ينظر الكثيرون إلى السجائر الإلكترونية على أنها أقل ضررا من السجائر العادية، لذلك زاد انتشارها بشكل كبير في أوساط الشباب. لكن دراسات حديثة تؤكد على أن أضرار التدخين الإلكتروني على الصحة أخطر من السجائر التقليدية، كيف ذلك؟
اذ ينطلق الترويج للسجائر الإلكترونية من فكرة كونها البديل الأفضل من السجائر التقليدية، ولتصميماتها الأكثر أناقة وما توفره من نكهات متعددة، تلقى السجائر الإلكترونية رواجا كبيرا، إلا أن منظمة الصحة تنبه لمخاطرها، ما هي؟
بهذا الشأن أفادت دراسة طبية بأن مدخني السجائر الإلكترونية معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب مثل مستخدمي السجائر العادية، وتسبب السجائر الإلكترونية تلفا مشابها للأوعية الدموية مثل تدخين التبغ، وفي حال تلف الأوعية الدموية أو عدم تمكنها من العمل بشكل صحيح، يصبح من الصعب انتقال الأكسجين إلى القلب وأعضاء الجسم.
وحسبما ذكرت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، ونشرت بمجلة “جمعية القلب الأميركية”، فإن تدخين السجائر الإلكترونية يضعف وظيفة بطانة القلب، وبالتالي عجز الأوعية الدموية على الانفتاح بدرجة كافية لتزويد القلب والأنسجة الأخرى بالدم الكافي.
وتبطن الخلايا البطانية الأوعية الدموية وتحافظ على سيولة الدم، وتنظم تدفقه، وتتحكم في نفاذية جدار الوعاء الدموي عن طريق توليد أوكسيد النيتريك، ويمكن أن يؤدي تلف هذه الخلايا إلى عدد لا يحصى من مشاكل القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض الشريان التاجي، وفي الدراسة، تمّ تعريض فئران لاثنين من الغازات الرئيسية الموجودة في كل من الدخان والسجائر الإلكترونية، بالإضافة إلى جزيئات الكربون النانوية لتقييم تأثيرها على تمدد الأوعية الدموية، ورغم الاختلاف في المكونات التي يتكون منها رذاذ السجائر الإلكترونية ودخان السجائر، فقد وجد الباحثون أن تلف الأوعية الدموية لا يبدو أنه ناتج عن مكون معين من دخان السجائر الإلكترونية أو بخار تلك السجائر.
وبدلا من ذلك، يبدو أن التلف ناتج عن تهيج مجرى الهواء الذي يطلق إشارات بيولوجية في العصب القحفي، المسؤول عن وظائف الأعضاء الداخلية اللاإرادية، والتي تؤدي بطريقة ما إلى تلف الأوعية الدموية.
وخلال الدراسة التي شارك فيها متطوعون من بينهم مستخدمي السجائر الإلكترونية على المدى الطويل، ومدخنو السجائر العادية، وغير المدخنين، وجمع العلماء عينات دم من كل مجموعة وعرضوها لخلايا الأوعية الدموية المختبرة وقاسوا إطلاق أكسيد النيتريك، لمعرفة فيما إذا كانت الخلايا البطانية تعمل بشكل صحيح.
وأظهر الدم عند مدخني السجائر الإلكترونية انخفاضا أكبر بكثير في إنتاج أكسيد النيتريك بواسطة الخلايا البطانية مقارنة بدم غير المدخنين، حسبما نقلت “ديلي ميل” البريطانية، وخلص الباحثون إلى أن دم مدخني السجائر الإلكترونية تضمن مؤشرات عديدة لاحتمال التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية.
أسباب تحذير الصحة العالمية من السجائر الإلكترونية
ينطلق الترويج للسجائر الإلكترونية من فكرة كونها البديل الأفضل من السجائر التقليدية. ولتصميماتها الأكثر أناقة وما توفره من نكهات متعددة، تلقى السجائر الإلكترونية رواجا كبيرا، إلا أن منظمة الصحة تنبه لمخاطرها. ما هي؟
يلقى التدخين الإلكتروني رواجا بين المدخنين الأصغر سنا، وهو ما يشكل خطرا يجب مواجهته، تُحذر منظمة الصحة العالمية من السجائر الإلكترونية وغيرها من وسائل التدخين الإلكتروني، والتي غالبا ما تلقى رواجا بسبب ما توفره من نكهات متعددة، وخاصة لدى المستهلكين الأصغر سنا من الأطفال والشباب.
وفي تقريرها الثامن عن ”وباء التبغ” الصادر هذا الأسبوع، تنبه منظمة الصحة العالمية من أن معدلات الانتقال لاحقا من التدخين الإلكتروني للسجائر العادية تزيد لدى المدخنين تحت السن القانوني بنحو مرتين أو ثلاثة عن الشباب الأكبر سنا.
وتعرف المنظمة السجائر الإلكترونية بأنها أجهزة تقوم بتسخين السوائل ليتم من خلالها استنشاق الدخان. وغالبا ما تحتوي على نكهات، مثل عرق السوس والحلوى، فضلا عن مواد كيماوية ضارة، كالنيكوتين أحيانا. ولكن ذلك النوع من الأجهزة لا يحتوي على التبغ المستخدم في السجائر العادية، وفقا لموقع تي-أونلاين الألماني.
ويباع في السوق الأوروبي آلاف العلامات التجارية من السجائر الإلكترونية والسوائل الإلكترونية المستخدمة للتدخين، وفقا للمنظمة. كما ارتفع حجم المبيعات العالمي من 2.8 مليار دولار أمريكي إلى 15 مليار دولار أمريكي، في الفترة ما بين عامي 2014 و 2019، وعلى الرغم من عدم تحديد العلماء حتى الآن بشكل نهائي للأضرار التي يمكن للتدخين الإلكتروني أن يتسبب فيها على المدى الطويل، ”يوجد أدلة متزايدة على أن تلك المنتجات لا تخلو من ضرر”، على حد وصف المنظمة. فبعض السوائل المستخدمة للتدخين الإلكتروني تحتوي على مادة النيكوتين بمقدار أكبر مرتين مقارنة بالسجائر العادية، كما ربطت بعض الدراسات بين التدخين الإلكتروني والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الرئة.
ويشرح الخبير في منظمة الصحة العالمية روديغير كريش أنه حتي بالنسبة للأنواع المفترض عدم احتوائها على النيكوتين يستخدم فيها مواد بديلة يمكن للإنسان الإدمان على تدخينها. ويشير كريش أيضا إلى أن المدخن العادي يصعب عليه أحيانا اكتشاف فيما إذا كان المنتج يحتوي مادة النيكوتين أم لا حيث يقول: ”إنها طريقة تقوم فيها مصنعو السجائر بتقويض تدابير الرقابة على استهلاك التبغ”.
وتحذر المنظمة من محاولات مصنعي السجائر الإلكترونية من الحصول على اعفاء من القيود المفروضة على السجائر التقليدية، مثل منع التدخين في الأماكن المغلقة. فالهروب من تلك القيود يعني ”محاولة الشركات جعل التدخين مقبولا من جديد”. ويخشى الخبراء كذلك من سعي شركات التدخين الإلكتروني للتأثير على الجيل الجديد من الأطفال والشباب،وهو ما يجب مواجهته.
دراسة تكشف عن مفاجأة خطيرة
رغم اعتقاد البعض بأن “السجائر الإلكترونية” هي بديل آمن لتدخين التبغ، إلا أن الدراسات استمرت في إظهار مدى ضررها، كان آخرها دراسة حديثة سلّطت الضوء على الآثار التي يتركها تدخين السيجارة الإلكترونية لمرة واحدة فقط على الجسم.
الدراسة رصدت تأثير تدخين السجائر الإلكترونية للمرة الأولى على غير المدخنين، وقارنت الآثار التي تركتها جلسة تدخين واحدة لهؤلاء على الجسم، خاصة الرئة، والآثار التي تركتها على المدخنين العاديين، سواء مدخني السجائر الإلكترونية ومدخني التبغ. وكشفت عن نتائج خطيرة، دقت بها ناقوس الخطر.
من خلال تلك المقارنة، كشفت الدراسة التي أجريت بمركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا ونشرت نتائجها في بيان بالموقع الإلكتروني للمركز، عن أن “التدخين الإلكتروني (أو ما يُعرف بالفيبينغ) لمرة واحدة فقط في حياتك (المرة الأولى)، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة”؛ ذلك أن الباحثين رصدوا زيادة مستويات ما يعرف بـ “الإجهاد التأكسدي” لدى هؤلاء بشكل كبير، بعد خضوعهم لجلسة تدخين أولى.
والإجهاد التأكسدي يعني حدوث خلل بين العوامل المؤكسدة والعوامل المضادة للتأكسد، يحدث هذا الخلل من خلال زيادة العوامل المؤكسدة، بما يؤدي إلى جعل الأشخاص أكثر عرضة للأمراض والالتهابات المختلفة.
يدمر ذاكرة المراهقين
توصلت دراسة جديدة إلى أن التدخين الإلكتروني، فيبنغ Vaping يمكن أن يضر بأدمغة الشباب تمامًا مثل تدخين التبغ، وفقا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، يقول علماء أميركيون إن المراهقين والبالغين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة لمشكلات التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات.
ولكن لوحظت مخاطر أكبر لحالات “تشوش ذهني” مرتفعة بالنسبة لأولئك الذين يمارسون هذه العادة قبل سن 14، قالت الباحث الرئيسي للدراسة بروفيسور دونغمي لي، من جامعة روتشستر بنيويورك: “تضيف دراساتنا إلى الأدلة المتزايدة أن التدخين الإلكتروني، “فيبنغ” لا ينبغي اعتباره بديلاً آمنًا لتدخين التبغ.
تعد الدراسة، التي شملت أكثر من 900000 شخص في الولايات المتحدة، هي الأولى من نوعها، التي تبحث الرابط بين التدخين الإلكتروني والتشوش الذهني، في ضوء نتائج تم التوصل إليها أثناء التجارب على الحيوانات.
أظهرت نتائج الدراسة أن أولئك الذين يدخنون السجائر الإلكترونية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالضبابية العقلية أكثر ممن بدأوا بتدخين التبغ ثم تحولوا إلى التدخين الإلكتروني، فيما لوحظ بشكل واضح أنهم يعانون من مشاكل وظيفية عقلية بدرجات أعلى من أقرانهم الذين لا يدخنون السجائر الإلكترونية وغير المدخنين.
أما فيما يتعلق بالأطفال، الذين بدأوا التدخين الإلكتروني بين 8 و13 عامًا، فقد أثبتت النتائج أنهم أكثر عرضة للخطر من أولئك الذين بدأوا التدخين في سن 14 أو أكثر، قالت بروفيسور لي: “إن ارتفاع أعداد المراهقين، الذين يدخنون السجائر الإلكترونية، مؤخرًا يعد أمرًا مقلقًا للغاية ويستوجب التدخل في مراحل مبكرة”، مشيرًة إلى أن برامج الوقاية، التي تبدأ في المدرسة الإعدادية أو الثانويةـ ربما تعتبر مرحلة متأخرة للغاية.
أُطلق على النيكوتين اسم “سم المخ” لدى الصغار، لأن المراهقة هي فترة حرجة لنمو الدماغ، خاصة بالنسبة للوظائف العقلية العليا مثل الانتباه والتعلم والذاكرة، وأوضحت بروفيسور لي أن هذا يعني أن الأطفال والمراهقين ربما يكونون أكثر عرضة للتغيرات الدماغية التي يسببها النيكوتين.
وأضافت بروفيسور لي قائلة إن السجائر الإلكترونية تنقل النيكوتين بقدر أو حتى أكثر من السجائر، على الرغم من عدم وجود العديد من المركبات الخطرة الأخرى الموجودة في التبغ، بخاصة وأن النكهات مثل المانجو والنعناع والفراولة والفانيليا تخفي طعمها القاسي.
من المعروف أن التدخين يغير نشاط الخلايا العصبية في المناطق الرئيسية للمادة الرمادية التي تستمر في النضج حتى منتصف العشرينات، قام فريق بروفيسور لي بالتنقيب عن بيانات حول أكثر من 18000 مشارك في المسح الأميركي الوطني للشباب للتبغ وأكثر من 886000 بالغ من استطلاع عبر الهاتف لنظام مراقبة المخاطر السلوكية.
ومن تحليل البيانات والإجابات على أسئلة الاستبيانات، تم تحديد الارتباط بين التدخين الإلكتروني والوظيفة العقلية بوضوح، قالت بروفيسور لي إنه من المحتمل أن يتسبب التعرض للنيكوتين من خلال السجائر الإلكترونية في صعوبات في أداء الوظائف العقلية، تقول بروفيسور لي وزملاؤها إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات التي تتبع الأطفال والبالغين بمرور الوقت للوصول إلى جوهر “السبب والنتيجة”.
أظهرت الأبحاث السابقة أن التغيرات التي يسببها النيكوتين في الدماغ خلال فترة المراهقة يمكن أن تكون دائمة، يمكن أن يؤدي ضرره إلى آثار طويلة المدى على القدرة على اتخاذ القرارات بل ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإدمان على مواد أخرى، كما توصلت دراسة، أجريت في العام الماضي، إلى أن التدخين الإلكتروني يضر بالقلب والرئتين والأوعية الدموية، ومن بينها الشرايين التي تمد المخ بالأكسجين والطاقة.
تضر بقلوب المراهقين الذكور
توصلت دراسة جديدة نشرت نتائجها بدورية “سيركوليشن” الصادرة عن جمعية القلب الأميركية، إلى أن التدخين الإلكتروني (Vaping) له تأثير طويل المدى على القلب لدى المراهقين من الذكور وليس الإناث، وذلك حسبما نشر موقع “ميديكال إكسبريس” الطبي البريطاني.
وحسب الموقع، أعطت الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ولاية أوهايو نظرة ثاقبة لما يحدث لنظام القلب والأوعية الدموية لدى المراهقين عندما يدخنون السجائر الإلكترونية.
ففي دراسة الفئران وجد الباحثون أن التدخين الإلكتروني له تأثير كبير وطويل الأمد على القلب والأوعية الدموية على الذكور المراهقين وليس الإناث، وفي هذا الاطار، قال الباحثون إن النتائج تزيد من القلق بشأن التدخين الإلكتروني خاصة عند الشباب.
وقد وجدت دراسة استقصائية أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن أكثر من النصف بالمدارس الثانوية جربوا السجائر الإلكترونية وما يقرب من الثلث أفادوا بالاستخدام الحالي للمنتجات. حيث تحتوي معظم السجائر الإلكترونية على النيكوتين؛ وهو عقار يسبب الإدمان ويمكن أن يؤذي دماغ المراهق النامي.
ووفق الباحثين “لا نعرف التأثيرات طويلة المدى للتدخين الإلكتروني لأنه كان موجودًا فقط منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ولم يكن لدينا الوقت اللازم لمعرفة ما سيحدث، خاصةً مع المراهقين. على حد علمنا، حسبما يقول كبير مؤلفي الدراسة والعميد المشارك لعمليات البحث والامتثال في كلية الطب بولاية أوهايو لورين وولد “هذه هي الدراسة الأولى التي يتم فيها تقييم وظيفة القلب في الفئران المراهقة المعرضة لهباء السيجارة الإلكترونية. تعتبر دراسة الحيوانات مثل هذه مهمة لأنه لا يمكن تسجيل الأطفال في دراسة مثل هذه. كما تعطينا هذه الأنواع من الدراسات فكرة عن مخاطر التدخين الإلكتروني (Vaping) حتى نتمكن من تطوير العلاجات وكذلك إبلاغ الآباء وصانعي السياسات العامة بالمخاطر من السجائر الالكترونية”.
وتم تعريض الفئران لمزيج من رذاذ السيجارة الإلكترونية من البروبيلين جليكول والغلسرين النباتي والنيكوتين بدءًا من ما يعادل حوالى 12 عامًا ويستمر حتى سن 30 عامًا في البشر. وقد وجد الباحثون انخفاضًا في وظائف القلب لدى الذكور بمرور الوقت، لكن وظيفة القلب عند الإناث ظلت غير متأثرة. وكان لدى الإناث أيضًا كمية أكبر بكثير من (CYP2A5- CYP2A6 في البشر) ، وهو إنزيم يكسر النيكوتين مقارنة بالذكور.
ويضيف وولد “كانت النتائج مفاجئة. لقد صدمنا بمقدار الحماية الممنوحة للإناث… النظرية هي أنه نظرًا لأن الإنزيم يكسر النيكوتين بشكل أسرع فإن النيكوتين لا يتداول لفترة طويلة وهذا قد يكون سبب حماية الإناث من التدخين الإلكتروني”.
وتتمثل الخطوة التالية في البحث بتحديد النقطة التي يحدث فيها الخلل الوظيفي القلبي أثناء نمو المراهقين، وتأكيد ما إذا كان إنزيم CYP2A6 يساعد في حماية الإناث من الإصابة بمشاكل القلب الناتجة عن التدخين الإلكتروني.
