كتب الشيخ عباس الناصري:
▪️يحلُّ علينا محرمٌ جديد، بلون عتيق يغمره السواد؛ ليعيد لنا مأساة تاريخية حدثت قبل أكثر من ألف عام، ترويها لنا أيام عاشوراء بأنفاس جديدة، بكل ما حملته معها إلى الأجيال تلوَ الأجيال، من الذكريات والاحداث الأليمة، التي رافقت فاجعة كربلاء.
▪️وبحلوله أيضا يسجل التاريخ سنة أخرى من سنيِّ العشق الحسينيّ الخالد، حيث البكاء والنحيب، واللوعة واللطم، حزنا وتفجعاً على ما جرى هناك.
▪️وحيث المواكب الموالية وراياتها الخفّاقة، العامرة بالولاء لسيد الشهداء وآله وصحبه، وهي تقدم الكثير الكثير، مما تحسبه قليلا في جنب الحسين (عليه السلام).
▪️هناك أيضا دروس العلم والمعرفة، وصور البذل والوفاء والتضحية الكبيرة، التي يرويها أهل العزاء من رجالات القضية الحسينية.
▪️سيجد ذلك ويتحسسه بروحه وشعوره، كلُّ مخلصٍ عرف الحسين واستشعر عظم مصيبته، التي أبكت السماوات والأرضين.
▪️سيجد المخلصون ذلك بل وأكثر من ذلك، حاضرا أمامهم، بمجرد أن ينظروا نظرة صدق، في صحائف الحقيقة التي وثّقتها مدرسة كربلاء، كربلاء الخلود، كربلاء سيد الشهداء، أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه وآله السلام).
▪️أيها الاحبة المعزون: الأهم من كل ذلك هو أن يتلمس المؤمن ويجد في هذا الشهر، طعمَ الإيمان القويّ الوثيق، مع طعم المعرفة الواعية، ذلك الطعم الذي كان قد تشبع به كل أبطال كربلاء، واستمدوا منه العزم والعزيمة، وقدموا للعالم اجمع بسبب تشبعهم به أروعَ القيم الإنسانية النبيلة.
طعمٌ ترسخ في نفوسهم وعقولهم وقلوبهم، فطيّبَ الوجود بأسره وجعله صالحا للعيش، وترك فيه أملاً وسلوة لكل ذي نفس أبيّة وروح عزيزة……إنه شهر الحسين.