مقالات
أخر الأخبار

عن ثقافة الاستماع للآخر

كتب عبد الحليم الرهيمي: (إن الله خلق لنا أذنين ولساناً واحداً لكي نسمع أكثر مما نقول)، بهذه الكلمات لخص الفيلسوف الحكيم سقراط أهمية أن يستمع المرء للآخر الذي يتحدث معه وذلك أكثر مما يتحدث هو.

 

وبالطبع، فإن الاستماع لشخص آخر، أي شخص كان أحد أفراد الأسرة أو صديقاً أو شخصاً محاوراً تختلف معه حول قضية ما، وتتناقشان بتفاصيل مضمونها وتوحيد القناعات بشأنها. وهي إحدى الثقافات التي نفتقر إليها مثل افتقار الكثيرين منا لثقافة الاعتذار أو ثقافة التسامح أو ثقافة احترام خصوصية الآخر أو ثقافة تقدم المرأة على الرجل في أحيان كثيرة. وغيرها من ثقافات. وتندرج ثقافة الاستماع في مقدمة تلك الثقافات التي نفتقدها.

فإذا كان معظم تلك الثقافات يعني أياً منها الشخص ذاته وبمفرده كثقافة العفو أو احترام خصوصية الآخر، فإن ثقافة الاستماع تعني الطرفين المتكلم والمستمع بشكل مباشر وهذا يتطلب من كليهما تفهماً وفهم كل منهما للآخر والاستماع إلى رأيه ومقاصد مما يقول. ذلك أن ثقافة الاستماع لا تعني فقط الشخص الآخر الذي تريده أن يستمع إلى ما تقول، إنما هي تعني وتفيد في الوقت نفسه المتكلم. كان المستمع يريد أن يفهم ويستوضح فإن على المتكلم نفسه الاستماع لكلام ورأي من تحدث إليه وبالتالي يستوجب أن يسمع رأيه، لأن عدم الاهتمام والانصراف عن الانتباه للمستمع الآخر ومقاطعته دون أن يكمل ما يريد إسماعه للآخر سيؤدي إلى امتعاضه، وحتى عدم اهتمامه من جهته بحديث المتكلم الأول للآخر.

إن الاستماع للآخر الذي استمع إلى كلام الأول هو حق وواجب حتى تكتمل صورة الحوار المتبادل بالاستماع الجاد كل للآخر. والاستماع للآخر الذي تحدث إليك يقربه منك ويفرض عليه واجب الإنصات والاستماع إليك باحترام.

وهذا الاستماع المتبادل يساعد في استمرار الحديث والحوار بين الطرفين، ليصل كل منهما إلى مقصده من الكلام وإلى فهم وتفهم كل منهما للآخر.

من هنا تبدو حكمة سقراط كم هي بليغة في حث الناس للحرص على استماع كل منهما للآخر، وهي حكمة استنبطها من دون شك من التأمل ومراقبة ما يواجهه بعض الناس من امتعاض حينما لا يستمع المتحدثان بشكل جيد كل منهما للآخر.

 

 

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى