مقالات
أخر الأخبار

التعليم الأخضر في الجامعات العراقية

كتب / أ. د رياض خليل التميمي: يعد مصطلح التعليم الأخضر أو الخضرنه من المصطلحات التي برزت في السنوات الأخيرة، في ظل العناية بالنظام البيئي والبعد عن الملوثات الصناعية وترشيد الاستهلاك المتنامي للطاقة، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة 2030، التي التزم بها العراق كبقية دول العالم.

 

وبهذا فقد شرعت اقتصاديات التعليم في الدول المتقدمة، في اعتماد تقنيات وتطبيقات وسلوكيات وأدوات تهدف إلى المحافظة على البيئة، والمساهمة في خفض الاعتماد على المنتجات والممارسات التي تثقل كاهل وزارات التعليم مادياً وزمنياً، وصولاً إلى المتعلم، وإضافة إلى ما سبق برز مؤخراً مصطلح خضرنة المقررات، وتخضير التعليم كمشاريع مستقبلية تهدف لتعليم أخضر.

إن التعليم الأخضر أو ما يسمى الجامعة الخضراء، هو التعليم العصري الذي يسعى إلى التنمية المستدامة، ومواكبة التطور التكنولوجي والاستفادة منه في سائر عناصر العملية التعليمية بكفاءة عالية ونواتج متميزة، وفق معايير صديقة للبيئة.

فهو بذلك يطور جانبين: الجانب الأول المتعلق بالبرامج البيئية من مبان وطاقة وتشجير وخدمات، وهذا الجانب نجده بشكل واضح وجلي في كثير من بلدان العالم، وقد بدأ تطبيقه منذ عدة سنوات.

وأما الجانب الثاني فهو كل ما يركز على العملية التعليمية، بالتقنيات والتطبيقات والاستراتيجيات والممارسات المرتبطة بمفهوم التعليم الأخضر، وقد بدأت كثير من الدول في اعتماده، في مؤسساتها ونظامها التعليمي.

ومن فوائد هذا النظام اعتماد تقنيات لترشيد استهلاك الطاقة الناتج عن استخدام أجهزة الحاسوب والإضاءة والتكييف وغيرها، فضلاً عن استخدام التقنيات التعليمية بطريقة سليمة بيئياً، واقتصادية في الجهد والوقت، وكذلك التحول الجذري إلى الخدمات الإلكترونية، بغية الاستغناء عن استخدام الورق والكتب الدراسية، وتقليص مراكز التدريب بتفعيل التدريب عن بعد، والاستفادة بشكل فعال من تقنيات التعليم الحديثة.

لعل من الأمور التي يتطلب التخطيط لها، من أجل اعتماد الأسس المبدئية للتعليم الأخضر في الجامعات العراقية ما يأتي:

-الاهتمام بالحرم الجامعي الأخضر بتوسيع المساحات الخضراء.

-تشجيع بحوث التعليم الأخضر ومعالجة أمور تتعلق بالطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة لمواجهة مخاطر التغير المناخي.

-القيام بحملات توعية بالتثقيف على رعاية وإكثار البيئة الخضراء.

-وضع خطة فعالة لمعالجة النفايات الضارة بالبيئة للحفاظ على النظافة العامة.

-إدماج برامج ومواضيع التعليم الأخضر ضمن المواد الدراسية في الجامعة.

-تفعيل شعب ووحدات التعليم الجامعي الأخضر ضمن الهيكل التنظيمي للجامعات.

-عقد الشراكات البحثية مع الجامعات والوزارات المعنية بالكهرباء والبيئة والموارد المائية والزراعة والنفط وشركات القطاع الخاص.

-إقامة ورش العمل والندوات للتوعية بمخاطر التغير المناخي والبيئي، من خلال تطبيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي أقرت من الأمم المتحدة ويلتزم بها العراق لغاية 2030.

-تمويل المشاريع التي تدعم التحول السريع إلى التعليم الأخضر والبيئة النظيفة ضمن الموازنات المالية المخصصة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

ومن خلال النقاط السابقة، سنعيد هندسة التعليم بأسلوب يتواءم مع التطور العلمي والاقتصادي المتنامي الذي يشهده العالم اليوم.

كمثال على ذلك التطبيقات التقنيات التي تعتمد نظام التعليم الأخضر، نظام البرمجة الذكية (Smart Computing) لتصميم برامج وتطبيقات ذكية، للاستفادة منها في العملية التعليمية، والتعليم بالأيباد وما شابهه من الأجهزة اللوحية كبديل عن المقررات الورقية، ويسهل بذلك تطبيق نظام في التعليم بالمدارس، والذي يمكن الطلاب من استخدام أجهزتهم الشخصية دون الحاجة لمعامل الحاسب الآلي، وكذلك المعامل الافتراضية للاستفادة منها في مواد الكيمياء والفيزياء والإحياء وغيرها من التخصصات الطبية والصناعية، وذلك ماتم تطبيقه فعلياً من خلال عملية بولونيا المعتمدة حالياً في الكليات الهندسية والعلوم في معظم الجامعات العراقية.

 

رئيس جامعة الإمام جعفر الصادق (ع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى