أعلن فريق من العلماء أنهم اكتشفوا بقايا متحجرة لزاحف عاش في الماء يبلغ عمره 240 مليون عام، ويطلق عليه اسم “التنين الصيني”.
وتمت تسمية هذا المخلوق القديم باسم “التنين” بسبب مظهره الذي يشبه الثعبان،. و”الصيني” نظرا للعثور عليه في الصين. حسب مجلة “ديلي ميل” تابعتها “خليك ويانة”.
وعلى الرغم من العثور على الهيكل العظمي المتحجر ملتفا. إلا أن الدراسات. أشارت إلى أن طوله ربما كان يبلغ نحو خمسة أمتار (أو 16.4 قدما) من الأنف إلى الذيل.
ومع ذلك، لم تكن عظامه هي الوحيدة الموجودة في الاكتشافات الحفرية. حيث عثر على عظام أسماك محفوظة جيدا في منطقة معدتها. ما يشير إلى أن هذا الزاحف كان حيوانا مفترسا مائيا.
وكان لهذا المخلوق، واسمه العلمي Dinocephalosaurus orientalis، رقبة طويلة بشكل استثنائي. وأحصى العلماء 32 عظمة منفصلة من فقرات الرقبة.
وقال نيك فريزر، حارس العلوم الطبيعية في المتاحف. الوطنية في اسكتلندا، لشبكة “بي بي سي نيوز” إن العينة تمثل “حيوانا غريبا للغاية”.
وعلى سبيل المقارنة، فإن معظم الثدييات لديها سبع فقرات. فقط في الرقبة، وحتى الديناصور العضدي الشهير ذو العنق الطويل كان لديه 13 فقرة فقط. وهذا التشريح الفريد جعل رقبة الحيوان أطول من جسمه وذيله مجتمعين.
وأشار العلماء إلى أن Dinocephalosaurus orientalis برقبته الطويلة، يقارن بزاحف بحري غريب آخر يسمى. Tanystropheus hydroides.
وعاش هذا الوحش الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ في. نفس الوقت – العصر الترياسي الأوسط – في أوروبا والصين الآن.
وجاء في بيان: “كان كلا الزاحفين متشابهين في الحجم ولديهما العديد من سمات الجمجمة المشتركة. بما في ذلك نوع الأسنان الذي يشبه قفص السمك. ومع ذلك. فإن Dinocephalosaurus فريد من نوعه في امتلاك العديد. من الفقرات في الرقبة والجذع، ما يمنح الحيوان مظهرا أشبه بالثعبان”.
وتم التعرف على “التنين الصيني” في الأصل في عام 2003، ولكن لم يتمكن العلماء من تحديد طوله الحقيقي حتى الآن، حيث تم العثور على عدد أقل من الفقرات خلال عملية التنقيب الأولية.
وبالإضافة إلى الرقبة الطويلة والبطن المليء بالأسماك، يبدو أيضا أن Dinocephalosaurus orientalis لديه زعانف.
ويشتبه العلماء في أنه كان صيادا متخفيا، يتسلل إلى فريسته قبل أن يخطفها بفمه المليء بالأسنان الحادة.
ويوضح الدكتور ستيفان سبيكمان، المتخصص في الزواحف البحرية طويلة العنق في متحف الدولة للتاريخ الطبيعي في شتوتغارت أن Dinocephalosaurus كان دينوسيفالوصور ولودا (بمعنى أنه أنجب صغارا أحياء بدلا من وضع البيض).
وعلى الرغم من أوجه التشابه السطحية مع البليزوصورات طويلة العنق (pleisiosaurs)، التي تطورت بعد نحو 40 مليون سنة من Dinocephalosaurus وكانت بمثابة مصدر إلهام لوحش بحيرة “لوخ نيسلم”، إلا أن العلماء قالوا إن Dinocephalosaurus في الواقع لم يكن مرتبطا ارتباطا وثيقا بالبليزوصورات.
وخلال الدراسة الحديثة، قام فريق دولي من اسكتلندا وألمانيا والصين والولايات المتحدة بدراسة حفريات Dinocephalosaurus orientalis لمدة عقد من الزمن قبل الإعلان عن النتائج التي توصلوا إليها والتي تم نشرها في مجلة Earth and Environmental Science Transactions of The Royal Society of Edinburgh.
ويأمل العلماء في الحصول على مزيد من الأفكار حول تطور هذه المجموعة من الحيوانات من خلال مزيد من التحقيقات في المستقبل، ولا سيما حول الوظيفة الدقيقة للرقبة الطويلة في الزواحف البحرية.