اخبار اسلامية

خطيب جمعة الأبرار يستكمل موضوع الجمعة السابقة ’رسالة الإمام الحسين ع لاخيه محمد بن علي ع’

استكمل خطيب جمعة الأبرار في مدينة واسط السيد حيدر الزاملي موضوع الجمعة السابقة وهو رسالة الامام الحسين ع لاخيه محمد بن علي ع .

(من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح) ان امكانية الالتحاق بفتح عاشوراء يتوقف على اتباع المرجعية الشاهدة

بعد ان عرض السيد الزاملي في الجمعة السابقة وجها لمعنى الفتح المقصود وهو تثبيت الدين الاسلامي وتحديد قيادته الحق وسلب الشرعية عن بني امية

تناول في هذه الجمعة حقيقة اخرى اثبتتها الرسالة وهي عدم تكرار هذا الفتح
وبين السيد الزاملي ان عدم تكرار هذا الفتح لان موضوعه لا يتكرر
لكن الله تعالى من كرمه ولطفه بالعباد يرزق من يقتدي ويثبت على مبادئ ثورة الحسين عليه السلام ثواب المشاركة في هذا الفتح العظيم
يروى ان جابر الانصاري حينما زار قبر الحسين عليه السلام قال : والذي بعث محمدا بالحق ( نبيا ) لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه .
قال عطية : فقلت له : يا جابر كيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف ، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم ؟ فقال لي : يا عطية سمعت حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من أحب قوما حشر معهم (( ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم))

فحب العمل الذي يدفع باتجاه الالتزام والثبات ويمنع من اقتراف السيئات يضمن الاشتراك في فتح عاشوراء

ثم بين السيد الزاملي طريقا اخر للمشاركة في فتح عاشوراء حيث قال :
ان قضية الصراع بين الحق والباطل لم تنتهي بعد واقعة كربلاء , ومع ان الفتح تحقق لكن هذا لا يمنع محاولة الباطل المستمرة للقضاء على دين الاسلام ولولا من يتصدى لهذه المحاولات من المصلحين الذين هم ثمرة الفتح لتغيرت المسارات التي خطها الامام الحسين عليه السلام

ورد عن رسول الله صلّى الله عليه و آله انه قال : ( يحمل هذا الدين في كلّ قرن عدولٌ يَنْفون عنه تأويل المُبْطِلِين ، وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين، كما ينفي الكير خبث الحديد)
وهذا يعني بوضوح ان فتح يوم عاشوراء وان لم يتكرر الا ان المحافظة على نتائجه ممكنة لكل مؤمن بشكل من الاشكال هذا من جهة من جهة اخرى ان دائرة الصراع ضمن النتيجة الاولى وهي محاولة التحريف وتأويل المبطلين وانتحال الجاهلين ـ الزعامات مزيفة ـ مستمرة ، وضمن النتيجة الثانية ايضا مستمرة
وهذا نوع من الاشتراك في فتح عاشوراء

ثم عرض طريقا ثالثا
فان القران الكريم يحدثنا عن كرم الله تعالى ان يجعل التابع من المتبوع قال تعالى ( فمن تبعني فانه مني) واورد السيد الزاملي عدت روايات تشير الى عدة اشخاص انهم من اهل البيت
ك (سلمان منا اهل البيت) و(عيسى بن عبد الله منا حيا ومنا ميتا)
فان منزلة الكون من اهل البيت اعظم من الكون ممن شارك في فتح عاشوراء
وقد فتح الله تعالى بكرمه الباب لعباده ليكونوا من ال محمد عليهم السلام فمن باب اولى ان يتسع كرمه لفتح باب الاشتراك في فتح عاشوراء

واوضح السيد الزاملي ان كل طريق من هذه الطرق يتضمن تكاليف وأولويات ومنهاج واعتقاد فكيف يمكن للمؤمن في زمن الغيبة ان يدرك حقيقة ما مطلوب منه ، كيف له ان يحدد تكليفه وكيف له ان يرتب الأولويات وانى له معرفة صحة اعتقاده
الجواب بديهي وواضح بالرجوع إلى الفقيه الجامع للشرائط

واذا كان تحقيق الطرق الثلاث التي تؤهل المؤمن للاشتراك في فتح عاشوراء يُضمن بالرجوع للفقيه في زمن الغيبة , والجميع يدعي الارتباط بالفقهاء , فاين يقع الخلل

ويمكن تحديد ذلك بما يلي :

اولا : عدم الطاعة
قال تعالى { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }

ثانيا : عدم اتباع القيادة الحق
ورد عن الامام الصّادق (عليه السلام): أما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه

ثالثا : تعدد القيادات الدينية المتصديه

في رواية عن الامام الرضا عليه السلام قال : فان قال قائل: فلم لا يجوز أن لا يكون في الأرض إمامان في وقت واحد وأكثر من ذلك ؟
قيل لعلل منها أن الواحد لا يختلف فعله وتدبيره، والإثنين لا يتفق فعلهما وتدبيرهما، وذلك إنا لم نجد إثنين إلا مختلفى الهمم والإرادة، فإذا كانا إثنين ثم اختلفت هممهما وإرادتهما وتدبيرهما وكانا كلاهما مفترض الطاعة لم يكن أحدهما أولى بالطاعة من صاحبه، فكان يكون في ذلك اختلاف الخلق والتشاجر والفساد، ثم لا يكون أحد مطيعا لأحدهما الا وهو عاص للآخر وتعم معصية أهل الأرض، ثم لا يكون لهم مع ذلك السبيل إلى الطاعة والإيمان ويكونون إنما اتوا في ذلك من قبل الصانع الذي وضع لهم باب الاختلاف والتشاجر والفساد، إذ أمرهم بابتاع المختلفين.

ومنها أنه لو كانا إمامين لكان لكل من الخصمين أن يدعو إلى غير الذي يدعو إليه صاحبه في أمر الحكومة، ثم لا يكون أحدهما أولى بأن يتبع صاحبه فيبطل الحقوق والأحكام والحدود،
ومنها أنه لا يكون واحد من الحجتين أولى بالنطق والحكم والأمر والنهى من الآخر، وإذا كان هذا كذلك وجب عليها أن يتبدئا بالكلام، وليس لأحدهما أن يسبق صاحبه بشئ إذا كانا في الامامة شرعا واحدا، فان جاز لأحدهما السكوت جاز السكوت للآخر وإذا جار لهما السكوت بطلت الحقوق والأحكام، وعطلت الحدود وصار الناس كأنهم لا إمام لهم.

وقد اجاب السيد الزاملي عن اشكال مقدر مفاده ان الرواية تتحدث عن الامام لا عن العلماء في زمن الغيبة
الجواب : ان المقصود من لفظ الامام هو عموم اللفظ لا خصوصه لاننا نعلم ان الائمة عليهم السلام غير مختلفي الهمم والارادة، والامام في الرواية يقول والاثنين مختلفي الهمم والارادة
ولو تنزلنا ان المقصود هو خصوص لفظ الامام بان يكون المتصدي واحد وسيرتهم عليهم السلام كشفت عن ذلك مع انهم غير مختلفي الهمم والارادة كما قلنا فيكون من باب اولى فيمن يكونا مختلفي الهمم والارادة ان يتصدى واحد لا اكثر حتى لا تحصل النتائج التي وردت في الرواية.

ايها المؤمنون الكرام
اننا اليوم نرى بوضوح ان المرجعية التي قدمت اكمل انموذج لنيابة المعصوم هي مرجعية الشيخ اليعقوبي دام ظله وقد كفاه الله تعالى مؤونة الدفاع عن مرجعيته بعد ان قدم اهل الفقاهة والعلم والفضيلة شهاداتهم التي باعتقادي لم تحصل مرجعية اخرى مثلها كما ونوعا فكل من يطلع على بحثه الموسوم فقه الخلاف يقف معظما هذا العطاء
وقد من الله تعالى على الامة ان مد ظل مرجعيته ليتنعم تحته المؤمنون في مختلف البلدان ونجحت مرجعيته المباركة في تحقيق ما عجز عنه الاخرون
واننا ندرك يقينا ان لمرجعيته شانا كبيرا في التمهيد لدولة العدل الالهي , ولو ان الامة اصغت اليه واطاعته لفتح الله تعالى لها فتحا مبينا
وان الذي يتابع خطاباته دام ظله للسنوات الاخيرة بدقة مثلا خطاب عيد الاضحى فانه يكتشف بوضوح عالمية مرجعيته المباركة وهذا يستلزم قيام اتباع المرجعية بدور اكبر وان تكون نظرتهم للاحداث والموضوعات مستحضرة لهذه الحقيقة

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى