الواجهة الرئيسيةسياسية

أزمة العراق… تظاهرات في الشوارع ودعوات للحوار تمهيداً لحل الخلاف السياسي الراهن

بعدما شهدت المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، إعصار التظاهرات يوم الأربعاء الفائت، بدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان العراق، بزعامة مسعود البارزاني، حراكاً يهدف لإقناع أطراف الأزمة في بغداد بالتوجه إلى مدينة أربيل وبدء مفاوضات مباشرة تهدف لإيجاد مخرج للأزمة.

 

 

الحوار سبيل لحل الأزمات

 

فقد دعا البارزاني “الأطراف السياسية المعنية إلى القدوم إلى أربيل، عاصمتهم الثانية، والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل إلى تفاهم واتفاق يقوم على المصالح العليا للبلد، فلا توجد هناك مشكلة لا يمكن حلها بالحوار”.

وأكد نيجيرفان البارزاني، في بيان صباح الأحد، أنه “يتابع بقلق عميق الأوضاع السياسية والمستجدات في العراق”.

فيما شدد على الأطراف السياسية “الالتزام بضبط النفس وخوض حوار مباشر من أجل حل المشكلات”، معتبرا أن “زيادة تعقيد الأمور في ظل هذه الظروف الحساسة يعرض السلم المجتمعي والأمن والاستقرار في البلد للخطر”.

إلا أن المبادرة التي طرحها رئيس الإقليم، نيجيرفان بارزاني، لم تتلق أي أصداء حتى الآن، والتي تعبر الحل الأمثل في سبيل حقن الدماء من جميع الأطراف.

ومن جهته، جدّد هادي العامري الذي يتزعم إحدى فصائل الحشد الشعبي، متوجهاً إلى الإطار التنسيقي والتيار الصدري، الدعوة إلى “الحوار الجاد والبناء، للتوصل الى حلول لنقاط الاختلافات فيما بينهما”. وحذّر من أنّ “أجواء التصعيد الاعلامي من خلال البيانات والبيانات المضادة والتي تدعو الى الحشد الجماهيري، قد تخرج عن السيطرة وتفضي الى العنف”.

فيما فضل المكون السني عدم التدخل واكتفى زعماؤه بإصدار بيانات تدعو إلى حوار بين الإطار والتيار.

مصير مجهول

في حين يعيش العراق شللاً سياسياً تاماً منذ الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/أكتوبر 2021. ولم تفضِ مفاوضات لامتناهية بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة. أظهر الصدر الذي يملك قاعدةً شعبية واسعة أنه لا يزال قادراً على تحريك الجماهير لأهدافه السياسية.

فيما انتشرت قوات الأمن في بغداد وأقامت نقاط تفتيش في المدينة، بعدما تمّ تناقل رسالة تدعو إلى التظاهر عند الساعة الخامسة عصراً، على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

الصدر والتغيير الجذري

وصف زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر التطورات السياسية التي يشهدها العراق بأنها فرصة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات وأكد على أهمية التظاهرات، مستخدماً مصطلح “التغيير الجذري” للمرة الأولى.

واعتبر الصدر، في بيان على “تويتر”، أن “نجاح المتظاهرين في احتلال المدينة الخضراء هي فرصة ذهبية لتغيير النظام السياسي والدستور. متبنياً فيها احتجاجات 2016 حين قاد الصدر تظاهرات شعبية ضد حكومة حيدر العبادي، واقتحم أنصاره المنطقة الخضراء ومقر البرلمان قبل أن يطلب منهم الانسحاب سريعاً.”

كما دعا من خلالها العشائر والقوات الأمنية والحشد إلى نصرة “الثائرين”، معتبراً دعوته بانها فرصة “عظيمة” من أجل التغيير الجذري.

لتظهر المؤشرات بعد نشر هذه التغريدة أنها كانت إشعاراً لإطلاق المرحلة الثانية. إذ أعلن المحتجون الذين احتلوا البرلمان العراقي عن تشكيل تنسيقية وإجراء انتخابات لها داخل البرلمان، بالإضافة إلى ظهور مسؤول سرايا السلام تحسين الحميداوي، وهو يتوسط مجموعة من الأشخاص، ويشرف على خريطة للمنطقة الخضراء.

في الوقت الذي قدمت فيه الكتلة التيار الصدري، استقالتها، في 12 حزيران/يونيو الماضي، كخطوة عدّها زعيم “التيار الصدري” السيد مقتدى الصدر، “تضحية من أجل الوطن والشعب لتخليصه من المصير المجهول”.

التظاهر السلمي مصلحة للوطن

في المقابل توالت دعوات الحوار من قبل المسؤولين في الإطار التنسيقي، إلا أن مناصريهم دعوا للتظاهر الاثنين.

فقد أوصى الإطار التنسيقي بضبط النفس وأقصى درجات الصبر والاستعداد، داعياً جماهير الشعب العراقي المؤمنة بالقانون والدستور والشرعية الدستورية إلى التظاهر السلمي دفاعاً عن الدولة ومؤسساتها وفي مقدمتها السلطة القضائية والتشريعية، والوقوف بوجه هذا التجاوز الخطير والخروج عن القانون والأعراف والشريعة.

فيما نقلت مواقع التواصل الاجتماعي تأكيدات مناصري التحالف “الإطار التنسيقي”، إن احتجاجات أنصارهم “ليست موجهة ضد شخص أو فئة”.

كما أكد الإطار شعوره بالمسؤولية الشرعية والوطنية وأهمية اللحظة التاريخية التي يمر بها العراق، استمراره في دعوته إلى الحوار مع جميع القوى السياسية، وخصوصاً الأخوة التيار الصدري بالرغم من التصعيد المستمر وتطور الأحداث.
معتبراً هذه الأحداث بأنها أمر خطير يعيد إلى الذاكرة الانقلابات الدموية التي عاشها العراق طيلة عقود الدكتاتورية، ما قبل التغيير”.

وفي سياق متصل دعت جهات مقربة للإطار التنسيقي إلى حشد شعبي يوم أمس الاثنين 1آب للدفاع عن الشرعية.وتقدم الإطار التنسيقي مساء أمس الاثنين بوافر الشكر والامتنان إلى الجماهير العراقية المدافعة عن الدولة ومؤسساتها.

مؤكداً أنها ضربت مثالاً رائعاً للتعبير عن الاحتجاج السلمي وأعلنت استعدادها للدفاع عن الدولة ومشروعيتها ومؤسساتها والدفاع عن حقوق المواطنين ومصالحهم.

ويشار إلى أن التوتر قد تصاعد منذ عدة أيام في العراق، إذ اقتحم مناصرو التيار الصدري مبنى البرلمان مرتين، وباشروا داخله اعتصاماً السبت، رفضاً لترشيح محمد شياع السوداني (52 عاما) من قبل الإطار التنسيقي، لرئاسة الحكومة.

 

 

 

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى