كثيرا عن أهمية تناول أطعمة تقوي عظامنا، وتساعد في عملية نمو طبيعية. إلا أنه مع التقدم في العمر، تتراجع قدرة الجسم بشكل ملحوظ، ويزداد خطر الإصابة ببعض الأمراض، ومن بينها هشاشة العظام.
وقد تتسب هشاشة العظام في تحويل حياة الشخص المصاب بها إلى كابوس حقيقي. وبالتالي، تُصعب من عيشه لحياة طبيعية وخالية من المشاكل. لذلك، ينصح خبراء صحة بالعمل دائما على ضمان عظام صحية وقوية.
وفي هذا الصدد، تشير مجلة “فوكس” الألمانية أن هناك مجموعة من الخطوات البسيطة والفعالة في نفس الآن لتقوية العظام والحفاظ عليها.
أما أول هذه الخطوات، فهي ممارسة الرياضة بشكل منتظم، لما لها من فوائد كبيرة على العظام، والجسم ككل. وتساعد التمارين الرياضية على تحفيز الخلايا لبناء العظام، كما أنها تضمن الحصول على عضلات جيدة.
وأوضحت مجلة “فوكس” أن الخطوة الثانية للحفاظ على العظام، هي الخروج في أشعة الشمس (قضاء حوالي نصف ساعة تحت أشعة الشمس يوميا). ويُطلق الجسم فيتامين “د” عند التعرض للشمس، حيث يُعد فيتامين “د” من الفيتامينات المُهمة للحفاظ على صحة وقوة العظام.
يشار إلى أن الأسماك (خاصة السالمون والتونا) غنية أيضا بفيتامين “د” الضروري في عملية امتصاص الأمعاء للكالسيوم، حسب ما أورده موقع “تي أونلاين” الألماني.
ثالثا، تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، إذ تعتبر منتجات الألبان والبروكلي من الأطعمة التي تحتوي على كميات مهمة من الكالسيوم. ولا ينتج جسم الإنسان الكالسيوم، لذلك فإن الحصول على الكالسيوم يأتي من تناول الأطعمة الغنية به. ويختلف مقدار الكالسيوم الذي يحتاجه الشخص حسب عمره وجنسه.
وبالنسبة للحد الأعلى الموصى به للكالسيوم، فإنه 2500 ملغم يوميا بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 50 عاما. أما من تجاوز الخمسين، فإن الحد الأقصى المُوصى به يوميا هو 2000 ملغم، حسب ما ذكره موقع “مايو كلينيك” المهتم بالشؤون الطبية.
أيضا، هناك مجموعة من الأطعمة الغنية بفيتامينات تساعد في تقوية العظام والحفاظ عليها. ومن بين هذه الأطعمة البقوليات مثل العدس والحمص والفاصولياء، حيث تحتوي على الزنك المهم في الحفاظ على صحة العظام، وفق ما أورده موقع “هيلث لاين”، الذي يُعنى بالأخبار الطبية.
كذلك، يُنصح بتناول الخضروات ذات اللون الأخضر الداكن (الكرنب، السبانخ…)، حيث تحتوي هذه الخضروات على الكالسيوم وفيتامين “ك2″، الذي يدعم عملية تخزين الكالسيوم بالجسم، حسب ما ذكره موقع “تي أونلاين” الألماني.
وأخيرا يجب الانتباه إلى الوزن. فمن جهة يتسبب تقص الوزن في خطر الإصابة بهشاشة العظام، حيث يفتقر من يعانون من نقص الوزن إلى ما يكفي من العضلات لحماية عظامهم. ومن جهة أخرى، قد تتسب الزيادة في الوزن في مشاكل للعظام والمفاصل، حسب موقع مجلة “فوكس” الألمانية