أخبارمقالات
أخر الأخبار

جنون حارس البوابة

كتب الدكتور اياد البنداوي- باحث إعلامي لن يتناول مقالي هذا جنون حارس البوابة ( الشرقية) الذي زج بلده في أتون حروب عبثية لم نجن منها الا الموت والدمار والمأساة، كما لن يتناول المقال مستوى حراس بوابتنا الكروية المتذبذب سيما بعد أفول نجم الحراس الكبار كرعد حمودي وفتاح نصيف ونور صبري وغيرهم.

سأركز هنا على مجال تخصصي كي لا اتطفل على مجالات الآخرين وأكون كالبعض الذين يعتقدون أنهم يفهمون في السياسة والرياضة والأدب والاقتصاد والسينما وحتى في الطبخ ووصفاته الشهية.

لدينا في علم الاتصال نظرية تدعى (نظرية حارس البوابة ) نظر لها العالم النمساوي الأمريكي الأصل كيرت ليوين في عام ١٩٧٧ وترى هذه النظرية ان هناك حراس بوابات أو( قطاع طرق معلوماتية ) يقفون في منتصف الطريق الذي تسلكه الرسالة الاتصالية (اخبار -تقارير -نشرات -برامج -تغطيات) من المرسل (الصحفي) إلى المستقبل(الجمهور) ، ولحراس البوابة اولئك السلطة التي تؤهلهم للسيطرة على مكان استراتيجي في تلك الرحلة والتي تمنحهم سطوة القرار فيما يمر وما لا يمر الى الجمهور عبر بواباتهم الإعلامية .

وكم عانينا في زمن ( حارس البوابة الشرقية) من مقص ( حارس البوابة الإعلامية ) الذي كان لا يمرر الا ما يريده القائد وحزبه الفاشي وفق سياسة فرعون ( ما أريكم الا ما أرى).

ومع تطور تقنيات الاتصال من الاتصال التقليدي إلى الاتصال الرقمي وظهور مواقع التواصل الاجتماعي وثورة الانترنت استبشر المثقفون والكتاب وصناع المحتوى بزوال قيود الدكتاتوريات الفكرية وتبدد مخاوف خنق الأصوات وكبت الحريات سيما في الفضاء الرقمي الرحب.

ولكن أماني الجميع بائت بالفشل والخيبة وقد اصدمت بصخرة السيد مارك ( التي لا أعرف بأي صخرة ذكرتني) ومعايير مجتمعه التي تحجب الأصوات الحرة والمقاومة التي ترفض الاستسلام والخنوع والرضوخ لالة القتل والشر العالمية.
لقد أضحت معايير موقع الفيسبوك الجائرة وقيوده التي تتزايد يوما بعد آخر على المحتوى ومحاولات تطبيع الفكر والسلوك الإنساني مع معايير ترفضها الفطرة الإنسانية كدعم الشذوذ ومحاربة من ينتقده، أضحت وبالا ونقمة على أصحاب هذا الموقع وبات المستخدمون في أقصى حالات الضجر والتذمر وعيونهم مشدودة نحو من ينتشلهم من ظلم هذه (البوابة الكونكريتية الزرقاء ) ومعاييرها المجحفة التي تتناغم مع سياسات دول الشر وقتلة الأبرياء.. انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى