الشيخ التميمي يطالب بإيجاد حل عاجل لملوحة الماء في البصرة قبل حلول الكارثة
حذر خطيب جمعة أبي الخصيب الشيخ علي التميمي، أمس الجمعة، من استمرار ارتفاع اللسان الملحي في مياه شط العرب.
وقال الشيخ التميمي، خلال خطبته، تابعتها “النعيم نيوز”. أن “البصرة ما زالت تعيش المأساة بعد المأساة من قلة الخدمات وتلوث الهواء. وكثرة الأمراض انتهاء بالأزمة المتكررة وهي صعود اللسان الملحي وتحول مياه شط العرب إلى مياه مالحة كماء البحر. فما مر بالبصرة من كارثه في عام 2018 تسببت بالتسمم لأكثر من 100 ألف نسمة والأمراض الجلدية وعذاب الملايين، جراء استعمال الماء المالح. وحالة الذعر والإرباك في المجتمع تتكرر من جديد”.
وأضاف، أن “هذه الكارثة التي حلت بالبصرة قبل ثلاث سنوات كانت إنذاراً واضحاً لمستقبل المياه في العراق عموماً وفي البصرة خصوصاً. ولولا رحمه الله الواسعة بهطول الأمطار شتاء عام 2018/2019 لكانت الكارثة أكبر من أن يوجد لها حل. ولشهدت هجرة جماعية لأهالي البصرة”.
وأضاف الشيخ التميمي، أن “هذا الإنذار كان ومازال يستوجب إجراءات وخططاً صحيحة لإنقاذ البصرة من الماء المالح. لكن هذا الانذار لم يوقظ المسؤولين وجميع الإجراءات ذهبت أدراج الرياح، وها نحن مقبلون هذا كارثة جديدة تحل بالبصرة. فنحن نتحدث عن أربعة ملايين نسمة يستعمل أكثرهم ماء البحر المخلوط بماء المجاري، ولا توجد حلول حقيقية تعالج المشكلة يجدها المواطن البصري على أرض الواقع”.
وتابع، “ولأجل ذلك نسجل الملاحظات والمطالبات الآتية:
أولاً: ما زال أكبر مشاريع الماء في البصرة متلكئا مع صرف مبالغ كبيرة جداً عليه وهو مشروع ماء البصرة الكبير الذي لم يكتمل إلى الآن. فهو من أكبر مشاريع الماء في العراق نخره الفساد فمنعه من أن يكتمل ويعمل ويقدم الماء الصالح للاستعمال لأهالي البصرة. وهذا المشروع يمثل فشلاً ذريعاً للحكومات المتعاقبة ولمؤسسات الدولة وللأجهزة الرقابية والقضائية في بلدنا الساكتة عن الخلل والفساد في هذا المشروع.
ثانياً: مازالت أكثر مشاريع الماء الموجودة العاملة في البصرة متهالكة ومنشآتها مليئة بالأعطال والتآكل والتقادم. وقد شخصت هذه المشكلات منذ عام 2018 إلا أنه إلى الآن لم يتم معالجتها معالجات حقيقية.
ثالثاً: عجزت الدولة عن إيجاد البدائل المتعددة لمصادر المياه الصالحة للاستعمال في البصرة فإن ما يجري من عمل في مشاريع المياه ليس على المستوى المطلوب. فمشروع البدعة لم يتم توسعته إلى الآن كما لم يتم إنشاء محطة التحلية الكبرى لمياه البحر في الفاو التي كان من المفترض إنشاؤها منذ عام 2019. وما موجود من مشاريع يتم العمل بها الآن لا تغطي الحاجه الكاملة لأهالي البصرة.
رابعاً: هناك الكثير من الخطط التي تعطي الحلول الآنية والمستقبلية لمشكلة الماء في البصرة والتي تم تقديمها للحكومة. ولكن لا يوجد تعامل جدي معها ولأجل ذلك نطالب بتفعيل هذه هي الخطط التي قدمت من الخبراء ومعالجة المشكلات الثلاثة للمياه. وهي مصادر المياه الصالحة للاستعمال والحد من تلوث مياه شط العرب بماء المجاري وإنشاء سد على شط العرب يمنع صعود اللسان الملحي.
خامساً: على الحكومة تحمل مسؤوليتها تجاه أهالي البصرة الذين كانوا وما زالوا يعانون من توفير الماء الصالح للشرب وللاستعمال المنزلي منذ عشرات السنين. فلا بد من استنفار كافة المؤسسات وتسخير جمع الإمكانيات لإنقاذ البصرة من كارثة الماء المالح”.