كتب د. مجيد حميد العزاوي: من الحقائق الثابتة أن المنتوج السياحي (tourism product) يختلف عن باقي المنتجات، حيث لا يمكن نقله إلى السائح بل يجب جلب السائح إلى منتوج، من هذا المنطلق على مسوقي المنتوج السياحي العراقي، أن يحسن عرض المنتج إلى السائح، وهذه مهمة السلطة السياحية والمشاركين الآخرين في عملية التسويق، والتي يكون أحد أهم عناصرها هو الترويج السياحي (tourism promotion).
إن أهم التحديات التي تواجه السياحة العراقية هي انتقالها من السياحة المحلية (domestic tourism) إلى السياحة الدولية الوافدة (inbound tourism)، وذلك لتحقيق أهم الأهداف، وهو تحقيق إيرادات سياحية للبلد (tourist revenue)، وهذا ما تسعى إليه الهيئات السياحية في العالم لدعم بلدانها.
إن الترويج السياحي هو أحد مكونات التسويق السياحي و هو بداية الحلقة لبناء سياحة وافدة ناجحة، لأن أي برنامج سياحي للسياحة الوافدة يجب أن يقدم عرضه السياحي (tourism supply) على طبق من ذهب، وذلك من خلال التسهيلات (facilities) التي تمكن من خلق منافسة في الجذب السياحي مع الأسواق السياحية في دول الجوار والشرق الأوسط، إضافة إلى المتغيرات الأخرى المتغيرات الأخرى كالأسعار، وتكامل الخدمات التخصصية والقوانين والتشريعات الداعمة للنشاط السياحي.
الحلقة المهمة في هذا الترويج هو موضوع خلق التوازن بين الحقيقة المدركة (perceived fact) للعرض السياحي والواقع المدرك (perceived reality)، وهي مهمة في جذب السائح وتشويقه والحفاظ عليه أطول فترة ممكنة، من خلال عرض منوع للمنتوج السياحي العراقي وخلق حالة من الوفاء (loyalty) لدى السائح، للعودة لزيارة العراق.
إن من الواجب في حملات الترويج السياحي أن يتم التفريق بين الحقيقة المدركة والواقع المدرك، الترويج يجب أن يستند على الواقع المدرك، وليس على الحقيقة المدركة في الحقيقة المدركة هو ما يتكون في الذهن من الانطباعات لدى السائح، نتيجة ضغوط من عوامل الإثارة أو التحفيز الخارجي وأدوات الاتصال، أما الواقع المدرك، فهو ما يلمسه السائح على أرض الواقع دون تأثير من العوامل الخارجية والفرق واضح بين الاثنين.
إن تكوين صورة ذهنية للمقصد السياحي وارتباطه بسمات معينة لدى السائح هي أولى خطوات بناء خطة ترويج بعيدة المدى للسياحة العراقية، والتي تراعي فيها خلق إدراك لدى السائح بأهمية جهة القصد السياحي كموقع أثري أو تاريخي أو تراثي أو على مستوى البلد كله، وذلك تأكيد الصورة الإيجابية لجهة القصد وتكريس وإثبات الصورة الذهنية للسائح على أرض الواقع وعدم المساس بشكل سلبي بهذه الصورة الذهنية، والأهم من ذلك متابعة الصورة الذهنية لدى السائح، لهدف تعزيزها وتكريسها، من خلال تحسين وتعزيز الحقيقة والواقع معاً للمقصد السياحي (destination).
خبير سياحي