قد يكون عدم انتظام ضربات القلب مؤشرا على مشكلة صحية خطيرة، فما هذه المشكلة؟ وكيف تزيد من خطر السكتة الدماغية وقصور القلب؟ هذه المشكلة هي ما يعرف باسم الرجفان الأذيني، وهي حالة تتميز بنبضات قلب سريعة ورجفة، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية وقصور القلب…
يعد الرجفان الأذيني أحد عوامل الخطر الرئيسية للسكتات الدماغية، وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم. ما هو الرجفان الأذيني وكيف يمكن علاجه؟ قد يكون عدم انتظام ضربات القلب مؤشرا على مشكلة صحية خطيرة، فما هذه المشكلة؟ وكيف تزيد من خطر السكتة الدماغية وقصور القلب؟
هذه المشكلة هي ما يعرف باسم “الرجفان الأذيني” (atrial fibrillation)، وهي حالة تتميز بنبضات قلب سريعة ورجفة، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية وقصور القلب، ومع أن عدم انتظام ضربات القلب قد لا يكون مؤشرا على مشكلة صحية خطيرة إذا كان وجيزا أو نادر الحدوث، ينبغي زيارة الطبيب للتأكد من أنك غير مصاب بالرجفان الأذينيK في تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، تنقل الكاتبة لورا إنتيس عن أستاذ أمراض القلب بجامعة “نورث وسترن فاينبرغ” في شيكاغو، روبرت بونو، قوله إن الرجفان الأذيني يسبب تسارعا وعدم انتظام في نبضات الأذين، مما يؤدي إلى إرسال الدم إلى البطين بشكل أقل كفاءة. يمكن أن تستمر النوبة بضع دقائق أو عدة ساعات، وقد يؤدي ذلك إلى خفقان القلب والدوار والإجهاد وضيق التنفس، وبمرور الوقت قد يصبح اضطراب الرجفان الأذيني مزمنا.
الرجفان الأذيني.. ماذا يعني؟
الرجفان الأذيني حالة تصيب القلب وتتسبب في عدم انتظام نبضاته، وقد يكون سريعا، مما قد يسبب مشاكل مثل الدوخة وضيق التنفس والتعب، كما قد تؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد مثل السكتة الدماغية، وذلك وفقا لخدمات الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.
ويتراوح معدل نبضات القلب المنتظمة بين 60 و100 نبضة في الدقيقة في حالة الراحة. وفقًا ما نشرته الجزيرة نت.
مشكلة صحية شائعة
يُعدّ الرجفان الأذينيّ مشكلة صحية شائعة تؤثر على 11 مليون شخص في جميع أنحاء أوروبا، وتصبح أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر. 1 من بين 4 أشخاص في عمر الأربعين قد يصاب بالرجفان الأذينيّ خلال حياته.
أنواعه
الرجفان الأذينيّ هو حالة تقدمية مما يعني أنه يبدأ بنوبات قصيرة ونادرة ثم يتقدم إلى نوبات أطول وأكثر تكرارًا.بالنسبة ل 1 من بين 5 أشخاص، بدون علاج، سيتطور الأمر إلى التسبب في أعراض مستمرة وطويلة الأمد.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الرجفان الأذيني:
الرجفان الأذيني الانتيابي: المعروف أيضًا باسم الرجفان الأذينيّ المتقطع، يحدث هذا عندما ينتهي الرجفان الأذينيّ تلقائيًا أو عن طريق العلاج خلال 7 أيام منذ بدء النوبة لأول مرة وقد تحدث مرة أخرى
الرجفان الأذينيّ المستمر: يحدث عندما تستمر نوبة الرجفان الأذينيّ لأكثر من 7 أيام ومن غير المتوقع أن تتوقف من تلقاء نفسها
الرجفان الأذينيّ الدائم: عندما يتخذ المريض وأخصائي الرعاية الصحية قرارًا مشتركًا لوقف محاولات استعادة أو الحفاظ على الإيقاع الطبيعي للقلب
ما الذي يشعر به مرضى هذا الاضطراب؟
يختلف شعور مرضى الرجفان الأذيني باختلاف الحالة، يلاحظ بعض المرضى خفقان وعدم انتظام في نبض القلب ويدركون على الفور متى قد بدأت نوبة الرجفان الأذيني. ويشعر بعضهم الآخر بعدم الراحة في الصدر أو ضيق التنفس أو دوار أو دوخة أو إرهاق عام لكن دون الشعور بخفقان القلب. من الممكن أن تظهر أعراض الرجفان الأذيني عند البعض في أثناء الراحة، بينما تظهر عند آخرين في أثناء ممارسة الرياضة.
لا تكون بداية نوبة الرجفان الأذيني واضحة دائمًا. فتبدأ الأعراض فجأة في بعض الحالات، بينما في حالات أخرى لا يُعاني المريض إلا من تراجع قدرته على ممارسة الرياضة، وفي تلك الحالة قد لا يشك في الرجفان الأذيني وقد يستغرق المريض وقتًا طويلاً قبل أن يلتمس الرعاية الطبية.
أخيرًا، من الممكن ألا يعاني مريض الرجفان الأذيني من أي أعراض على الإطلاق ويُكتشف اضطراب نظم القلب مصادفة، في أثناء الفحص الروتيني أو عند استخدام الأجهزة التي يمكن ارتداؤها مثلاً.
ليس من الواضح بعد ما السبب في هذا الاختلاف الذي يجعل بعض المرضى يُعانون من أعراض بينما لا يُشعر الآخرون بشيء. وترتبط الأعراض عند العديد من المرضى بسرعة نبضات القلب. ومع ذلك، يعاني بعض المرضى من أعراض حتى ولو لم يكن معدل نبض القلب سريعًا. وفي حالات أخرى، ينبض القلب ببطء شديد في أثناء الرجفان الأذيني وهو ما قد يسبب أعراضًا أيضًا.
قد تختفي نوبات الرجفان الأذيني دون علاج، ومع ذلك يجب عليك مناقشة ما تحتاج إلى القيام به في حالة حدوث نوبة مع طبيبك. إذا كنت تعاني من أي أعراض مزعجة تجعلك تشعر بتوعك حقيقي (مثل: الغثيان أو ألم في الصدر أو الإغماء وما إلى ذلك)، فيجب عليك طلب الرعاية الطبية فورًا في المستشفى.
الاعراض
في بعض الأحيان لا يسبب الرجفان الأذيني أية أعراض، والشخص المصاب لا تكون لديه أدنى فكرة عن أن نبضات القلب لديه غير منتظمة، ويتم اكتشاف الحالة عند إجراء الفحص الروتيني عند الطبيب، وتتمثل الأعراض في ما يلي:
– تعب وإحساس بالخمول.
– خفقان القلب، حيث يشعر المريض كأن قلبه يرفرف، أو ينبض بشكل غير منتظم، ويستمر ذلك غالباً بضع ثوان، وربما دقائق.
– عدم انتظام ضربات القلب، حيث قد ينبض القلب بسرعة كبيرة.
– عدم القدرة على ممارسة الرياضة.
– ضيق في التنفس.
– الشعور بالإغماء أو الدوخة.
– ألم في الصدر.
يجب مراجعة الطوارئ فورا إذا لاحظت تغيرًا مفاجئًا في ضربات القلب أو شعرت بألم في الصدر.
الأسباب
تُعَد إصابة هيكل القلب بأي تشوُّهات أو أضرار، السببَ الأكثر شيوعاً للإصابة بالرجفان الأذيني، تَشمل الأسباب المحتمَلة للرجفان الأذيني ما يلي:
– ارتفاع ضغط الدم
– النوبة القلبية
– مرض الشريان التاجي
– صمامات قلب غير طبيعية
– بعض العيوب القلبية
– فَرْط نشاط الغدة الدرقية
– التعرض للمنبهات
– متلازمة العقدة الجيبية المريضة
– أمراض الرئة
– إجراء جراحة سابقة في القلب
– العدوى الفيروسية
– الإجهاد الناجم عن إجراء عملية جراحية أو الإصابة بالالتهاب الرئوي أو غيره من الأمراض
– انقطاع النفس النومي
على الرغم من ذلكَ، فإن بعض المصابين بالرجفان الأذيني لا يكون لديهم أي عيوب أو أضرار في القلب، وهي حالة تُعرف بِاسم الرجفان الأذيني المعزول. في حالة الرجفان الأذيني المعزول، لا يكون السبب عادة واضحاً، ونادراً ما تحدُث مضاعفات خطيرة. حسب ما نشرته جريدة الشرق.
تحديد المشكلة
إذا كنت تعاني من أعراض تشبه أعراض اضطراب الرجفان الأذيني، سوف يستمع الطبيب إلى نبضات قلبك ومن المرجح أن ينصحك بإجراء الفحص المعروف بـ”تخطيط كهربية القلب”، وهو اختبار يسجل النشاط الكهربائي للقلب. ويمكن لجهاز “هولتر”، وهو جهاز محمول يتم ارتداؤه لمدة 24 ساعة أو أكثر، أن يكشف عن عدد مرات حدوث نوبات الرجفان الأذيني ومدة استمرارها.
وحسب سوميت تشوغ مدير مركز الوقاية من توقف القلب في معهد “سيدارز سايناي” في لوس أنجلوس، نحو 25% من الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني لا يشتكون من أي أعراض، لذلك فإنه غالبا ما يتم تشخيص الإصابة بهذا الاضطراب عن طريق الفحوصات الروتينية، مثل فحص تنظير القولون.
المعالجة
يعتمد علاج الرجفان الأذيني الأنسب لك على مدة إصابتك بالرجفان الأذيني، ومدى الإزعاج الذي تتسببه أعراضك، والسبب الكامن وراء إصابتك به، بشكل عام، تتمثل أهداف علاج الرجفان الأذيني في:
– إعادة ضبط النظم أو التحكم في معدَّل النبضات
– منع الجلطات الدموية
كيف يمكن علاج هذا الاضطراب؟
يقول تشوغ إن العديد من الأبحاث تشدد على أهمية اتباع نمط حياة صحي، بممارسة التمارين الرياضية، والالتزام بتناول الأطعمة الصحية، والحد من تعاطي الكحول لعلاج الرجفان الأذيني.
واعتمادا على العمر والأعراض التي تعاني منها، قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية للمساعدة في التحكم بمعدل ضربات القلب، على غرار “حاصرات بيتا” مثل “ميتوبرولول” (Metoprolol)، ومضادات اضطراب النظم، ومنها “الفليكاينيد” (Flecainide). وقد تحتاج أيضا إلى تقويم نظم القلب الكهربائي (electrical cardioversion)، وهو إجراء يخضع له المرضى عن طريق إرسال صدمة كهربائية للقلب لاستعادة إيقاع النبضات الطبيعي.
كما أصبح الاستئصال بالقسطرة (Catheter ablation) -عملية تهدف إلى إحداث ندوب في منطقة صغيرة من أنسجة القلب التي تسبب عدم انتظام النبضات- علاجا منتشرا استنادا إلى أدلة علمية أثبتت أنه إجراء آمن ويساعد على تنظيم إيقاع ضربات القلب وتخفيف أعراض الرجفان الأذيني. وقد ثبت أن هذه العملية آمنة وفعالة للأشخاص في عمر 75 عاما أو أكثر، ولكن يظل تعاطي الأدوية ضروريا بعد ذلك.
وإذا كنت معرضا لخطر الإصابة بسكتة دماغية جراء اضطراب الرجفان الأذيني، قد يصف لك الطبيب دواء تجلط الدم. ويقول طبيب القلب في عيادة كليفلاند، دانيال كانتيلون، إن الهدف هو “علاج القلب لحماية الدماغ”.
في الماضي، كان “الوارفارين” (warfarin) الدواء الوحيد المتاح -على نطاق واسع- في مثل هذه الحالات، ويتطلب مراقبة مستمرة عن طريق إجراء اختبارات الدم بانتظام. لكن حاليا يتم وصف مضادات التخثر التي ثبتت فعاليتها في الوقاية من السكتات الدماغية، وتشمل هذه الأدوية “أبيكسابان” (Apixaban) و”ريفاروكسيبان” (Rivaroxaban).
ويؤكد تشوغ أنه باستطاعة معظم الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني أن يواصلوا حياتهم بشكل طبيعي ويمارسوا الأنشطة التي يرغبون فيها باتباع نمط حياة معتدل والمواظبة على العلاجK وتختم الكاتبة بأنه يمكن إجراء فحص منزلي باستخدام جهاز “آبل واتش” أو أجهزة “فيتبيت” التي صادقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية للمساعدة في اكتشاف نوبة الرجفان الأذيني.