جدير بالذكر، ان البحث جزء من منحة جمعية القلب الأميركية البالغة 5.5 مليون دولار والتي تم منحها في عام 2020 للباحثين بكليات الطب والتمريض والصحة العامة والهندسة بجامعة ولاية أوهايو. إذ تركز الأبحاث الأخرى على اللوائح الأكثر فاعلية للحد من جاذبية السجائر الإلكترونية وإدمانها.
التدخين الإلكتروني أكثر فتكا بالرئة
ينظر الكثيرون إلى السجائر الإلكترونية على أنها أقل ضررا من السجائر العادية، لذلك زاد انتشارها بشكل كبير في أوساط الشباب. لكن دراسات حديثة تؤكد على أن أضرار التدخين الإلكتروني على الصحة أخطر من السجائر التقليدية. كيف ذلك؟
قال باحثون إن استخدام السجائر الإلكترونية يُزيد بقوة من خطر إصابة الرئة بأمراض مزمنة مثل الربو أو التضخم. والدراسة المنشورة في الدورية الأمريكية للطب الوقائي هي من بين الدراسات الأولى التي توضح الأضرار الطويلة المدى المحتملة لاستخدام السجائر الإلكترونية والتي يتم الترويج لها عادة على أنها بديل أكثر أمنا من التبغ وكوسيلة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.
وخلُصت الدراسة إلى أن السجائر الإلكترونية تُزيد من خطر أمراض الرئة بنسبة الثُلث بالمقارنة بأولئك الذين لم يدخنوا أو يستخدموا السجائر الإلكترونية قط. وكان الخطر أكبر بين البالغين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية والتبغ معا. ويأتي البحث في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة أزمة استفحال استخدام السجائر الإلكترونية بين الشبان والشابات. ووفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يستخدم أكثر من 27.5 بالمئة من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة السجائر الإلكترونية.
وقال كبير الباحثين ستانتون جلانتز مدير مركز أبحاث مكافحة التبغ والتعليم بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أنه “يجري الترويج للسجائر الإلكترونية على أنها غير مضرة ولكنها ليست كذلك”. واستخدم جلانتز وزملاؤه بيانات 32 ألف بالغ شملهم بحث التقييم السكاني للتبغ والصحة الذي أجرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والذي يتتبع عادات استخدام السجائر الإلكترونية والتبغ بالإضافة إلى تشخيص أمراض الرئة في الفترة ما بين 2013 و2016.
في بداية الدراسة لم يكن أحد يعاني من أمراض في الرئة. وبعد مرور ثلاث سنوات وجد الباحثون أن من استخدموا السجائر الإلكترونية زاد خطر إصابتهم بأمراض مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية أو تضخم الرئة أو الانسداد الرئوي المزمن بنسبة 30 في المئة بالمقارنة مع من لم يدخنوا التبغ ولم يستخدموا السجائر الإلكترونية قط.
أما الذين كانوا يدخنون التبغ فقد زاد خطر إصابتهم بمرض مزمن في الرئة مرتين تقريبا مقارنة بمن لم يدخنوا قط. ووجدت الدراسة أن الخطر كان أكبر ثلاث مرات بين من استخدموا التبغ والسجائر الإلكترونية معا. وقال جلانتز “كان الجميع، بمن فيهم أنا، يعتقدون أن السجائر الإلكترونية مثلها مثل سجائر التبغ لكنها ليست بنفس القدر من السوء، وأنك إذا استعضت عن بعض السجائر المعتادة بسجائر إلكترونية لربما كان الأمر أفضل… لكن تبين أن الأمر أسوأ. مضيفا: “السجائر الإلكترونية تُشكل مخاطر فريدة فيما يتعلق بأمراض الرئة”.
أيهما أقل ضررا؟
ساد الجدل لفترة طويلة بشأن أضرار التدخين، وهل سجائر التبغ العادية أقل ضررا أم السجائر الإلكترونية، لكن نتائج دراسة حديثة، تحلل مستويات المواد الخطرة والمسببة للسرطان في الجسم، حسمت ذلك الجدل مؤخرا.
وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية أكثر أمانا وأقل سمية بكثير من تدخين سجائر التبغ العادية، ووجد الباحثون أن مستويات السموم في لعاب أو بول الذين تحولوا عن تدخين السجائر العادية إلى السجائر الإلكترونية أو العلاج ببدائل النيكوتين مثل العلكة أو ملصقات النيكوتين لستة أشهر على الأقل كانت أقل بكثير من مستوياتها لدى من واصلوا التدخين.
وقال ليون شهاب المتخصص في علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة لندن كوليدج، قائد فريق الباحثين الذين أعدوا الدراسة “دراستنا تضيف إلى الأدلة القائمة التي تبين أن السجائر الإلكترونية وبدائل النيكوتين أكثر أمانا بكثير من التدخين، وتشير إلى أن الخطر المصاحب لاستخدامها على المدى الطويل متدنية بشدة”، ويرى كثير من خبراء الصحة أن السجائر الإلكترونية التي لا تحتوي على التبغ بديلا أقل خطورة بكثير من التدخين، ومن المحتمل أن تكون أداة رئيسية تساعد الصحة العامة.
لكن البعض يشكك في أن تكون آمنة على المدى البعيد، ويشعر بالقلق من أن تكون “مدخلا للتدخين”، وحللت الدراسة التي نشرت يوم الاثنين في دورية (أنالز اوف إنترنال مديسين) المعنية بالطب الباطني عينات من لعاب وبول مستخدمي السجائر الإلكترونية وبدائل النيكوتين منذ فترة طويلة ولمدخني التبغ، وقارنت مستويات المواد الكيماوية في أجسامهم.
ووجدت الدراسة أن الذين تحولوا بشكل كامل إلى السجائر الإلكترونية أو بدائل النيكوتين كانت لديهم مستويات أقل بكثير من المواد الكيماوية السامة أو المواد المسرطنة مقارنة بالذين استمروا في تدخين التبغ.
وقال الباحثون إن أولئك الذين استخدموا السجائر الإلكترونية أو بدائل النيكوتين، لكنهم لم يقلعوا تماما عن التدخين لم يظهروا التراجع نفسه في مستويات السموم. وهذا يؤكد أن التحول الكامل ضروري للحصول على المزايا طويلة الأجل للإقلاع عن التدخين.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن التبغ أكبر سبب للوفاة في العالم يمكن منعه وتوقعت أن يصل العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عنه إلى مليار حالة وفاة بنهاية هذا القرن، إذا استمرت الاتجاهات الحالية، ويقتل التدخين في الوقت الحالي نحو ستة ملايين شخص كل عام.
9 خطوات ناجحة للإقلاع عن تدخين السجائر الإلكترونية
السجائر الإلكترونية قليلة الجدوى في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، فضلاً عن أنها لا تخلو من المخاطر الصحية. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.)
ربما سمعت أن تدخين السجائر الإلكترونية يسبب أمراض الرئة القاتلة لمستخدميها، فإذا كنت مستعدا للإقلاع عنها، ستساعدك هذه الإستراتيجيات.
في تقريرها الذي نشره موقع “ذي هيلثي” الأميركي، قالت الكاتبة أندريا بارباليتش إن مخاطر تدخين السجائر الإلكترونية أصبحت أكثر وضوحا لخبراء الطب وعامة الناس، فاستنشاق البخار من السجائر الإلكترونية ينقل المواد الكيميائية السامة إلى الرئتين، وخلال نوفمبر/تشرين الثاني الجاري -وحده- تسببت هذه السجائر في أكثر من 2051 حالة إصابة في الرئة و39 حالة وفاة.
وأضافت الكاتبة أن هذا السبب جعل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تحذر الناس من استخدام منتجات السجائر الإلكترونية وخاصة تلك التي تأتي من السوق السوداء، لأنها تحتوي على رباعي الهيدرو كانابينول. ويعتقد الخبراء أن هذه المادة المكونة من الحشيش قد تلعب دورا في تفشي المرض، بينما يواصلون تحقيقهم في أسباب الأمراض والوفيات.
ولكن إذا كنت من مستخدمي السجائر الإلكترونية، كيف يمكنك الإقلاع عن تدخينها، خاصة أن المواد المستنشقة تسبب الإدمان؟ استثمر موقع “ذي هيلثي” في البحوث وتحدث إلى الخبراء لتحديد الطرق الناجعة للتوقف عن تدخين السجائر الإلكترونية.
لا تعد إلى السجائر العادية
أكدت الكاتبة أن الخطوة الأولى -حسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها- هي تجنب تدخين السجائر مرة أخرى. يقول اختصاصي أمراض الرئة في مستشفى كاليفورنيا روبرت غولدبيرغ، “هناك أجهزة أخرى ناجحة لتوفير النيكوتين وهي مستخدمة منذ سنوات عديدة”.
اكتشف الخيارات البديلة للنيكوتين
إن بدائل النيكوتين تتمثل في اللصقة، العلكة، وبخاخ النيكوتين الأنفي. ويقول الدكتور غولدبيرغ إنها متاحة دون وصفة طبية وتنظمها إدارة الأغذية والعقاقير.
ويمكن أن تساعدك هذه المنتجات في السيطرة على أعراض الإقلاع عن السجائر الإلكترونية، كما يمكن للطبيب مساعدتك في اختيار المنتج المناسب، وتحديد المقادير اللازمة في البداية، وكيفية تقليلها مع مرور الوقت.
تحدث مع طبيبك عن الأدوية
حسب الدكتور غولدبيرغ إن دواء ويلبوترين يقلل من الرغبة في التدخين وإدمان النيكوتين، وهو مضاد للاكتئاب ولكن له تأثير ثانوي على مسارات المخ، ويمكن أيضا استخدام دواء شانتكس للإقلاع عن التدخين ولكن تحت مراقبة الطبيب.
أعلن عن عزمك
توصي الدكتورة تينا كوفمان، وهي أستاذة مساعدة في الطب تشرف على برنامج إعادة التأهيل القلبي، بإخبار الجميع أنك ستقلع عن التدخين، خصوصا أصدقاءك الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية، وعدم التسكع معهم أثناء محاولتك الإقلاع عن التدخين.
حدد موعدا للإقلاع عن التدخين
أكدت كوفمان أهمية اختيار موعد للإقلاع عن تدخين السيجارة الإلكترونية، بعد ذلك في الليلة السابقة لبدء هذا القرار، نظف منزلك، ومحفظتك، وحقيبة ظهرك، وجيوبك، وسيارتك من أدوات التدخين، واستعمل السيجارة الإلكترونية للمرة الأخيرة ثم تخلص منها.
اشترك في الرسائل النصية
أفادت الكاتبة بأن برنامج الإقلاع عن التدخين المعروف باسم “ذيس إز كويتينغ” ساعد الآلاف من المراهقين والشباب في تقليل استخدامهم للسجائر الإلكترونية أو التوقف عنها تماما، بعد تسجيل المستخدمين بشكل مجهول عبر الرسائل النصية، يشجعهم البرنامج على اكتشاف أسباب الإقلاع عن التدخين وتصور حياتهم بعد التوقف عن استخدام السجائر الإلكترونية، ويوصي البرنامج بإجراءات محددة وملموسة تحث المستخدمين على تجربة إستراتيجيات الإقلاع عن التدخين بخطوات صغيرة.
اصرف انتباهك
أوضحت الكاتبة أنه ستنتابك رغبة شديدة في النيكوتين ولكنها تدوم لمدة عشر دقائق فقط، حسب كوفمان، لذا إذا استطعت أن تصرف ذهنك عنها لتلك المدة الزمنية، ستتمكن من تجاوزها، وتقدم بعض تطبيقات الإقلاع عن التدخين ألعابا يمكنك لعبها لفترة طويلة، أو يمكنك المشي لمدة عشر دقائق أيضا.
نوع آخر من مسكنات الإجهاد
فسرت الكاتبة أن كثيرا من الناس يدخنون السجائر الإلكترونية لأنهم متوترون. في الواقع، يمنحك الإقلاع عن السجائر الإلكترونية فرصة لتطوير طرق أخرى للتعامل مع الإجهاد، حيث يوصي الخبراء بممارسة الرياضة أو التنفس العميق أو التأمل أو التحدث إلى صديق، بينما قد ترغب أيضًا في استفسار طبيبك حول الوخز بالإبر والتنويم المغناطيسي.
تحدث إلى مستشار
إن المعاهد الوطنية للصحة تقدم دعما شخصيا مجانيا من قبل خبير، كما تقدم إدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية خط مساعدة مجانيا، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحيلك طبيبك أيضا إلى مستشار مختص في الإدمان.