مقالات
أخر الأخبار

طوفان الأقصى شرارة معركة التحرير الكبرى

كتب / علي الخالدي: الأقصى بالنسبة لنا نحن المسلمين، قضية قرآنية مهدوية تتجلى في سورة الإسراء، وهي الوعد الحق الذي وعدنا به من قبل الله عز وعلا، إذ قال تعالى: ((فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا)) الآية 5 من سورة الإسراء.

 

القدس الحزينة منذ سبعين عاماً، اليوم عادت مبتهجة ومستبشرة بأبناء وأحفاد الشهداء والجرحى، الذين سقطوا على طريق قطار التحرير منذ عقود، تصدح بهم زغاريد نصرها الذي أدخرتهم له، حيث لم يخيبوا أملها الذي أنجبتهم ليكبروا من أجله، ولم ينكروا طعم التراب الذي نمت أضلاعهم من زرعه، وهم يخيطون لها ثوب عرس تحرير فلسطين، الذي بدأت خيوط فصاله من أرض غزة والعيون على معركة التحرير الكبرى قبعة العروس يافا المحتلة “تل أبيب”.

إن الشرارة قد انطلقت من أرض غزة الصامدة، بعد أن أجمع أهلها قواهم وقرروا كسر القيود التي قطع بها العدو الصهيوني، فستان عروس العرب والمسلمين “فلسطين” وأخذ مجاهدوها على عاتقهم حمل تحريرها، بعد أن فهموا الدرس أن الحمل لا يحمله إلا أهله، حيث تخلت عنهم الكثرة العربية الجبانة وخذلتهم لأكثر من مرة وتركتهم أهدافاً سائغة للعدو الجبان، بعد أن لبسوا قميص التطبيع مع الكيان الصهيوني ظناً منهم أنه بدلة نجاة من خيانة شعب القدس المحتلة.

إن ما يدور في غزة اليوم هو أولى بشائر تحرير فلسطين الكامل، حيث غرق العدو الصهيوني فيها بكل جيشه وقواه البحرية والفضائية، إذ بعد سبعين يوماً من التيه في طوفان الأقصى لم يحصل العدو على أية وسيلة مساعدة بعد أن فشل في دعمه وإسناده وإغاثته جميع دول الاستكبار العالمي، ليس لاستعادة جنوده أو إرجاع الأرض التي سيطر عليها جنود المحور! بل لإنقاذ نفسه والهروب بعيداً عن صواريخ المقاومة الفلسطينية، التي أخذت ترعب المدن التي يدعون أنها أكثر مدن العالم أمناً كإيلات وتل أبيب.

إن الذي يجري في غزة الآن هو عمليات بسيطة تحت أقدام جنود المحور من تحطيم وسحق للقدرات التي كانت تخيف العالم والذي لقب نفسه كذباً أنه الجيش الذي لا يقهر، ولن ترهب أهل غزة التجمعات السكنية التي يقصفها العدو، أو أعداد الشهداء الذين يعتبرون ذخيرة التحرير والطاقة التي تمنح المجاهدين القوة لمواصلة الطريق، فذوو المظلومين على دراية أن العدو يألم أكثر مما يألمون، حيث يفقد الكيان يومياً العشرات من جنود جيشه، وتمريغ هيبته وإذلاله أمام أصدقائه الأعراب.

إن العدو الذي يماطل في أرض غزة لإطالة أمد الحرب ما أهدافه إلا غايتين، أولاهما إبعاد نتن ياهو عن محاسبة الصهاينة له بسبب العار الذي صنعه بهم في يوم 7 أكتوبر، ولتأخير المجاهدين من قضم تل أبيب التي هي أصبحت الهدف الثاني بعد معركة الساعة، والتي أصبحت بمتناول يد الغزاويين، بعد تفوقهم في طوفان الأقصى التي كانت عبارة عن ميران “بروفا” لمعركة التحرير الكبرى، التي نعتقد أنها مرتبطة بظهور الإمام المهدي الموعود (عليه السلام).

إن أحرار العالم اليوم كلهم يتطلعون لما يفعله الشعب الفلسطيني، وينتظرون حريتهم التي هي بيد المجاهد الغزاوي، فسقوط الكيان الصهيوني يعني انهيار الظلم والجور في العالم كله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى