أخبارمقالات
أخر الأخبار

طريق التنمية.. نافذة العلاقات العامة الدولية في العراق

كتب د. محمد وليد صالح: في عالم لا حدود له ازدادت حدة المنافسة، إلى الحد الذي أدركت فيه جمهورية العراق والبلدان هذا الترابط والحاجة إلى الانفتاح العالمي، وقد بدأوا في إدراك قسرية المنافسة بينهم، والعمل على تنفيذ التحول الرقمي واستراتيجياته، التي تسهم في تحديد سماتهم في الأسواق الخارجية، وتعزيز هوياتهم عبر المؤسسات الاستثمارية والاقتصادية المستفيدة.

ولصناعة التقارب وتعزيزه بين الشعوب بأساليب متنوعة أهمها وسائل الإعلام وتعزيز التواصل الثقافي، إذ إن للعلاقات العامة الدولية الأثر البالغ على سيكولوجية الشعوب عن طريق وظائفها وأهدافها، سواء أكانت مقصودة وظاهرة أم كامنة أم خافية.

فالتساؤل الأساس يكمن حول الإفادة من مشروع طريق التنمية الاستراتيجي من ممارسة العلاقات العامة الدولية في العراق؟ ومن التساؤلات الفرعية الشاملة على الأدوار التالية، ما فاعلية ممارسة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في مجال العلاقات العامة الدولية؟ ما فاعلية ممارسة شركات متعددة الجنسية كأداة للعلاقات العامة الدولية؟ ما فاعلية ممارسة العلاقات العامة الدولية لتعزيز التلاقح الثقافي بين الشعوب ورسم صورة العراق؟ وحين نفترض ترويج الدبلوماسية الشعبية وتعزيز فهم الثقافات المتنوعة عبر هذا المشروع.

وقد تغيرت العلاقات بين دول العالم بعد التحوّلات الرقمية في وسائل الاتصال والبث المباشر إلى ظهور سكان العالم بصرف النظر عن مكان وزمان تواجدهم، ليكونوا قادرين على الحركة بسهولة أكبر والانتقال إلى البلدان البعيدة، ومعرفة مؤسسات حكوماتهم وثقافاتهم ومنتجاتهم وخدماتهم، نتيجة لتنوع نشر المعلومات عن الأمم، وبالتالي يبنى التعاون والثقة بين الشعوب وزيادة التواصل فيما بينها وإعلام الرأي العام وجذب الشركات والاستثمارات والسياحة، وهكذا تنشأ طريقة جديدة للربط السياسي والاقتصادي بين الدول والقارات.

ما أشرنا إليه هو مجرد واحد من المجالات اللانهائية في عالم غير ثابت ينفتح على ممارسة العلاقات العامة لنشاطها الممنهج، لكون موضوعاتها غير ثابتة وبتطور مستمر يواكب حالة الحداثة والتسويق وتقانات الذكاء الاصطناعي.

وبالنظر إلى بناء السمعة المتكونة من عوامل عدة يتفاعل في إسقاطها وكلاء سياسيون واقتصاديون واجتماعيون، إنه نظام إشارات متعددة يحتوي على عدد من الطلبات، يعمل على الاستجابة للتطلعات والتوقعات الاتصالية ذات الطابع المؤسسي والتجاري والسياسي والثقافي والسياحي في سياقات مختلفة.

وهذا يأتي عبر التفاوض لتعزيز الجهود وتعميق التوجهات البحثية والدراسات والتدريب في مجال العلاقات العامة الدولية لأهميته داخلياً وخارجياً لكل دولة، وإن حوكمتها بوصفها مهمة مزدوجة تبدأ بدراسة الرأي العام ومعرفة رغبات الجمهور واحتياجاته لرسم سياسة المؤسسة وتعديلها، وامتزاجها مع العلوم الإنسانية والاجتماعية المختلفة، جعلها ظاهرة متعددة الوسائل والأهداف القائمة بين الأماكن وتنفيذ استراتيجيات الاتصال التي تضعهم في وضع الميزة النسبية والتنافسية، لأن الشراكة بين التجارب الدولية للأعوام الخمسة المقبلة من أجل تعريف الناس بالأفكار الكامنة وراء أهداف خطة التنمية المستدامة 2020- 2030، لبناء قدراتهم المتميزة في صناعة المحتوى الهادف والمؤثر ومدى ملائمة النشاط الاتصالي وخدمته ومساهمته فيها.

مما يعمل على تحقيق قدر من الانسجام الجماعي على وفق أدق فهم لثقافات الشعوب وعاداتها، ولكل رأي عام في منطقة جغرافية معينة اتجاهات محددة، وتصبح ممارسة العلاقات العامة الدولية أداة تأثير ذات خصوصية عالية من أجل دعم العمل الإعلامي وترويجه للمشروع، لا سيّما أن المؤسسات الحكومية وغير الحكومية العراقية تحتاج إلى تعزيز فن التفاوض مع نظيراتها في الدول وإعداد فرق عمل مختصة، قادرة على الاستقطاب والإقناع المعتمدة على أساليب قوامها نشر الأفكار عبر وسائل الاتصال والحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية وصورتها، بدلاً عن الإرغام ودفع الأموال والضغوط ضمن مفهوم القوة الناعمة، التي تبدأ من دراسة الرأي العام ومعرفة رغبات الجمهور واحتياجاته لرسم سياسة المؤسسة وتعديلها.

أصبح الاهتمام بعامل الثقة الدولية، يتيح الحصول على الموارد واستثمار الدعم السياسي والمادي أو ما يطلق عليه بـ(السمعة الوطنية للدولة) وهي أكثر فائدة لها من القوتين العسكرية والاقتصادية، مما يعطي جاذبيتها الثقافية وقيمها المثالية وسياساتها الإيجابية وإضفاء شرعية على الدولة ذات السمعة الجيدة، فضلاً عن ممارسة الدبلوماسية الشعبية مع الدبلوماسية الرسمية المنتجة ضمن برنامج الحكومة، لتعزيز التلاقح الثقافي والتواصل من ـجل التنمية والاستقرار الإقليمي لمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى