ظهرت في الآونة الاخيرة أنباء تفيد بأن الأسبارتام، وهو مُحلي صناعي شائع موجود في المشروبات الغازية، سيُصنف على أنه من المحتمل أن يسبب السرطان، ما طرح تساؤلات عن مخاطره وهل يجب علينا وقف تناوله نهائياً؟
ويعتبر الأسبارتام أحد أشهر المحليات الصناعية وأكثرها استخداما، ما جعله مثار الكثير من النقاشات بين من يراه آمنا، ومن يرى فيه عواقب على الصحة قد تصل -وفق زعمه- إلى السرطان.
كيميائيا يتكون الأسبارتام -بشكل رئيسي- من نوعين من الأحماض الأمينية، حمض الأسبارتيك، والفينيل ألانين، وقد تمت المصادقة عليه والسماح ببيعه عام 1981 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
ولعل أشهر استخدامات الأسبارتام التي نعرفها هي تحلية المشروبات الغازية التي تستخدم في الحمية، كما أنه قد يوجد في بعض المنتجات الأخرى في بعض أغذية الحمية، وهو يباع منفصلا لتحلية الشاي والقهوة والمشروبات الأخرى.
وهو محلٍّ قوي، إذ تبلغ حلاوته 220 ضعف حلاوة السكر، أي بكلمة أخرى فإن الملعقة الواحدة مثلا من الأسبارتام تعطي حلاوة تعادل 220 ملعقة من السكر الأبيض “السكروز أو سكر المائدة”.
ولا يعطي الأسبارتام سعرات حرارية، وهو أيضا لا يسبب تسوس الأسنان، لذلك فإنه قد يكون مناسبا للأشخاص الذين يريدون التحكم في أوزانهم أو السيطرة على داء السكري.
وقد اتُّهم الأسبارتام بأن له دورا في الإصابة بأورام الدماغ، وذلك وفقا لدراسة نشرت عام 1996، كما زعم البعض أيضا أنه يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الدم، وذلك وفقا لتجربة أجريت على الفئران عام 2005، الأمر الذي استدعى المزيد من الدراسة والاستقصاء من قبل المؤسسات الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.
ومع ذلك فقد خلصت نتائج الاستقصاء إلى عدم وجود أدلة علمية تدعم هذه المزاعم، وذلك عبر مراجعة الدراسات والمعطيات التي أجريت خلال العقود الماضية.
أما بالنسبة للدراسة التي اتهمت الأسبارتام بزيادة مخاطر سرطان الدماغ، فقد تبين أنها كانت تعاني من مشاكل في التصميم البحثي، ووقعت في ما يسمى في علم الإحصاء الحيوي بـ”المغالطة البيئية ecological fallacy”، وهي مغالطة تحدث عندما يتم ربط مؤشرين في بيئة معينة بشكل غير صحيح، مما يعني أن نتائج الدراسة لم تكن دقيقة.
وبخصوص سرطان الدم فقد أجرت المؤسسة الوطنية للسرطان في الولايات المتحدة عام 2006 دراسة شملت نصف مليون شخص لمحاولة الاستقصاء عن وجود علاقة بين الأسبارتام وسرطان الدم، ولكن النتائج لم تظهر أية علاقة بين استهلاك الأسبارتام لدى البشر وسرطانات الدم.
ومع ذلك فإن الأسبارتام لا يناسب إطلاقا المرضى المصابين بمرض الفينيل كيتونوريا، وهو داء جيني يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على أيض (استقلاب) الحمض الأميني فينيل ألانين، مما يسبب تراكمه في الجسم ومن ثم حدوث مضاعفات كالتخلف العقلي، أو حصول أضرار في الدماغ.
ولذلك فإن المصابين بهذا المرض يجب ألا يتناولوا الأسبارتام أو أيّا من المشروبات أو الأغذية المحلاة به، مع الإشارة إلى أن الحمض الأميني فينيل ألانين موجود في أطعمة أخرى مثل الحليب والبيض واللحم.
ومع هذه المعطيات التي أكدت سلامة الأسبارتام وملاءمته للاستهلاك البشري -باستثناء مرضى الفينيل كيتونوريا أو أية حالات أخرى يحددها الطبيب- فإن إدارة الغذاء والدواء الأميركية حددت الحد اليومي المسموح من الأسبارتام “aceptable daily intake ADI”، بكمية مقدارها 50 مليغراما لكل كيلوغرام من وزن الشخص.
وتعادل هذه الكمية 3750 مليغراما من الأسبارتام لشخص وزنه 75 كيلوغراما، وعادة ما تحتوي علبة صودا الحمية (الدايت) الواحدة على 180 مليغراما، ما يعادل تقريبا 21 علبة منها في اليوم. ومع ذلك فإن هذا لا يعني بكل تأكيد الإفراط في شرب المشروبات الغازية التي لها أضرارا أخرى مثل تأثيرها على الأسنان وتسببها لتآكلها.
ما هو الاسبارتام؟
الأسبارتام هو مُحلي صناعي غير سكري، والذي يمكنك العثور عليه في مشروبات الدايت، والعديد من الحلويات منخفضة السعرات الحرارية وبعض الزبادي، وفي هذا الإطار أوضح البروفيسور أوليفر جونز، أستاذ الكيمياء في جامعة RMIT، أن “الأسبارتام يستخدم في الطعام منذ الثمانينات، وهو واحد من أكثر المحليات شيوعاً ويستخدم في حوالي 6000 منتج حول العالم”، وأوضح أنه يضاف عادة إلى الطعام والشراب ليحل محل سكر المائدة (السكروز) لأنه أحلى بحوالي 200 مرة من السكروز، بحسب موقع “mamamia”.
هل يجب أن نتوقف عن شرب الدايت كولا؟ وللإجابة عن التساؤل الشائع عما إذا كان ينبغي علينا التوقف عن شرب المشروبات الغازية المفضلة الخالية من السكر، يعتقد أستاذ الكيمياء جونز أنه لا ينبغي علينا ذلك.
وتابع قائلاً “لم نر تقرير الوكالة الدولية لبحوث السرطان الفعلي حتى الآن ولكن بافتراض صحة التقارير الصحفية وأنها تصنف الأسبارتام على أنه” ربما يكون مادة مسرطنة “، فهذا لا يعني أنك ستصاب بالسرطان إذا شربت مشروباً غازياً يحتوي على الأسبارتام.
وأضاف أن “الوكالة تصنف الأشياء وفقاً لأربع فئات رئيسية لتصنيف خطورة الأشياء، ربما تكون مسببة للسرطان مثل استخدام الهاتف المحمول ومنتجات الصبار وهي أشياء يستخدمها معظمنا بانتظام”.
هل يجب أن نقلق؟ إلى ذلك أشار إلى أنه لا يوجد أي سبب للقلق حول ما ينشر، لافتاً إلى أن “الوكالة الدولية لبحوث السرطان ليست وكالة تنظيمية للأغذية … كل ما تفعله هو النظر في إمكانية وجود خطر (مثل السرطان)؛ ولا تنظر في الخطر، وهو احتمال حدوث الخطر، وفي هذه الحالة إنهم ليسوا متأكدين تماماً من وجود خطر لأنهم استخدموا ثاني أقل فئة خطورة”، وأعطى مثالاً على ذلك، “كقيادة السيارة فالخطر هو أنك قد تتعرض لحادث وتتأذى أو تموت، لكن الخطر منخفض بما يكفي بحيث لا يعتقد معظمنا أنها ستكون مشكلة”.
يذكر أن مصادر قالت لرويترز إن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) وهي ذراع أبحاث السرطان في منظمة الصحة العالمية، من المقرر أن تدرج الأسبارتام على أنه “من المحتمل أن يكون مادة مسرطنة للإنسان” للمرة الأولى في يوليو/تموز الجاري.
يأتي ذلك بينما تقوم لجنة منفصلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية، ولجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بشأن المضافات الغذائية (JECFA)، بمراجعة المحلي الصناعي.
أشهر المُحليات الصناعية
قالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التي مقرها ليون إن الأسبارتام “مادة مسرطنة محتملة”. ويعني هذا التصنيف أن هناك أدلة محدودة على أن مادة ما يمكن أن تسبب السرطان. ويعتبر الأسبارتام أحد أكثر المحليات شهرة في العالم.
يعني هذا التصنيف أن هناك أدلة محدودة على أن مادة ما يمكن أن تسبب السرطان. لكنه لا يأخذ في الاعتبار المقدار الذي يحتاجه الشخص ليكون في خطر
أعلنت جهتان مرتبطتان بمنظمة الصحة العالمية أن محلي الأسبارتام “مادة مسرطنة محتملة”، لكنه يظل آمنا عند استهلاكه عند المستويات المتفق عليها بالفعل.
يأتي الإعلان اليوم الجمعة (14 تموز/ يوليو 2023) بناء على قراري لجنتين مختلفتين تابعتين لمنظمة الصحة العالمية كانت إحداهما تنظر في وجود أدلة على أن المادة تشكل خطرا محتملا، والأخرى تقيم مقدار الخطر الفعلي الذي تشكله هذه المادة على الحياة.
والأسبارتام أحد أكثر المحليات شهرة في العالم، ويستخدم في كثير من المنتجات التي تعد صديقة للحميات الغذائية، وحاول فرانشيسكو برانكا رئيس قسم التغذية في منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي قبيل الإعلان، مساعدة المستهلكين على فهم الإعلانين اللذين قد يبدوان متضاربين، لاسيما لأولئك الذين يبحثون عنمحليات الاصطناعية لتجنب السكر. وقال برانكا “إذا كان المستهلكون بصدد اتخاذ قرار بشأن تناول الكولا بالمحليات أو تناول الكولا بالسكر، أعتقد أنه يجب وضع خيار ثالث في الاعتبار.. وهو شرب الماء بدلا من ذلك”.
وقالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التي مقرها ليون في أول إعلان لها عن المادة في وقت مبكر من اليوم الجمعة، إن الأسبارتام “مادة مسرطنة محتملة”، ويعني هذا التصنيف أن هناك أدلة محدودة على أن مادة ما يمكن أن تسبب السرطان. لكنه لا يأخذ في الاعتبار المقدار الذي يحتاجه الشخص ليكون في خطر، وهو ما تنظر فيه لجنة منفصلة، وهي لجنة الخبراء المشتركة للمواد المضافة إلى الأغذية، التي مقرها جنيف، والتي تشترك فيها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
وبعد إجراء مراجعة شاملة خاصة بها، قالت اللجنة اليوم الجمعة إنها ليست لديها دليل مقنع على الضرر الناجم عن الأسبارتام، وواصلت التوصية بالحفاظ على مستويات استهلاك من الأسبارتام أقل من 40 مليغرام لكل كيلوغرام من الوزن في اليوم.
الدواء الأميركية تعارض الصحة العالمية
في تعارض حاد مع المنظمات الدولية سيضع المستهلكين في حيرة من أمرهم، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية التي وافقت على الأسبارتام منذ عقود يوم الخميس انتقادًا غير عادي لنتائج لمنظمة الصحة العالمية وأكدت موقفها الراسخ بأن المُحلي آمن.
وفي بيان لها نشرته “نيويورك تايمز” الأميركية، قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إنها “لا تتفق مع استنتاج منظمة الصحة العالمية بأن الدراسات تدعم تصنيف الأسبارتام على أنه مادة مسرطنة محتملة للبشر”.
وأضافت أيضًا أن “الأسبارتام الذي يتم توصيفه من قبل منظمة الصحة العالمية W.H.O. بأنه قد يكون مادة مسرطنة للإنسان” لا يعني أن الأسبارتام مرتبط بالفعل بالسرطان”، وسوف يثير بيان إدارة الغذاء والدواء ضد المنظمة الدولية المزيد من الجدل في أوروبا، ومن المرجح أن تؤدي تصريحات الوكالات العالمية المتنازعة إلى إثارة الارتباك بين المستهلكين.
وأدت المخاوف بشأن ارتفاع المعدلات العالمية للسمنة ومرض السكري بالإضافة إلى تغيير تفضيلات المستهلكين إلى انفجار في الأطعمة والمشروبات الخالية من السكر ومنخفضة السكر. حيث يعد الأسبارتام، أحد المحليات الستة المعتمدة من قبل المنظمين الأميركيين ويوجد في آلاف من المنتجات الخالية من السكر، والصودا الخاصة بالحمية، والشاي، ومشروبات الطاقة وحتى الزبادي، كما أنها تستخدم لتحلية العديد من المنتجات الصيدلانية.
وكانت جهتان مرتبطتان بمنظمة الصحة العالمية قد أعلنتا، اليوم الجمعة، أن محلي الأسبارتام “مادة مسرطنة محتملة”، لكنه يظل آمناً عند استهلاكه عند المستويات المتفق عليها بالفعل، ويأتي الإعلان بناء على قراري لجنتين مختلفتين تابعتين لمنظمة الصحة العالمية، كانت إحداهما تنظر في وجود أدلة على أن المادة تشكل خطراً محتملاً، والأخرى تقيم مقدار الخطر الفعلي الذي تشكله هذه المادة على الحياة.
وحاول فرانشيسكو برانكا رئيس قسم التغذية في منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحافي قبيل الإعلان، مساعدة المستهلكين على فهم الإعلانين اللذين قد يبدوان متضاربين، لاسيما لأولئك الذين يبحثون عن المحليات الاصطناعية لتجنب السكر، وقال برانكا: “إذا كان المستهلكون بصدد اتخاذ قرار بشأن تناول الكولا بالمحليات أو تناول الكولا بالسكر، أعتقد أنه يجب وضع خيار ثالث في الاعتبار.. وهو شرب الماء بدلاً من ذلك”.
تأثيرات الأسبارتام على الصحة والجسم
يعد الأسبارتام أحد أكثر أنواع المحليات الصناعية – ذات السعرات الحرارية القليلة – شيوعا حول العالم، حيث يتم استخدامه كبديل للسكر في العديد من المنتجات الغذائية من أطعمة ومشروبات مختلفة، بجانب استخدامه بالعديد من الأدوية أيضا.
وعلى الرغم من أن الأسبارتام يعتبر آمنا صحيا، إلا أنه قد أثير في الآونة الأخيرة الكثير من اللغط حول هذا الأمر؛ إذ تلمح بعض الدراسات إلى إمكانية وجود آثار جانبية لتناوله، لذا نتناول في تلك المقالة التأثيرات المختلفة لاستخدامه على الصحة والجسم.
هل الأسبارتام آمن؟ وافقت منظمة الغذاء والدواء الأميركية على استخدام الأسبارتام في الأطعمة والأشربة المختلفة منذ عام 1981، الأمر الذي أقرته أيضا الهيئات الصحية المعنية بالسلامة الغذائية في أوروبا والعديد من الدول الأخرى. كما فعلت الأمر ذاته العديد من المنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة.
في عام 2013 قامت هيئة السلامة الغذائية الأوروبية بمراجعة مئات الدراسات المنشورة حول تأثيرات استخدام الأسبارتام على الصحة، وقد خلصت تلك المراجعة إلى أنه آمن للاستخدام بشرط ألا يزيد الحد اليومي للاستهلاك عن 40 مليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم – أي حوالي 3200 مليغرام لشخص يبلغ وزنه 80 كيلوغراما. ويصعب تناول تلك الكمية وبلوغ الحد الأقصى للاستهلاك اليومي في واقع الأمر. فعلى سبيل المثال، نجد أن لترا من المشروبات الغازية المخصصة للحمية الغذائية يحتوي على قرابة 600 مليغرام فقط من الأسبارتام، أي أنه يجب شرب حوالي 5 ليترات من المشروبات الغذائية في يوم واحد لبلوغ الحد الأقصى لاستهلاك الأسبارتام.
1- وزن الجسم
يحتوي الغرام الواحد من الأسبارتام على 4 سعرات حرارية مثل السكر، إلا أن الأسبارتام أكثر حلاوة من السكر بمقدار 200 ضعف. لذا فإنه يتم استخدام كمية ضئيلة للغاية منه لتحلية الأطعمة والمشروبات، الأمر الذي يعني سعرات حرارية أقل بكثير، ولهذا يشيع الاعتقاد بأن استخدام الأسبارتام يساعد في فقد الوزن.
لكن حقيقة الأمر على النقيض من ذلك تماما، حيث أثبتت دراسة أجريت على أحدث الأبحاث المنشورة في هذا الصدد أنه لا يوجد دليل على أن بدائل السكر ذات السعرات الحرارية القليلة كالأسباراتام تلعب دورا في تقليل الوزن. وتشير دراسات أخرى إلى أن تناول بدائل السكر الصناعية بشكل منتظم قد يؤدي إلى زيادة الوزن ومحيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم.
2- الشهية
يعتقد بأن الأسبارتام يتسبب في زيادة الشهية، الأمر الذي يعني الميل إلى تناول كميات أكبر من الطعام. حيث تشير بعض الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب إلى أن استهلاك بدائل السكر الصناعية بشكل منتظم مرتبط بزيادة في تناول الطعام. ومن المقترح أن يكون السبب وراء ذلك أن الجسم في الأحوال العادية يتوقع الحصول على كميات كبيرة من السعرات الحرارية لدى تناول الحلويات، لذا فإنه يقوم بإصدار إشارات تفيد بالإحساس بالشبع والتوقف عن تناول المزيد من الطعام. وعند استهلاك بدائل السكر ذات السعرات الحرارية القليلة، يحصل الجسم على سعرات حرارية أقل بكثير من تلك التي يتوقعها لدى تناول الحلويات. وعند حدوث هذا الأمر بانتظام، يقوم الجسم بالتكيف وعدم إصدار إشارات بحدوث الشبع والشعور بالامتلاء، ما يعني استمرار تناول الطعام بكميات أكبر. إلا أنه في نهاية الأمر، ينبغي إجراء مزيد من الدراسات والأبحاث لفهم طبيعة العلاقة بين تناول الأسبارتام والشهية بشكل أفضل.
3- التمثيل الغذائي
وفقا للدراسة ذاتها التي تناولت علاقة بدائل السكر الصناعية بالشهية، فإنه من الممكن أن تكون هناك علاقة بين استهلاك الأسبارتام والإصابة ببعض الأمراض المرتبطة بالتمثيل الغذائي، مثل النوع الثاني من داء السكري. وقد يكون السبب في ذلك هو عدم قدرة الجسم على التعامل مع السكريات ذات السعرات الحرارية الكثيرة بعد التعود على بدائل السكر ذات السعرات الحرارية القليلة.
كما تشير دراسة أخرى إلى أن استهلاك الأسبارتام قد يتسبب في عدم قدرة الجسم على التعامل مع الغلوكوز لدى المصابين بالسمنة، لكن في الوقت ذاته لم يتسبب الأسبارتام بالتأثير ذاته لدى أصحاب الوزن الصحي. ويعد عدم قدرة الجسم على التعامل مع الغلوكوز من الأسباب التي قد تؤدي إلى خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.
4- تأثيرات صحية أخرى
خلال العقود المنصرمة تناولت بعض التقارير الإخبارية تسبب الأسبارتام في الإصابة بأعراض مثل الصداع والغثيان والتشنجات، أو أمراض كمتلازمة قلة الانتباه وفرط النشاط وداء ألزهايمر والتصلب المتعدد وحتى السرطان. إلا أنه في حقيقة الأمر لا يوجد أي دليل علمي أو طبي يؤكد تلك المزاعم.
متى يجب تجنب استعمال الأسبارتام؟ هناك بعض الحالات الطبية التي يجب على المصابين بها عدم تناول الأسبارتام:
1- بيلة الفينيل كيتون أو الفينيل كيتونيوريا
يعد ذلك المرض من الأمراض الوراثية المرتبطة بخلل في عملية التمثيل الغذائي، والتي ينتج عنها ارتفاع نسبة الحمض الأميني فينيل آلانين بالدم، ما يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة، ويجب على المصابين بهذا المرض تجنب الأطعمة التي تحتوي على الفينيل آلانين، ومنها الأسبارتام بجانب اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان.
2- خلل الحركة المتأخر
وهو مرض عصبي ينتج عن استعمال الأدوية المضادة للذهان لفترة طويلة، ويتسبب في حركات مفاجئة لا إرادية بالوجه والجسم. وتشير الأبحاث إلى أن الفينيل آلانين يلعب دوراً في تحفيز تلك الحركات العضلية اللاإرادية، لذا يجب تجنب تناول المنتجات التي تحتوي على الأسبارتام للمصابين بهذا المرض.
هل يسبب الأسبارتام الإصابة بمرض السرطان؟
أفادت تقارير أن الأسبارتام المحُلي، الموجود في مختلف الأطعمة والمشروبات الغازية، سيُصنف رسمياً على أنه سبب محتمل لإصابة البشر بالسرطان، وغالباً ما يترك هذا التصنيف التباسا، لأنه لا يوضح ما إذا كان الخطر المحتمل كبير أم صغير.
وتشمل المواد المصنفة على أنها “سبب محتمل للسرطان” الألوي فيرا والديزل والخضروات الآسيوية المخلّلة، وعلمت بي بي سي إن الوكالة الدولية للبحوث في أمراض السرطان، ستعلن عن ذلك في 14 يوليو/تموز، ويستخدم الأسبارتام منذ عقود ونال موافقة هيئات السلامة الغذائية، لكنه دائما ما أثار الجدل.
وراجعت الوكالة الدولية للبحوث في أمراض السرطان، التي تشكل ذراع البحث بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، نحو 1300 دراسة حول الأسبارتام والسرطان.
وتستخدم الوكالة أربعة تصنيفات ممكنة:
المجموعة 1: مسرطنة للبشر
المجموعة 2 – أ: محتمل أن تكون مسرطنة للبشر
المجموعة 2 – ب: من الممكن أن تكون مسرطنة للبشر
المجموعة 3: غير مصنفة
ومع ذلك، هناك ما قد يسبب إرباكاً.
أستاذ الإحصاءات في “الجامعة المفتوحة” في بريطانيا، كيفن ماكونواي يقول إن تصنيف الوكالة الدولية “لا يخبرنا شيئا عن مستوى الخطر الحالي الناجم عن أسبارتام، لأن ليس هذا ما تعنيه تصنيفات الوكالة”.
وتخبرنا الوكالة عن مدى قوة الأدلة، وليس عن مدى خطورة المادة على صحتك، ويستخدم تصنيف “المحتمل” حندما تكون الأدلة حول الأشخاص أو البيانات الناتجة عن الاختبارات على الحيوانات “محدودة”.
وقال الدكتور ماكونواي “رغم ذلك، أؤكد أن الدليل على أن هذه الأشياء قد تسبب السرطان ليس قويا، وإلا كانت وضعت ضمن المجموعة 1 أو المجموعة 2 – أ.
وتسببت تصنيفات الوكالة الدولية لبحوث السرطان بالتباس في الماضي، وتعرضت لانتقادات بسبب إصدار إنذار غير ضروري. عندما صُنفت اللحوم الحمراء المصنعة على أنها مادة مسرطنة، أدى ذلك إلى تقارير ساوت بين تناولها والتدخين.
لكن خطر إعطاء 100 شخص 50 غراما إضافي من لحم الخنزير المقدد – إضافة على أي شيئ يتناولوه – كل يوم لبقية حياتهم، قد يؤدي إلى حالة واحدة من سرطان الأمعاء.
ليس لدينا أرقام متساوية للأسبارتام، ومع ذلك، من المقرر أن تقدم لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، والمختصة بالمضافات الغذائية، تقريرا في يوليو/تموز.
وكان قد صدر عام 1981، أن تناول 40 ملغرام يوميا لكل كيلوغرام من وزنك، من هذه المادة قد يكون آمناً.
المديرة التنفيذية للمجلس الدولي لجمعيات المشروبات، كايت لوتمان قالت إن على السلطات الصحية أن تكون “قلقة للغاية” بشأن “الآراء المسربة”. وحذرت من أن ذلك “قد يضلل المستهلكين بلا داع، لاستهلاك المزيد من السكر بدلا من اعتماد خيارات آمنة خالية من السكر وذات كميات متدنية من السكر”.